يقف السوريون في موضوع القمة العربية بين خيارين هما: إما قمة ثلاثية سورية - مصرية - سعودية تمهد لطبيعة القمة اللاحقة وظروفها أو قمة موسعة تضم "جميع الدول دون استثناء"، ما يعني العراق. أي ان دمشق لا تريد عقد قمة سباعية أو ثمانية تضم دول الطوق سورية، الأردن، السلطة الوطنية الفلسطينية، مصر، لبنان والسعودية والمغرب، لكي لا تكون "قمة تغطي عورات بعض الاطراف" في اشارة الى الأردن والسلطة. وكان مفاجئاً ان يقول مسؤول سوري رفيع المستوى في اجتماع مغلق في خضم الحديث عن قمة سباعية او ثمانية قبل اسبوعين "ان هذا كلام صحف"، وان بلاده لن توافق على قمة "تنقذ بعض الاطراف ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، لأن أي قمة تعقد ولا تتخذ موقفاً ضد نتانياهو سيظهر عجز العرب أمامه". لكن بعد محادثات ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز مع الرئيس حافظ الأسد والملك حسين في بداية الشهر الجاري، ومحادثات وزير الخاريجة السعودي الأمير سعود الفيصل مع الرئيس حسني مبارك الاسبوع الماضي، اتخذ الموقف السوري بعداً أوضح. اذ قالت مصادر سورية رفيعة المستوى لپ"الحياة" ان دمشق تطالب بقمة عربية موسعة "تضم الجميع دون استثناء" بما فيها العراقوالأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية، وانها لا تطالب الدول التي وقعت اتفاقات سلام مع اسرائيل بپ"إلغاء الاتفاقات وقطع العلاقات بل تطالب بالحد الأدنى" وهو "وقف التطبيع" لأنه يخدم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. وتابعت المصادر السورية ان القمة العربية المتوقعة يجب ان "يكون معداً لها اعداداً جيداً وان تتفق الدول العربية على جدول اعمالها وصيغتها والمواقف المتوقع اتخاذها قبل اجتماع القادة العرب"، واقترحت ان يطلق عليها "قمة العزل والمحاصرة" لنتانياهو أو "قمة العهد والالتزام" بالقرارات التي ستتخذها، خصوصاً ما يخص موضوع "ايقاف التطبيع واغلاق المكاتب التمثيلية الاسرائيلية الموجودة في اسرائيل التي تمت سابقاً بغرض التطبيع" انطلاقاً من قرارات القمة الأخيرة في القاهرة. وزادت المصادر ذاتها ان الدول العربية التي تدعو واشنطن والدول الأوروبية الى اتخاذ موقف واضح ضد نتانياهو "يجب ان تبدأ بنفسها وتتخذ موقفاً واضحاً يدفع الاوروبيين والاميركيين للضغط" على الحكومة الاسرائيلية لالتزام أسس السلام.