قبل رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي مريام ديسالين مبدئياً عرضاً من الرئيس السوداني عمر البشير بالتوسط بين بلاده وجارتها اريتريا لإنهاء أكثر من 15 سنة من القطيعة بينهما، كما اعلن تضامنه مع البشير في مواجهة المحكمة الجنائية الدولية التي تلاحقه بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة في دارفور. وقال البشير في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإثيوبي إنه يعتزم قيادة مبادرة بين اثيوبيا وأريتريا بحكم العلاقات المتميزة التي تربط بلاده بهاتين الدولتين. وأوضح أن محادثاته مع ديسالين عُقدت وسط أجواء ودية وأخوية. وعكست مدى التناغم والانسجام الذي وصلت إليه العلاقات بين الخرطوم وأديس أبابا، وتُوجت بتوقيع 14 اتفاقاً في مجالات مختلفة، أبرزها الاتفاق على إنشاء منطقة حرة بين حدود بلديهما. في المقابل، أكد رئيس الوزراء الاثيوبي الذي تتولى بلاده رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي، وقوف القادة الأفارقة صفاً واحداً ضد المحكمة الجنائية الدولية. وأضاف: «إن المجلس العام للاتحاد الافريقي سيجتمع قبيل عقد القمة الافريقية المقبلة فى كانون الثاني (يناير) المقبل لاتخاذ موقف بناءً على نتائج اجتماع مجلس الأمن، الذي طلب منه الاتحاد عدم ملاحقة الرؤساء أثناء وجودهم في السلطة». الى ذلك، أعلن الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي، انطلاق جولة جديدة من المفاوضات المباشرة بين الحكومة السودانية ومتمردي «الحركة الشعبية- الشمال» لتسوية النزاع في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان» في التاسع الجاري، تستمر ل 3 أيام. وقال مسؤول مطلع في الاتحاد الأفريقي ان مبيكي أجرى اتصالات مكثفة مع «الحركة الشعبية» لتحديد موعد لانطلاق التفاوض المباشر مع الحكومة بعد أن أبدت الخرطوم «جاهزيتها للتفاوض في أي وقت». كما ستستضيف العاصمة الإثيوبية يومي 15 و 16 الجاري الاجتماع الطارئ للآلية السياسية الأمنية المشتركة بين دولتي السودان وجنوب السودان، برئاسة وزيري دفاع البلدين لمناقشة القضايا العالقة لتحديد نقطة الصفر التي تعطل فتح الحدود بينهما وتحديد المعابر بينهما. من جهة أخرى، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن مساهمتها فى نقل خمسة أفراد من الجيش السوداني كان أفرج عنهم «جيش تحرير السودان» إحدى جماعات المعارضة المسلحة في دارفور بقيادة علي كاربينو. وسُلّم الجنود الخمسة إلى السلطات السودانية في مدينة الفاشر (شمال دارفور). وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية في السودان كريستوف ساندو: «اضطلع موظفو اللجنة الدولية في السودان خلال هذا العام بتسليم 78 شخصاً، 37 من أفراد القوات المسلحة السودانية و36 مدنياً بعد أن أفرجت عنهم جماعات المعارضة المسلحة، بالإضافة إلى خمسة سجناء حرب من جنوب السودان بعد إفراج الحكومة السودانية عنهم».