شهدت صنعاء لليوم الثاني صدامات مع رجال الشرطة تردد أنها أسفرت عن اصابة شخصين. وكانت المدينة وبقية المدن اليمنية استفاقت أمس على اجراءات أمنية مشددة شارك فيها عشرات الآلاف من رجال الشرطة والأمن المركزي ووحدات من الجيش. وزودت قوات الأمن هراوات وبنادق "كلاشنيكوف" وقنابل مسيلة للدموع وطلقات المطاط. واحكمت هذه القوات سيطرتها على كل شوارع صنعاء واحيائها الرئيسية، واتخذت استعدادات قصوى حول مؤسسات الدولة والمنشآت العامة والسفارات تحسباً لأي تظاهرات على غرار التظاهرات التي شهدتها صنعاء أول من أمس وتخللتها صدامات مع قوات الشرطة وأعمال عنف. وأفادت وكالة "فرانس برس" ان مدرعات شوهدت في أماكن في صنعاء. وشهدت مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء تظاهرة شارك فيها 5 آلاف مواطن مسلحين، احرق بعضهم سيارات حكومية وتبادل اطلاق النار مع رجال أمن. وكانت حكومة الدكتور عبدالكريم الارياني أكدت عزمها عدم التراجع عن قرار زيادة أسعار الوقود والقمح، الذي أدى الى التظاهرات والصدامات. وعلى رغم الاجراءات الأمنية المشددة التي اتخذت في ضوء اعلان وزارة الداخلية منع المسيرات والتجمعات "غير القانونية" نظم مئات من طلاب جامعة صنعاء تظاهرة تردد أن التنظيم الوحدوي الناصري المعارض كان وراءها، وبدأت سلمية وانتهت بصدامات بين الطلاب ورجال الشرطة في شارع وزارة العدل في قلب صنعاء. وذكر ناصريون ان الصدامات أسفرت عن اصابة شخصين، واعتقال أربعة من الطلاب المتظاهرين يعتقد أنهم "ناصريون" هم عبدالواحد العزعزي ووضاح عبدالملك وابن العباسي وفارس اليعقوبي. وأضاف هؤلاء ان قوات الأمن فرقت المتظاهرين بعدما رفعوا شعارات منها "نحن والشرطة والجيش يجمعنا الرغيف". وروى ل "الحياة" شهود في مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء 150 كيلومتراً جنوب العاصمة ان المدينة شهدت تظاهرة شارك فيها حوالى خمسة آلاف مواطن كانوا مسلحين، وأن قوات الأمن واجهت المتظاهرين بعنف مما أدى الى جرح شخصين. وقال شهود ان المتظاهرين في رداع احرقوا ثلاث سيارات تملكها الحكومة وتبادل بعضهم اطلاق النار مع رجال أمن. واصدرت محافظة البيضاء قراراً بمنع التظاهرات والتجمعات اليوم. وأكدت المصادر ذاتها ان الهدوء عاد الى المدينة ظهراً. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول في الشرطة ان تظاهرة رداع التي فرقت ضمت بضع مئات من الاشخاص، وأوضح ان الشخصين اللذين جرحا، وأحدهما عمره 15 سنة، اصيبا برصاص متظاهرين وصفهم بأنهم "مخربون" و"عناصر متسللة الى المدينة". وعلمت "الحياة" ان تظاهرات نظمت أول من أمس في مدينة خمر مركز قبيلة حاشد 70 كيلومتراً شمال صنعاء التي يتزعمها الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر زعيم التجمع اليمني للاصلاح، وخلالها اقتحم المواطنون المؤسسات الحكومية وقطعوا الاتصالات الهاتفية والطرق المؤدية الى المدينة واجبروا مدير الأمن وأعضاء محكمة المنطقة على مغادرة المدينة معتبرين ان الحكومة لا تعمل إلا ضد المواطنين، وأن رفع أسعار الوقود والخدمات والقمح والدقيق يضاعف المتاعب المعيشية للمواطنين. وكانت الحكومة اليمنية قررت رفع الأسعار في اطار برنامج الاصلاح الاقتصادي. وأصدرت جهة غير معروفة حملت اسم "اللجنة الشعبية الديموقراطية" في صنعاء ليل أول من أمس بياناً دعا المواطنين الى "تنظيم تظاهرات سلمية وممارسة حقهم الدستوري في الضغط على مجلس النواب لتنفيذ مطالبهم". ولخصت اللجنة تلك المطالب بإقالة حكومة الدكتور عبدالكريم الارياني والغاء قراراتها المتعلقة برفع الأسعار، وتشكيل "حكومة خلاص وطني" من كل الأحزاب السياسية وحل مجلس النواب والدعوة الى انتخابات مبكرة لمجلس النواب ورئاسة الجمهورية والمجالس المحلية. وعلمت "الحياة" من مصادر حكومية وبرلمانية ان اللجنة التي شكلها مجلس النواب أول من أمس عقدت اجتماعاً في منزل رئيس المجلس الشيخ عبدالله الأحمر بعد ظهر أمس مع الارياني واعضاء الحكومة كرس للبحث في التطورات. وتابعت المصادر نفسها أن مجلس النواب سيحاول الضغط على الحكومة لاتخاذ اجراءات سريعة تحد من تأثير اجراءاتها الأخيرة على الغالبية العظمى من الناس، في حين أبدت الحكومة إصراراً على عدم التراجع عن قراراتها لأنها ملزمة بها في ضوء التزاماتها حيال صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والمنظمات الدولية المانحة للمساعدات والقروض لدعم برنامج الاصلاح الاقتصادي في اليمن. وعقد مجلس الوزراء اليمني اجتماعاً استثنائياً مساء أول من أمس استمر حتى ساعة متقدمة ليلاً وصدر عنه بيان أكد ان الحكومة أقرت تنفيذ هذه المرحلة من الاصلاحات ورفع الأسعار بناء على برنامج الاصلاح الاقتصادي الذي أقره مجلس النواب. راجع ص 9 ودعا مجلس الوزراء المواطنين الى التزام الهدوء والحذر وممارسة حق التعبير بالطرق المشروعة، مؤكداً أن الحكومة لن تتوانى عن تنفيذ الاصلاحات الادارية والقضائية لأنها "تؤمن بحتميتها وضرورتها لما فيه حماية مصالح المواطنين، الى جانب الاصلاحات الاقتصادية". وحذر البيان من أن "هناك من يحاول افساد الحياة السياسية والنهج الديموقراطي في البلد" واستغلال "تسامح الحكومة من خلال التوغل بين صفوف المواطنين وتحويل المسيرات السلمية أول من أمس الى احداث شغب وتخريب يحاسب عليها القانون".ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول في الشرطة ان تظاهرة رداع التي فرقت ضمت بضع مئات من الاشخاص، وأوضح ان الشخصين اللذين جرحا، وأحدهما عمره 15 سنة، اصيبا برصاص متظاهرين وصفهم بأنهم "مخربون" و"عناصر متسللة الى المدينة"