ركز تقرير مصدره جامعة اوكسفورد على ان استعمال دواء Tamoxifen في معالجة سرطان الثدي من الممكن ان ينقذ حوالى 20 ألف امرأة سنوياً في مختلف أنحاء العالم. إذ أن هذا الدواء، حسب قول الدكتور Richard Peto من جامعة اوكسفورد، استناداً إلى معلومات من حوالى 37 ألف حالة أتت من 55 مركزاً متخصصاً حول العالم، فعال عند النساء المصابات بسرطان الثدي بغض النظر عن العمر وعن مرحلة تطور السرطان، وأيضاً عند مشاركته مع علاجات أخرى مثل المعالجة الشعاعية أو الكيماوية. وقدم التقرير معلومات موثقة على أن هناك نساء كثيرات ومن مختلف دول العالم لديهن سرطان ثدي لا يحصلن على هذا الدواء الذي سيغير مجرى المرض في حال اعطائه، إذ أن الأطباء يميلون لوصفه للنساء فوق الخمسين من العمر فقط والمصابات بسرطان في مرحلة متقدمة. ودلت الاحصاءات المستندة إلى معلومات من جميع المراكز المتخصصة في علاج السرطان حول العالم على أن أقل من نصف عدد الأطباء يصفون هذا الدواء لنساء صغيرات في السن مع سرطان باكر. وبلغة الأرقام، منع دواء Tamoxifen خلال السنوات العشر الماضية حوالى ألف حالة وفاة عند نساء بسرطان ثدي، كانت ستحدث لو لم يؤخذ هذا الدواء لمدة تقدر بسنوات خمس. دواء Tamoxifen هو دواء مضاد لمستقبلات هرمون الاستروجين، ويشكل خط العلاج الأول في سرطان الثدي الحساس على هذا الهرمون. وكما أن لكل دواء تأثيرات جانبية، فقد وجد أن هذا الدواء يسبب توهجاً ونزفاً نسائياً، واضطرابات في الجهاز الهضمي مع نقص في صفيحات الدم، واحتباساً في السوائل، والصلع، واضطرابات في الرؤية، بالاضافة إلى ان هناك حالات لا يمكن استخدامه فيها مثل الحمل والارضاع. وميزات هذا الدواء تكمن في عدم تحريضه أي نوع من أنواع السرطانات ولا يزيد من خطورة حدوث الصمامة الرئوية المهددة للحياة. إلا أن النظرة التي ما زالت مبهمة وغير واضحة عند العلاج الوقائي بهذا الدواء، هي هل أن اعطاءه إلى النساء ذوات الخطورة العالية لتطور سرطان ثدي وبالتالي منع حدوث هذا السرطان، يعادل تأثيراته الجانبية عند استعماله؟ المعهد العالي للسرطان أعطى رأيه في هذا الموضوع، فقال إن اعطاء هذا الدواء من الممكن أن ينقص خطر حدوث سرطان الثدي بنسبة تقدر ب 45 في المئة عند نساء ذوات خطورة عالية لتطوره، إلا أن تقرير جامعة اوكسفورد لم يعط رأيه في هذا الموضوع، لأن جميع المعلومات المتوافرة حوله هي حول فائدته الملاحظة عند نساء تطور لديهن سرطان فعلياً. الفائدة الأخرى الطويلة الأمد لهذا الدواء تكمن في منعه نكس السرطان وبنسبة تبلغ النصف تقريباً. لكن لسوء الحظ، فإن هذا الدواء لا يؤثر إلا في السرطان من النوع الحساس هرمونياً والذي يحوي مستقبلات لهرمون الاستروجين فقط، مع العلم أن نسبة تقدر ب 65 - 70 في المئة من جميع سرطانات الثدي، ومن هنا تأتي أهمية الفحص النسيجي للسرطان بهدف معرفة نوعه.