يبدو واضحاً تأييد السعودية لعقد قمة عربية، فالتحركات السعودية الأخيرة التي تمثلت بزيارة ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الى سورية والأردن، ثم زيارة النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبدالعزيز الى الإمارات، وزيارتي وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الى القاهرة ثم دمشق، كل هذه الزيارات وإن لم تكن القمة العربية موضوعها الوحيد، إلا أنها كانت على رأس المحادثات التي أجراها الأمراء الثلاثة في العواصم العربية. ومنذ ارتفاع الاصوات المطالبة بعقد قمة عربية لمواجهة تعثر عملية السلام، اكدت السعودية تأييدها هذه القمة، لكن السعوديين كانوا حريصين جداً على "التأكيد على أهمية التحضير والاعداد الجيد للقمة". وكان بيان للديوان الملكي السعودي أكد الاسبوع الماضي ان "المملكة العربية السعودية تؤمن ايماناً قاطعاً بضرورة التنسيق والاعداد المسبق والمحكم قبل عقد القمة العربية، يشاركنا في هذه الرؤية أشقاؤنا في كل من مصر وسورية والأردن، فمؤتمر لا يقوم على أسس تحقق له أرضية خصبة لإنجاحه لا جدوى منه في ظل زمن المتغيرات والتكتلات الاقليمية والعالمية". وقالت مصادر سعودية مطلعة ل "الحياة" أن "الإعداد المسبق والمحكم قبل عقد القمة" يعني في نظر السعودية "تسوية الخلافات العربية أولا، حتى يتمكن العرب من الجلوس الى بعضهم لاتخاذ موقف موحد وقوي يساهم في خروج القمة بنتائج عملية، من شأنها دعم المفاوض العربي، ويلجم تدهور عملية السلام الذي تتسبب فيه سياسات الحكومة الاسرائيلية"، وهذا ما لفت اليه الأمير سلطان في تصريحاته قبيل مغادرته أبوظبي عندما قال: "ليس لنا في السعودية والامارات عدو سوى اسرائيل، فإسرائيل هي عدو لنفسها قبل ان تكون عدواً لنا". ولا يمكن تحديد رغبة السعودية في شكل القمة من خلال تصريحات المسؤولين السعوديين، وهل ستكون ثلاثية تضم السعودية ومصر وسورية، أو ثمانية تضم دول الطوق والسعودية ومصر والامارات والمغرب، أو موسعة تضم كل الدول العربية. ولا تمانع السعودية في مشاركة العراق في القمة الموسعة، خصوصاً وان سورية دعت الى ذلك، في حين أكدت الكويت عدم معارضتها مشاركة العراق في القمة. لكن مصادر ديبلوماسية سعودية قالت ان الرياض "تهتم بالنتائج التي ستتمخض عنها القمة أكثر من الاهتمام بشكلها"