واشنطن، القدسالمحتلة - رويترز - بدا واضحاً في الايام الاخيرة سعي واشنطن الى إقناع الزعماء العرب باستئناف عملية تطبيع العلاقات مع اسرائيل قبل ان تبدأ هذه الاخيرة تنفيذ اتفاق واي بلانتيشن. اذ قال مسؤول اميركي رفيع المستوى ان وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت التي تحدثت في عطلة نهاية الاسبوع في هذا الشأن مع وزير الخارجية المصري عمرو موسى، تعتقد بأن على العرب القيام بالمزيد لتطبيع علاقاتهم مع اسرائيل التي رحبت امس بدعوات واشنطن، فيما نقل مساعدها مارتن انديك هذه الرسالة الى السفراء العرب في واشنطن خلال اجتماعه بهم الاثنين في وزارة الخارجية الاميركية. وقال جيمس روبن الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية للصحافيين اول من امس ان واشنطن تتوقع من اصدقائها في العالم العربي ابداء لفتات ودية نحو اسرائيل تقديراً للالتزامات التي تعهدت بها في الاتفاق الذي وقعته مع الفلسطينيين الاسبوع الماضي. وانها تريد ان تعاود الدول العربية الانضمام الى المحادثات المتعددة الاطراف، وان تساعد الفلسطينيين اقتصادياً، وان تستأنف عملية تطبيع العلاقات التي تخلي عنها معظمها. وقال مسؤول اميركي رفيع المستوى ان اولبرايت تعتقد بعد تسعة ايام من الوساطة في المحادثات التي انتهت باتفاق يوم الجمعة الماضي، بأنه ينبغي للدول العربية ايضاً ان تلعب دوراً في تعزيز عملية السلام في الشرق الاوسط. واضاف: "ضاقت الوزيرة ذرعاً بحقيقة انها الدول العربية لم تمض قدماً وتعمل على اعادة الالتزام بمساندة عملية السلام"، مؤكداً ان "عملية السلام ليست رياضة للمتفرجين. ويجب عليهم ان ينزلوا الى الميدان ويقوموا بدور مسؤول". وفي اجتماع في وزارة الخارجية اول من امس الاثنين، نقل مساعد اولبرايت مارتن انديك هذه الرسالة الى سفراء الجزائر ومصر والاردن ولبنان والمغرب وقطر والسعودية وسورية وتونس والامارات العربية المتحدة. وقال مسؤولون ان اولبرايت تحدثت الاثنين مع وزير خارجية عربي واحد على الاقل، هو عمرو موسى، وزير الخارجية المصري عن توقعات الولاياتالمتحدة ان تعيد الدول العربية النظر في موقفها من عملية السلام في الشرق الاوسط. ومن جهتها، رحبت اسرائيل امس بدعوة الولاياتالمتحدة للعالم العربي الى بذل مزيد من الجهد لتطبيع العلاقات معها بالقول ان مثل هذا الاجراء سيساعد على تحسين الاجواء لاحلال السلام. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية: "عندما تكون الزعامة الاسرائيلية مطالبة بتوقيع اتفاقات حساسة للغاية تنطوي على شكوك ومخاطر بالغة على الارجح، فمن المفيد ان تنظر الدول العربية الى افعالها لتقرر سبل بناء الثقة مع اسرائيل". واضاف ان عودة الدول العربية الى "عملية صنع سلام بين شعوب الشرق الاوسط وليس فقط بين السياسيين في المنطقة" ستساعد اسرائيل على اتخاذ قرارات رئيسية بشأن خطوات السلام بشكل اسهل.