أكد وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان أن محادثاته مع نظيره المصري عمرو موسى امس تناولت الإعداد لزيارة الرئيس السوداني عمر البشير الى القاهرة، وأهمية الدور المصري في تحقيق المصالحة السودانية، وإنهاء الخلافات في وجهات النظر وملفات العلاقات المصرية - السودانية. وتبادل موسى وعثمان في مؤتمر صحافي مشترك هو الاول بين وزيري خارجية مصر والسودان منذ عام 1993 الثناء على التطور الذي شهدته العلاقات بين البلدين، وتعهدا الاستمرار في العمل من اجل تطويرها وعقد مزيد من اللقاءات لهذا الغرض. وأكد الوزيران تطابق وجهات النظر في البلدين في شأن كل المواضيع التي ناقشاها، لكنهما لم يتطرقا الى تفاصيل هذه المواضيع. وسُئل عثمان عن مشكلة حلايب، باعتبارها السبب الرئيسي في الخلافات التي نشبت بين البلدين في شباط فبراير عام 1992، فأجاب: "نحن على ثقة من أن هذه القضية سيتم حلها في إطار تكامل العلاقات بين البلدين"، وتدخل موسى قائلاً: "توجهنا جميعا نحو إعادة العلاقات الى مسارها الصحيح". وفي إشارة الى تأييد مصر طلب السودان الذي أدرجه على جدول اعمال اجتماعات مجلس الجامعة العربية اليوم في شأن اعلان موقف عربي يدعم وحدة السودان، قال موسى "وحدة السودان مسألة مهمة ورئيسية وهناك اتفاق تام في افريقيا والعالم العربي على ذلك". وشدد على ضرورة الحفاظ على امن وسيادة السودان ووحدته وسيادته". وفي شأن دور مصر في المصالحة السودانية قال الوزير السوداني: "نؤمن بأن مصر أكثر الدول المؤهلة للمساهمة في الحفاظ على وحدة السودان وأمنه واستقراره السياسي وكل الجهات المعنية في السودان ترحب بهذا الدور". وأوضح ان دول الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف ايغاد التي ترعى مفاوضات السلام السودانية "تم اختيارها على اساس جغرافي الدول المجاورة وهي تعرف مشاكل السودان اكثر من غيرها، لكن مصر ايضا دولة جارة علاقاتنا بها شعبية وذات جذور تاريخية وتستطيع القيام بدور مؤثر ... ان دور مصر ودور ايغاد متكاملان وليسا متناقضين". وتدخل موسى قائلاً ان مصر ودول "ايغاد" "دول شقيقة وتقف جميعا في جانب واحد ... نعمل معا للمساعدة على إنهاء المشاكل القائمة في السودان ولا يوجد تناقض او تعارض لأن الهدف واحد". وتوقع الوزير السوداني اجراء استفتاء على الاصلاحات السياسية في السودان في أيار مايو المقبل في اعقاب مفاوضات السلام السودانية في نيروبي المقررة الشهر المقبل. وكان الامين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد التقى الوزير السوداني امس وبحثا في المواضيع المدرجة على جدول الاعمال 33 بنداً باعتبار ان السودان سيتولى رئاسة الدورة 109 لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية التي تبدأ أعمالها اليوم. واعتبر عثمان ان النزاع العربي - الاسرائيلي والمستجدات على الساحة وقضية لوكربي والمستجدات في ضوء حكم محكمة العدل الدولية في النزاع الليبي - الغربي أهم بنود الدورة. وقال "سنتشاور في كيفية التقدم بهذه القضية الى الامام حتى يتم رفع الحصار المفروض على ليبيا". وعن موقف الحكومة السودانية من جولة الرئيس بيل كلينتون الافريقية، قال عثمان: "نتمنى ان تلفت زيارة كلينتون انتباه العالم الى المشاكل التي تواجه افريقيا من فقر وجوع وحروب داخلية واهلية، فالقارة تحتاج الى نوع من الحوار الإيجابي حتى يحدث استقرار". وأعرب عن امله بأن تعزز هذه الجولة "المسار الديموقراطي في افريقيا واحترام حقوق الانسان في إطار المعالجات التي تحتاجها القارة"، على صعيد آخر، اكد زعيم حزب الأمة السوداني المعارض رئيس الحكومة السابق السيد الصادق المهدي انه يرى الآن "ضوءاً في آخر النفق" للحرب الأهلية الدائرة في السودان. وقال اثر محادثات اجراها في بون مع وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية هلموت شيفر ان "المهم الآن هو التوصل الى حل شامل في البلاد". وأكد بيان اصدرته الخارجية الألمانية ان شيفر، الذي بدأ قبل شهر تقريباً وساطة سياسية في الخرطوموالقاهرة بين الحكومة السودانية والمعارضة تابع مع زعيم حزب الأمة المحادثات المتعلقة بكيفية ايجاد حل سلمي للأزمة السودانية. ويتوقع ان يلتقي شيفر قريباً زعيم المعارضة الجنوبية المسلحة العقيد جون قرنق. وأوضح البيان ان شيفر اوضح للمهدي ان الحكومة السودانية اكدت له استعدادها لإجراء تغييرات سياسية واستقبال وفود برلمانية ولجنة حقوق الانسان في البرلمان الألماني وتأمين حرية اطلاعها على الأوضاع في البلاد.