انتقدت السلطة الفلسطينية أمس البيان الختامي لاجتماع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي استمر 7 ساعات في نيويورك أول من أمس. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن البيان أكد التزام الولاياتالمتحدة بأمن إسرائيل، وخلا من ذكر القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، وهو ما ترفضه القيادة الفلسطينية بعدما أخذت تعهدات أميركية بذلك. وأضاف، قول كلينتون بأن الهدف الفلسطيني هو دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة على أساس حدود 1967 مع تبادل للأراضي متفق عليه، ليس صحيحا، إنما الهدف الفلسطيني هو دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية وليس على أساس حدود 1967". وكانت كلينتون ونتنياهو قد اتفقا خلال الاجتماع على مواصلة المفاوضات المباشرة حتى تحقيق أهدافها، وأنهما سيواصلان العمل خلال الفترة المقبلة لتوفير شروط استئناف المفاوضات. وخرج نتنياهو من الاجتماع ثم غادر الفندق دون أن يلتقي بالصحفيين الذين تجمعوا لمعرفة نتائج اللقاء، ثم توجه إلى مطار جون كيندي حيث غادر عائدا إلى إسرائيل. وكان لافتا للنظر أن مسؤول مجلس الأمن القومي دينس روس لم يشارك في الاجتماع على الرغم من عمله الدؤوب لاقتحام جهود التسوية من باب البيت الأبيض. وشارك في اللقاء المبعوث الخاص للسلام جورج ميتشيل ونائبه ديفيد هال ومسؤول مجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط دان شابيرو. وكشفت تقارير في واشنطن أن كلينتون قطعت اجتماعها مع نتنياهو عدة مرات للتشاور وحدها مع الفريق الأميركي المشارك ولإفساح الوقت أمام نتنياهو للتفاوض مع فريقه. ووصف عضو فريق السلام الأسبق آهارون ميلر ما حدث بأنه علامة على جدية اللقاء "الذي لم يكن ليستمر هذه الفترة الطويلة إن كان خاليا من المحتوى" حسب قوله. وكان نتنياهو بعث بتحذير غير مباشر إلى الإدارة قبل ليلة واحدة من اجتماعه بكلينتون حين التقى في سابقة لم تشهدها واشنطن من قبل، بأقوى الأعضاء اليهود في الكونجرس وهو الجمهوري إيريك كانتور زعيم الأغلبية الجديدة في مجلس النواب وحده. وصدر عن الاجتماع بيان أثار لغطا في واشنطن إذ إنه حذر الإدارة من الضغط على إسرائيل وطلب منها منع السلطة الوطنية الفلسطينية من التوجه إلى الأممالمتحدة لطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة. وقال المعلق اليهودي الأميركي رون كامبيس إنه لم يحدث في تاريخ الولاياتالمتحدة أن التقى عضو مهم في الكونجرس بزعيم دولة أجنبية لإرسال تحذير مشترك ضد رئيس الولاياتالمتحدة. وقالت بعض التكهنات في واشنطن إن قضية لقاء نتنياهو وكانتور نوقشت في اللقاء مع كلينتون، كما نوقش أيضا موقف واشنطن من ذهاب الفلسطينيين إلى الأممالمتحدة وهي ورقة ضغط مهمة تستخدمها الإدارة حاليا لإجبار الحكومة الإسرائيلية على إعلان تجميد الاستيطان واستئناف المفاوضات المباشرة. في غضون ذلك، يعكف طاقمان إسرائيلي وأميركي على صياغة اتفاق بين الولاياتالمتحدة والحكومة الإسرائيلية بشأن تمديد تجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية لفترة 3 أشهر بمقابل ضمانات أمنية وسياسية أميركية تقدم لإسرائيل. ويرأس الطاقم الإسرائيلي المحامي إسحاق مولخو، في حين يرأس الطاقم الأميركي جورج ميتشيل، وذلك بناء على توجيهات تلقياها من نتنياهو وكلينتون عقب محادثات نيويورك.