باريس - "الحياة" - يستعد المحامي الفرنسي جاك فيرجيس للتقدم من القضاء بطلب مراجعة محاكمة المواطن المغربي عمر رضاض، الذي أدين سنة 1994 بقتل غيلان مارشال في فيلتها في موجان جنوبفرنسا حيث كان يعتني بالحديقة. وتعود حادثة مقتل مارشال الى 24 حزيران يونيو 1991 حيث عثر على جثتها في الطبقة السفلى من الفيللا، كما عثر على عبارة كتبت على الحائط بدم القتيلة جاء فيها "عمر قتلني". واعتبرت هذه العبارة من الأدلة البارزة على هوية القاتل، أي عمر الحدائقي، فأخضعت للتدقيق على يد خبيرين مختصين بتحليل الخطوط أكدا في حينه، ان الخط هو بالفعل خط مارشال. وبالرغم من استنتاجات الخبيرين بقي الشك قائماً في شأن هذه العبارة التي تضمنت خطأ املائياً يستبعد ان ترتكبه مارشال، التي كانت تعد من سيدات المجتمع الراقي في موجان. لكن المحكمة استندت إليها لإدانة رضاض، وأصدرت بحقه عقوبة بالسجن لمدة 18 سنة، في غياب أي دليل آخر على تورطه بالجريمة، فلم يعثر مثلاً على السكين التي استخدمت لقتل مارشال، كما لم يعثر على المتهم أو على ملابسه، أو على أي أثر له صلة بالجريمة. ولدى المحامي فيرجيس اليوم وثيقة جديدة تتيح له المطالبة بإعادة محاكمة رضاض، تتمثل بتحليل جديد أجري على عبارة "قتلني عمر" من قبل الخبير لدى محكمة ليون جان بول غوتييه، الذي قال ان باستطاعته ان يؤكد بشكل قاطع ان الخط المستخدم في كتابة العبارة ليس خط مارشال. وإضافة الى هذا التقرير لدى فيرجيس عناصر تسمح له بالتشكيك في ساعة مقتل مارشال التي تعود بحسب الطبيب الشرعي الى الفترة الواقعة بين الساعتين الحادية عشرة والثانية من يوم 23 حزيران، في حين ان اختباراً مضاداً يشير الى ان الجريمة وقعت في 24 حزيران عندما كان رضاض في تولون مع أسرته. ويعتبر فيرجيس، المعروف بأنه من المحامين الاختصاصيين بالقضايا الصعبة، ان هذا الاختلاف حول توقيت ساعة الجريمة مرده الى خطأ طباعي وقع لدى إعداد الطبيب الشرعي تقريره. وهذه القضية ستشهد فصلاً جديداً من فصولها، بعد ان كانت استدعت تدخل ملك المغرب الحسن الثاني لدى الرئيس الفرنسي جاك شيراك، الذي أصدر في أعقابه عفواً جزئياً أدى الى تخفيض العقوبة الصادرة بحق رضاض الى حوالى خمس سنوات.