كشفت دراسة طبية أن من الأخطاء التي تقع فيها الكثير من النساء وخاصة صغيرات السن عدم اهتمامهن بفحص الثدي سواء بطريقة الفحص الذاتي أو من قبل الطبيب، ويعللن ذلك بأنهن ما زلن صغيرات ولن يصبن بسرطان الثدي في هذا العمر. إن هذا الاعتقاد خطأ واضح، فسرطان الثدي يصيب النساء بغض النظر عن العمر وتقدمه، وإن كانت نسبة حدوثه ترتفع في الأسرة التي سجلت أكثر من اصابة بسرطان الثدي بين أفرادها. كما إن غالبية المصابات بسرطان الثدي لم يسبق لهن التعرض إلى عواملِ الخطرِ المعروفة بسرطنتها، وهذا يُشيرُ ضمناً إلى أنَّ كُلّ امرأة عِنْدَها فرصُ متساويةُ مِنْ الاصابة بسرطان الثدي. وحتى تحور الجينات، فهو يلعب دورا ضئيلا هنا، وعدم وجود جين متحور لا يعني عدم حدوث سرطان الثدي، فحوالي تسعين بالمائة مِنْ النِساءِ المصابات بسرطان الثدي ليس عِنْدَهُن أو عند أحد أفراد عائلتِهن جينات معيّنة متحورةِ. ولسوء الحظ، فان سرطان الثدي لَيسَ من الأمراض التي يُمْكِنُ منعها بالكامل وحتى العقار المسمى تاموكسيفين Tamoxifen يُمْكِنُ أَنْ يُقلّلَ فرصَ المعاناة مِنْ سرطان الثدي ولكنه لا يمنعَه بالكامل. وطالما أن أسباب حدوث سرطان الثدي ما زالَت غير معروفة، فستظل الطريقة الوحيدة للتعايش مع هذه الحقيقة أَنْ يتم الكشف المبكر عنه والحصولُ على العلاج المناسب بسرعة وفي المراحل الأولى من المرض. إن صحة وجمال الصدر أمر مهم جداً لكل امرأة، وعدم العناية والاهتمام بفحصهما باستمرار سواء فحصا ذاتيا أو بواسطة الطبيب المختص قَدْ يُؤدّي إلى تأخر اكتشاف الأمراضِ التي تصيب عادة صدر المرأة التي تَتضمّنُ الأكياس الليفية الحميدةَ بالإضافة إلى أورام الثدي الخبيثة. ولصحة الصدر أيضاً يجب على المرأة بذل مزيد من العناية، وأن يكون لديها معرفة ببَعْض المعلوماتِ حول المرض وطرق الكشف عنه ووسائل العلاج المتاحة، وكذلك اتباع النصائحِ التي يوجهها الأطباء من أجل الكشف المبكر عن أي اضطراب يصيب الثديين. وأخيراً نشير إلى أن معظم الدراسات تثبت وتؤكد أن الرضاعة من الصّدر يُمْكِنُ أَنْ تُقلّلَ فرصَ حدوثِ سرطان الثدي في المرحلةِ القريبة من سن اليأس.