لندن - "الحياة" - فرنسا هي، من قريب ومن بعيد، عاصمة للكرة الارضية على مدى 33 يوماً، إعتباراً من اليوم وحتى 12 تموز يوليو. وعلى ملعب سان دوني في الضاحية الباريسية تفتتح عند الساعة 30،15 بتوقيت غرينيتش منافسات كأس العالم السادسة عشرة لكرة القدم بمباراة بين البرازيل حاملة اللقب واسكتلندا على ملعب "استاد فرنسا"، ويسبقها مهرجان افتتاح يستمر نحو ربع ساعة. وهناك لقاء ثانٍ ضمن المجموعة الاولى ايضاً بين النروج والمغرب في مونبلييه الساعة 00،19. وتقام المباريات في 10 مدن هي باريس وسان دوني ولنس وليون ونانت وبوردو وتولوز ومونبلييه ومرسيليا وسانت اتيان. ومنذ انطلاق البطولة الاولى عام 1930 في الاوروغواي تعاقبت على خطب ود الكأس 6 دول فقط هي الاوروغواي 1930 و1950 وايطاليا 1934 و1938 و1982 والبرازيل 1958 و1962 و1970 و1994 والمانيا 1954 و1974 و1990 وانكلترا 1966 والارجنتين 1978 و1986. البرازيل والتوازن خيل للجميع في وقت ما أن البرازيل تملك أفضل منتخب في تاريخها لان كلاً من لاعبيها معلم في مركزه، اللهم مركز الحارس، من كافو الظهير الايمن الى رونالدو الجناح الايسر مروراً بألداير وجونيور بايانو وروبرتو كارلوس ودونغا وجونينيو وسيزار سامبايو وليورنادو وروماريو. وهكذا لم يخسر المنتخب طيلة 1997 الا مباراة واحدة ودياً أمام النروج 2-4. بيد ان الامر يختلف كلياً حاليا. فقد أصيب جونينيو وروماريو فخرجا من التشكيلة واصيب دونغا اصابة طفيفة وهبط مستوى ليوناردو ودينيلسون فتمت الاستعانة بأدموندو وبيبيتو وريفالدو وجوفاني من دون ان يشبع هولاء نهم عشاق اللعبة والمنتخب البرازيلي تحديداً. وهكذا سقط أمام نظيره الاميركي بهدف في لقاء تاريخي ضمن الكأس الذهبية ثم أمام الارجنتين بهدف في ريو دي جانيرو وتعادل واتلتيك بلباو الاسباني 1-1. ولا تحلو المسابقة الا بوجود البرازيليين لأنهم وحدهم يوفرون نكهة خاصة، لكن هناك اعترافاً من الجميع بأن المنتخب لا يزال حتى الساعة يفتقد التوازن. ومع الاصابة الجديدة لقلب الدفاع ألداير ينتظر ان يمثل البرازيل: تافاريل 1 - كافو 2 وغونسالفيش 14 وجونيور بايانو 4 وروبرتو كارلوس 6 - دونغا 8 وريفالدو 10 وجوفاني 7 وسامبايو 5 - رونالدو 9 وبيبيتو 20. وتنطلق الهجمات البرازيلية باستمرار من الظهيرين كافو وروبرتو كارلوس مع أفضلية لهذا الاخير، والخوف كل خوف من الرقابة اللصيقة التي سيتعرض لها رونالدو، واذا لم يكن له معين، فعليه العوض أمام منتخب يعتمد على القوة البدنية سلاحاً أول ثم على الروح القتالية! اما المدرب زاغالو فيقول: "لن يرتكب أي خصم الخطأ امامنا أي انه لن يلعب ابداً مهاجماً وانما سيعتمد الهجمات المضادة فقط، والفارق كبير". اسكتلندا ستهاجم لكن اليكس ميلر مساعد مدرب اسكتلندا كريغ براون يؤكد ان الخطة التي ستعتمد أمام البرازيل هي الخطة الهجومية وليس الدفاعية، ويقول: "ليس ممكناً ان ندافع، أي أن ندعو البرازيليين الى الضغط علينا لأننا لن نفوز بهذه الطريقة، وقد تدربنا على الهجوم بكثافة". ولم يسبق ان تخطت اسكتلندا الدور الاول، ومشاركتها الاخيرة كانت عام 1990، ويقول الحارس المخضرم جيم لايتون: "المنتخب البرازيلي الحالي افضل من منتخب 1990 الذي فاز علينا بهدف، وكل لاعب في العالم يحلم باللعب ضد البرازيليين. لن نبخل بشىء لأننا نأمل بأن نمضي قدماً وهذا ما تدربنا من اجله على مدى 6 أشهر". وبالعودة الى ميلر فإنه اكد أيضاً انه لن يُخصص لاعباً بالذات لمراقبة رونالدو "وما سنحاوله هو ان نضيق المسافات عليه من خلال اكثر من لاعب حتى لا يتحرك بطلاقة". ويشير قلب دفاع المنتخب مولين كالدروود الى ان الجميع يرشحون البرازيل للقب "وهذا من شأنه ان يرخي ضغطاً على لاعبيها، وآمل بأن نستثمر هذا الضغط". ويتوقع ان يمثل اسكتلندا: لايتون 1 - هندري 5 - د ايلي 22 وبويد 3 وكالدروود 4 وماكنمارا 2 - بيرلي 8 ولامبرت 14 وكولينز 11 - جاكسون 10 أو ديوري 9 وغالاكر 7. وعموماً، فان هندري هو صمام أمان المنتخب وظهيره الحر الذي يلعب أمامه 4 مدافعين. وبرغم تأكيدات ميلر فإن الدفاع قد يكون الخيار الوحيد أمام منتخبه. النروج صارت بعبعاً؟ ومشكلة المنتخب المغربي لا تكمن فيه وإنما في خصمه النروجي الذي صار فجأة من المنتخبات القادرة على مقارعة الكبار وخلط المعادلات. وتملك النروج، التي هزمت البرازيل 4-2 العام الماضي، افضل سجل في المباريات التجريبية حيث هزمت منتخبي المكسيك والسعودية 5-2 و6-صفر ومنتخب الدنمارك في ارضه 2-صفر. وإذا ما شكت النروج من النقص في الفاعلية الهجومية في مونديال 94 حين سجلت هدفاً واحداً فقط واستقبلت شباكها ثلاثة، فإن الشكوى زالت حالياً بوجود توري فلو وسولسكيار وريسيث واوستنشتاد في صفوفها. وبشكل عام استفاد النروجيون من انضمامهم الى الاندية المعروفة في انكلترا واسبانيا واليونان والمانيا. وتكمن خطورة النروجيين بشكل واضح في الكرات الثابتة بفضل مدربهم العلمي ايغيل اولسن الذي يقول ان الاهداف تأتي غالباً من أخطاء يقع فيهم الخصم، وبالتالي أحرزوا أهدافهم ال12 في المباريات التجريبية من 4 ركلات حرة و4 من الركلات الركنية وهدف واحد من نقطة الجزاء و3 بعد رميات تماس. ويقول اولسن: "كرة القدم علم وليس فيها اسرار". ويلعب المنتخب بطريقة 5-4-1، ويترك توري فلو الطويل وحده في الامام تطبيقاً لنظرية الاستفادة من هفوات الخصم. ويقول اولسن ان من الضروي الفوز بالمباراة الاولى قبل التفكير بمباراة البرازيل. ويتوقع ان يمثل النروج: غروداس 1 - هالاند 2 وايغين 15 آو بيرغ 4 ويونسن 3 وبيورنباي 5 - هافارد فلو 17 وريسيث 21 وريكدال 10 وميكلاند 7 وسولسكيار 20 - توري 9. المغرب... الثبات بدنياًًً ومن الناحية النظرية لا يتفوق النروجيون على المغاربة مهارياً بل ان العروض المغربية أحلى لأنها أقرب الى البرازيلية منها الى البريطانية "النروجية"، ومع ذلك فان كرة القدم هي ايضاً قوة وتنظيم داخل الملعب، بمعنى انه اذا ما ثبت منتخب المغرب بدنياً فان كل شيء يصبح جائزاً امام منتخب لم يخسر أياً من مبارياته ال 14 الاخيرة. ويؤكد مدرب المغرب الفرنسي هنري ميشال ان رجاله سيخوضون المباراة "بثقة واعصاب هادئة". واوضح "المباراة الاولى في غاية الاهمية قبل لقائنا مع البرازيل التي يعتبرها الجميع انها الاقوى، لكن النروج لا يستهان بها ايضا". ويملك ميشال خبرة عريضة في النهائيات، لانه لعب في صفوف المنتخب الفرنسي عام 1978 في الارجنتين، ثم أشرف على تدريب منتخب بلاده في مونديال مكسكيو 86 وبلغ نصف النهائي، ثم اشرف على منتخب الكاميرون في مونديال الولاياتالمتحدة 94. وحقق المغرب نتائج عادية في مبارياته الاستعدادية الاخيرة فخسر امام بلغاريا 1-2، ثم امام انكلترا صفر-1 وتعادل مع فرنسا 2-2 قبل ان يفوز عليها بركلات الترجيح في دورته الدولية. ولدى المغرب عناصر جيدة تملك خبرة عريضة ابرزها المدافع الصلب نورالدين النيبت وهو ايضا قائد المنتخب، وصانع الالعاب مصطفى حجي لكنهما سيغيبان اغلب الظن عن المباراة لانهما لم يتماثلا للشفاء كلياً. ويتوقع ان تأتي تشكيلة المغرب على الوجه الآتي: البرازي 1 أو بن ذكري 12 - صابر 2 والروسي 4 والنيبت 6 أو نكروز 13 والحضريوي 3 - شيبا 8 وشيبو 18 والخلج 20 والوكيلي 10 أو حجي 7 - بصير 14 وكاماتشو 9.