اتسم الوضع الأمني بالهدوء في صنعاء وبقية المدن أمس وباشرت أجهزة الأمن في تخفيف وجود عناصرها بشكل ملحوظ، فيما أغلقت جامعة صنعاء أبوابها لليوم الثالث أمام الطلاب تحسباً لتظاهرات ضد الحكومة بسبب قراراتها برفع أسعار السلع والخدمات الأساسية الذي أعلن الخميس الماضي. وأكدت مصادر محايدة في صنعاء، اتصلت بها "الحياة" من لندن، ان عدد القتلى في الأحداث الأخيرة وصل إلى نحو خمسة. وأبدت قيادات مهمة في الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام شكوكها في تورط حزب التجمع اليمني للاصلاح والتنظيم الوحدوي الناصري المعارض في التظاهرات التي شهدتها صنعاء وعدد من المدن اليمنية ضد قرارات الحكومة. ووضع مجلس النواب اليمني حكومة الدكتور عبدالكريم الارياني في موقف حرج بعد الجلسة العاصفة التي عقدت أول من أمس بحضور الارياني والوزراء، وانتهت بإدانة واضحة لقرارات الحكومة برفع الأسعار، من اعضاء المعارضة والحزب الحاكم الذين اجمعوا على أن الحكومة ناقضت نفسها بإصدار قرارات رفع الأسعار بعدما وعدت في برنامجها بتخفيف الأعباء المعيشية عن السواد الأعظم من المواطنين. ورغم عودة الهدوء إلى المدن اليمنية، إلا أن مخاوف الحكومة تعززت بعد جلسة مجلس النواب، بخاصة أن التلفزيون اليمني بث وقائعها في اليوم نفسه، ما أدى إلى زيادة حدة معارضة الشارع اليمني لها. واستندت قيادات في المؤتمر الشعبي العام، مبررة شكوكها في وجود دور للاصلاح في تحريك التظاهرات الاحتجاجية، إلى تحريض عدد من خطباء المساجد ينتمون إلى الاصلاح المواطنين على التظاهر في اثناء صلاة الجمعة وبعدها. وفي مقدم هؤلاء الشيخ عبدالمجيد الزنداني، أحد أبرز قيادات الاصلاح ورئيس مجلس الشورى اللجنة المركزية للحزب. وانتقد الزنداني قرارات الحكومة بشدة بعد صلاة الجمعة في أحد مساجد صنعاء. ووصف تلك القرارات بأنها تهدف إلى إفقار المواطن اليمني وإحداث انهيار اجتماعي، وأنها تصب في مصلحة الحكومة على حساب معاناة الناس. ودعا المواطنين إلى مسيرات احتجاجية سلمية للضغط على الحكومة