فوجئت احزاب المعارضة اليمنية بالمظاهرات التي اجتاحت شوارع العاصمة صنعاء أول من امس احتجاجاً على قرار الحكومة رفع اسعار الوقود وسلع وخدمات اخرى وسارعت الى عقد اجتماع طارئ تمخض عنه بيان يندد باجراءات الحكومة وحرّض المواطنين على استخدام حقهم في التظاهر السلمي. وقال رئيس الدائرة السياسية في التجمع اليمني للاصلاح اكبر احزاب المعارضة السيد محمد قحطان ان "التظاهرات الاحتجاجية اعطت مؤشراً الى ان صبر الشعب اليمني له حدود واذا ما وصلت الامور الى نقطة حرجة فسينفجر الوضع". واضاف في تصريح الى "الحياة" ان على الحكومة ان تأخذ في حسبانها ان هناك شعباً سيرفض اجراءاتها وان على المعارضة ان تعيد رسم استراتيجيتها وان تأخذ في اعتبارها ان الشارع اليمني ما يزال حياً قادراً على الرفض. ولفت قحطان الى ان مبادرة رجل الشارع لرفض اجراءات الحكومة سبقت مبادرة احزاب المعارضة التي استطاعت الحكومة ان تضعف من فاعليتها وتؤثر في اولوياتها بالترهيب والترغيب. وعقد مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضة الذي يتزعمه الحزب الاشتراكي اليمني ويضم ستة احزاب اجتماعاً طارئاً أول من امس، وقال رئيس الدائرة السياسية للحزب الاشتراكي السيد جار الله عمر ل "الحياة" ان المجلس ناقش في اجتماعه تطورات الاوضاع في البلاد وبلور موقفه في بيان يصدر اليوم يؤكد حق المواطنين في التعبير عن رأيهم الرافض للسياسات الحكومية بالتظاهر السلمي ويدين اساليب العنف التي اتبعتها السلطات لتفريق المتظاهرين ويطالب بالتراجع عن الاجراءات الاخيرة وعما وصفه ب "سياسة التجويع والافقار التي يدفع ثمنها الشعب والتي تسير باليمن حثيثاً نحو الكارثة". الامين العام للتنظيم الوحدوي الناصري السيد عبدالملك المخلافي قال ان المعارضة فوجئت بالتوقيت الذي اختارته الحكومة لاصدار قراراتها وبرد الفعل الشعبي العفوي العنيف تجاهها. واعتبر ان ما حدث امر طبيعي تجاه سياسات التجويع التي تمارسها السلطة منذ سنوات وحذّرت من مخاطرها المعارضة مرات". وقال ل "الحياة" ان "رد الفعل العنيف الذي واجهت به السلطة الاحتجاجات السلمية جعلها تتصاعد الى مواجهات عنيفة". واستنكر عضو اللجنة التنفيذية لحزب رابطة ابناء اليمن "رأي" السيد محمد جسار "اساليب القمع والعنف والارهاب التي واجهت به قوات الامن الموقف والذي أدى الى ازهاق الارواح". ودعا السلطة الى "تحكيم العقل وتغليب مصلحة اليمن بإيجاد معالجات جذرية بعيداً عن نهج الترقيع والمهدئات". وفسّر عدم امتلاك المعارضة للمبادرة في الاحداث بقوله ان "الشعب حينما يثور يتجاوز حدود التأطير وتتضاءل امام كلمته كلمات سواه". وكانت احزاب المعار ضة وبعض النقابات اصدرت اول من امس بيانات تنديد بالاجراءات التي اتخذتها الحكومة ورفعت بموجبها الدعم عن مشتقات النفط ومادتي القمح والدقيق وخدمات الكهرباء والمياه والهاتف ما ادى الى رفع اسعارها. وفشل مجلس النواب اليمني الذي حاصره أول من امس عشرات الآلاف من المتظاهرين في تحديد موقف في شأن اجراءات الحكومة وتطورت خلافات بين كتلتي المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للاصلاح الى مهاترات واشتباكات بالايدي بين بعض اعضاء الكتلتين ورفض نواب المؤتمر اقتراحاً قدمه النائب يحيى منصور ابو اصبع باسم المستقلين لدعوة الحكومة الى المجلس.