القدس المحتلة، غزة، رام الله، نيويورك - "الحياة"، أ ف ب - أثار قرار حكومة بنيامين نتانياهو توسيع بلدية القدس ردود فعل فلسطينية غاضبة، وحذر السيد فيصل الحسيني المسؤول عن ملف القدس من "انفجار كبير"، في حين طالب المجلس التشريعي الفلسطيني السلطة الوطنية بپ"مراجعة شاملة لموضوع التفاوض مع اسرائيل". وحذر الحسيني من "انفجار كبير يهز المنطقة برمتها نتيجة لسياسة الحكومة الاسرائيلية الحالية تجاه العملية السلمية" داعياً القيادة الفلسطينية الى اعلان الدولة الفلسطينية لانقاذ نفسها. وقال الحسيني في حديث الى "الحياة" ان ما تشهده الأراضي الفلسطينية "أجواء ما قبل الانتفاضة، والانفجار آت ولكن لا أحد يستطيع ان يقول متى". وأشار الى ان الانتفاضة الفلسطينية لم تبدأ بسبب بناء مستعمرة يهودية جديدة بل نتيجة لحادث طريق. وأضاف ان كل اجراء اسرائيلي جديد "يراكم متفجرات ليجعل هذا الانفجار أكثر فعالية وأشد قوة واتساعاً". ورأى المسؤول الفلسطيني ان الانفجار الذي رأى انه قريب جداً سيأخذ "طابع التمرد. واعتقد انه سيكون أكثر عنفاً وسيستخدم وسائل تختلف عن وسائل الانتفاضة". واعتبر الحسيني ان عملية السلام قتلت، وتساءل: "من يعلق الجرس أو من يطلق رصاصة الرحمة على هذه العملية؟ كل الأطراف يتحاشى الاعلان عن الوفاة: الفلسطينيون والاسرائيليون وحتى رعاة هذه العملية على رغم ان الجميع يعرف هذه الحقيقة". وأكد ان دور السلطة الفلسطينية هو التمهيد للرأي العام للقبول بهذه الحقيقة، وبالتالي عندما تعلن السلطة اقامة دولة فلسطينية من جانب واحد، سيساندها في مواجهة أي اجراء اسرائيلي. وزاد ان "الفرصة الأخيرة للقيادة الفلسطينية الحالية ان تعلن اقامة الدولة الفلسطينية وتقوم بالدفاع عنها". وأضاف: "إن فشلت القيادة في ذلك ستسقط وستأتي قيادات أخرى لها وجهات نظر سياسية واقتصادية واجتماعية أخرى". وفي غزة، حذر منسق شؤون المفاوضات حسن عصفور من ان استمرار نتانياهو في ممارساته من دون رادع فلسطيني وعربي ودولي "أدى الى انضاج كل عوامل الانفجار الشعبي الفلسطيني"، الذي "قد يحدث في أي وقت ولأبسط الأسباب". وأشار عصفور الى "تزايد تراجع الثقة لدى المواطن الفلسطيني بقدرة السلطة الفلسطينية على مواجهة السياسة الاسرائيلية المتغطرسة والمتعنتة" الأمر الذي "يجعل قدرة السلطة الفلسطينية على ضبط عناصر الانفجار والسيطرة على انفلات الوضع محدودة جداً". ورأى ان "الدور المتواطئ لبعض المسؤولين الاميركيين المعنيين بملف المفاوضات مع نتانياهو والإرتداد العربي العام وهامشية الدور الأوروبي جعل نتانياهو ينتهج سياسة صلفة ووقحة". وفي رام الله طالب المجلس التشريعي، في ختام جلسته التي عقدها امس السلطة الفلسطينية بپ"مراجعة موضوع التفاوض مع اسرائيل" محذراً من "امكان تفجر العنف في أي لحظة بسبب الممارسات الاسرائيلية". وجاءت مطالبة المجلس في بيان خاص أصدره في شأن قرار الحكومة الاسرائيلية توسيع حدود بلدية القدس والذي وصفه بأنه "شكل من أشكال التطهير العرقي الذي يطاول الشعب الفلسطيني مسلمين ومسيحيين في المدينة المقدسة ويستهدف تهويدها وإلغاء هويتها العربية"، وحذر من ان "العبث بالمدينة المقدسة هو تدمير لعملية السلام". وأضاف البيان ان "الشعب الفلسطيني لن يقبل بمقايضة الخطوة الاسرائيلية الاجرامية في شأن القدس بإعادة انتشار هزيلة جاءت بها المبادرة الاميركية والتي ما زالت الادارة الاميركية ترفض اعلانها رسمياً أو اعلان فشلها". وطالب المجلس السلطة الفلسطينية بإجراء "مراجعة شاملة لموضوع المفاوضات مع الحكومة الاسرائيلية حيث لا يمكن ان يحافظ الشعب الفلسطيني على تمسكه باتفاق السلام في حين تنتهكه الحكومة الاسرائيلية يومياً". وفي نيويورك، اعتبر مندوب فلسطين لدى الاممالمتحدة الدكتور ناصر القدوة ان إشارات مجلس الأمن في الأونة الأخيرة "التي اتخذت شكل بيانات صحافية رئاسية في شأن الانتهاكات الاسرائيلية في القدس وغيرها لم تكن لمنع هذا السلوك الاسرائيلي"، وطالب في رسالة الى الأمين العام كوفي انان، "مجلس الأمن ان يتخذ تدابير ملموسة محددة لمنع البرنامج" الذي أعلنه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لاحكام قبضة اسرائيل على القدس.