لجأ جنرال إثيوبي معارض مع مئات من جنوده إلى السودان عقب اشتباكات بين قواته المعارضة للحكومة الإثيوبية، والجيش الإريتري. وقالت مصادر أفريقية في الخرطوم ل «الحياة» إن رئيس «الجبهة الديموقراطية لتحرير تقراي» الإثيوبية المعارضة، الجنرال ملو اسقدوم، الذي يقيم في الأراضي الإريترية رفض تنفيذ هجمات على مواقع اثيوبية، واتهمته بإجراء اتصالات سرية مع الحكومة الاثيوبية لتوقيع اتفاق سلام، ما دفعها إلى مهاجمة قواته ومحاولة توقيفه. وأفادت تقارير سودانية وقوع اشتباكات بين الجنرال ملو اسقدوم وقواته مع الجيش الاريتري في ضواحي مدينة أم حجر الإريترية وبلدة قلوجي، أدت إلى وقوع عشرات الضحايا من الطرفين، مؤكدة أن اسقدوم و 683 مسلحاً من قواته سلموا أسلحتهم إلى السلطات السودانية في منطقة حمدايت السودانية على المثلث الحدودي بين أريتريا وإثيوبيا والسودان. وأضافت أن السلطات السودانية منعت تصاعد الاشتباكات بين الجيش الإريتري وقوات المعارضة الإثيوبية المنسحبة، ونقلت الأخيرة إلى مدينة ود الحليو في ولاية كَسَلا بشرق السودان، فيما نقلت قياداتهم إلى مكان آمن في العمق السوداني بعد تجريدهم من السلاح. ويتخذ ائتلاف المعارضة الإثيوبية، بشقيها السياسي والعسكري، من إريتريا مقراً له منذ اندلاع الحرب بين البلدين عام 1998. وتعتبر الجبهة الديموقراطية لتحرير تقراي، الذراع العسكري للمعارضة الإثيوبية، فيما تمثل حركة «سبعة قنبوت» التي يتزعمها برهانو نقا، الواجهة السياسية. وفي المقابل تدعم إثيوبيا تحالف المعارضة الإريترية. إلى ذلك، سيبدأ الرئيس الأوغندي غداً زيارة رسمية إلى السودان تستمر يومين، يجري خلالها محادثات مع نظيره السوداني عمر البشير، تتصدرها العلاقات الثنائية والملفات الأمنية والأوضاع في دولة جنوب السودان. وتأتي الزيارة في أعقاب توتر مستمر للعلاقات بين الخرطوم وكمبالا، حيث تتهم الأولى أوغنداء بإيواء الحركات المسلحة المعارضة للحكومة السودانية، بينما تتهم كمبالا السودان باستضافة حركة «جيش الرب» بقيادة جوزيف كوني. وفي أحدث تصعيد، دمغ مساعد الرئيس السوداني ابراهيم محمود، سفير كمبالا في مجلس الأمن والسلم الأفريقي، بتدبير جلسة استماع مع قيادات المعارضة السودانية في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، وقال إن بلاده احتجت على الخطوة لأنها تنافي الأعراف الدبلوماسية. ووصل إلى الخرطوم أمس فريق من خبراء بالاتحاد الافريقي برئاسة مساعد رئيسة مفوضية الاتحاد الجنرال الكيني جاكسون تويا، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام لإجراء محادثات مع الحكومة السودانية حول حركة متمردي «جيش الرب» الأوغندية المناهضة لنظام الرئيس يويري موسفيني، وكذلك مصير زعيم الحركة جوزيف كوني المطلوب لدى المحكمة الجنائة الدولية لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وسيجري الوفد الأفريقي مشاورات مع وزاتي الخارجية والدفاع، ومع جهاز الأمن والسفارة الأميركية وبعثة الاتحاد الأوروبي في الخرطوم. وزار الوفد الأفريقي قبل وصوله إلى الخرطوم العاصمة الكينية نيروبي، وبانغي عاصمة أفريقيا الوسطى، وجوبا عاصمة جنوب السودان، وسيختتم جولته بالعاصمة الأوغندية كمبالا.