سئل الناطق باسم وزارة الخارجية جيمس روبن عن الجديد في الجهود والاتصالات لإحياء عملية السلام؟ فابتسم وقال: "نعمل جاهدين". وبالفعل يبدو ان ستاراً من الكتمان ضرب على تحركات كبار المسؤولين الاميركيين المعنيين بشؤون الشرق الأوسط. ويعترف مسؤولون في الادارة بأنهم لم يشهدوا مثيلاً للصمت المطبق الذي يعتمده العارفون بخبايا ما يحدث. ويقول احد هؤلاء ان الذين يعرفون التفاصيل الدقيقة لما يحدث قلة ضئيلة قد لا يتجاوز عددهم عدد اصابع اليد الواحدة في وزارة الخارجية والبيت الابيض. ويضيف المسؤول ان العارفين في الخارجية هم الوزيرة مادلين اولبرايت والسفير دنيس روس منسق عملية السلام ومساعده ارون ميلر. وهؤلاء الثلاثة يطلعون الرئيس بيل كلينتون ومستشاره لشؤون الأمن القومي، وربما آخرين في الادارة على مضمون المحادثات وآخر ما توصلت اليه. وفي انتظار لقاء الملك حسين والرئيس كلينتون ووزيرة خارجيته اولبرايت الاثنين المقبل وما سيعلن عن نتائجه، لا يتوقع ان يصدر عن المسؤولين في واشنطن كلام أساسي عن هذه الجهود. ويبدو ان قضايا الشرق الاوسط وضعت الآن على نار خفيفة على الاقل بالنسبة الى "الديبلوماسية العلنية"، علماً ان اتصالات واسعة تجرى الآن وراء الستار، ومنها زيارة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط السفير مارتن انديك المفاجئة للقاهرة مطلع الاسبوع، والتي لم يكشف كلياً عن طبيعتها، علماً ان مسؤولاً في الخارجية الاميركية اكد ان وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى سيقوم في نهاية الشهر الحالي بزيارة لواشنطن لإجراء محادثات، وصفها بأنها تأتي في اطار تعزيز "الحوار الاستراتيجي" بين البلدين في شأن القضايا الاقليمية. من جهة اخرى، يتطلع المسؤولون الاميركيون الى الاسبوع المقبل لمراقبة الاشارات التي ستصدر من واشنطن في اتجاه ايران، خصوصاً ان الوزيرة اولبرايت قررت مقابلة عدد من الصحافيين الايرانيين في واشنطن يلبون دعوة من مجلة "انسايت" الى محاضرة يلقيها في العاصمة الاميركية الاربعاء المقبل مندوب ايران لدى الاممالمتحدة هادي نجاد حسيننيان عن تصورات ايران للوضع الاقليمي في الشرق الاوسط وامكانيات تحسين العلاقات الاميركية - الايرانية. واعترف مسؤول في وزارة الخارجية بأن زيارة المبعوث الايرانيلواشنطن "نادرة" خصوصاً انه لا يستطيع التجول في الولاياتالمتحدة الا بإذن خاص مسبق وان اعطي له قبل شهرين للذهاب الى لوس انجليس. وعلم ان الاستعدادات لاستقبال صحافيين ايرانيين اصبحت جاهزة الا ان هناك تردداً من الجانب الايراني في المجيء "بحجة الانشغال بالاحداث الجارية داخل ايران". واعترف المسؤول ان "الحدث الاكبر" سيكون الاسبوع المقبل ايضاً عندما يلتقي فريقا ايرانوالولاياتالمتحدة في مباراة كأس العالم لكرة القدم.