تعتبر النروج احدى الفرق المرشحة لتكون الحصان الاسود للمونديال الفرنسي، بعدما حققت نتائج قوية في التصفيات المؤهلة لكأس العالم وفي المباريات الودية التي لعبهتا في السنة الاخيرة. خاضت النروج في التصفيات ثماني مباريات فازت في ست منها وتعادلت في اثنتين، وسجل مهاجموها 21 هدفاً وتلقت شباكها هدفين فقط. واذا لم تكن هذه الاحصاءات كافية نذّكر ان المنتخب الاسكندينافي بدأ التصفيات بفوز ساحق على ارمينيا 5-صفر وانهى مشواره فيها بنتيجة مماثلة ضد سويسرا في اوسلو. ولعبت النروج مباريات وديّة ضد فرق قوية فاسقطت ابطال العالم العام الماضي 4-2 في اوسلو لتوّج انذاراً مبكراً لكل من يعتبرها فريقاً عادياً قبل ان تتعادل مع فرنسا منظمة المونديال 3-3 في مرسيليا علماً انها تقدمت 3-2 حتي الوقت المحتسب بدل الضائع. وفي مباراتها الاخيرة استعداداً للمونديال زارت النروج جارتها الدنمارك المتأهلة ايضاً للنهائيات وهزمتها بهدفين مقابل لا شيء. وكانت النروج التي تستعد لخوض نهائيات المونديال للمرة الثالثة بعد 38 و94، خرجت من الدور قبل اربع سنوات في الولاياتالمتحدة بعدما وقعت في مجموعة الرعب الى جانب ايطاليا والمكسيك وجمهورية ايرلندا. وحقق الفريق فوزاً على المكسيكي 1-صفر وتعادل سلباً مع جمهورية ايرلندا قبل ان يسقط بهدف واحد امام ايطاليا. ومع قليل من الحظ لعب رجال المدرب اولسن الى الدور الثاني. ورغم الانتقادت التي انهالت على الفريق الا ان المدرب اعتبر ان النتيجة الاجمالية كانت جيدة لفريقه. وتعود اسباب الفشل النروجي قبل اربع سنوات الى عوامل عدة لعل ابرزها قلة الخبرة في الاستحقاقات الدولية لدى اللاعبين اذ ان النروج لم تتأهل الي اي بطولة اوروبية وآخر مرة شاركت فيها في المونديال كانت العام 1938. وفرض على الفريق النروجي اللعب في حرارة طقس مرتفعة جداً ما اثر سلباً على اداء اللاعبين المتعودين على الصقيع الاسكندينافي. وتضم التشكيلة الحالية عدداً كبيراً من اللاعبين الذين شاركوا في 94 لكن القائد روني براتثيت لاعب فيردر بريمن الالماني سابقاً اعتزل بعد المونديال الاميركي. ويسعى اللاعبون الاخرون الصامدون من الحملة الاميركية الى اثبات قدراتهم الحقيقية هذه المرة بعدما اكتسبوا الثقة بالنفس والخبرة الضروريتين على هذا الصعيد. وبعدما كانت النروج لفترة طويلة جسراً تعبر عليه المنتخبات الاخري لتحسن فارق الاهداف لديها، باتت اليوم قوة حقيقية يحسب لها الف حساب وتضم لاعبين يملكون شخصيات قوية يعرفون كيف يحافظون على رباطة جأشهم في الاوقات الحرجة. وهكذا بعد خوضهم المونديال الفرنسي فشلوا في التأهل الى نهائية بطولة الامم الاوروبية في انكلترا اثر انهيارهم في المراحل الاخيرة للتصفيات. وبدل ان يندبوا حظهم عوضوا ما فاتهم في تصفيات المونديال. التركيبة السرية ويبحث النقاد لمعرفة ما هو سرّ النجاح النروجي في التسعينات ولماذا لم يكتف من قبل الوصول الى القمة لم يكن سهلا او احتاج الى برنامج اعداد طويل الامد، ركّز خلاله على الاهتمام بالقاعدة والناشئين ووضعهم على السكة الصحيحة من نعومة اظافرهم. ولهذا الغرض عيّن الاتحاد النروجي لكرة القدم مدربين للزقة والمقاطعات مهمتهم اكتشاف المواهب الخام وصقلها وتوجيهها. هذا طبعاً الى جانب ما تقدمه الاندية. ويركز المدربين في صقلهم للمواهب على التوازن بين اللياقة البدنية والتقنية... ورغم اختلاف اساليب لعب الاندية يحرص الاتحاد عبر مدربيه ان يعلم الصاعدين اسلوباً واحداً اساسياً هو نفسه الذي اعتمده ايغيل اولسن خلال اشرافه على منتخب النروج الاول. ويركز الاسلوب على دفاع قوي وهجمات مرتدة سريعة وجهد كبير طوال 90 دقيقة. ومنذ استلم تدريب الفريق العام 90 لقي انتقادت كثيرة محلياً اذ طالبه النقاد باعتماد اسلوب يعتمد اكثر على التقنية والفنيات والكرة الهجومية، لكن المدرب صمد في وجه الرياح لأن فريقه حقق نتائج كبيرة. وفي ايار مايو الماضي بهرت النروج النقاد عندما فازت على البرازيل 4-2 مقدمة اسلوب لعب رائع اجبر البرازيليين على ان ان النروج كانت افضل منهم بكثير في كافة الميادين. ولان اللاعبين يقدمون المجهود الكبير مع المنتخب لفتوا نظر كشافي الاندية الاوروبية الكبيرة لا سميا في انكلترا حيث "استوطن" 27 نروجياً مع اكبر الاندية مثل ليفربول ومانشستر يونايتد وبلاكبرن وليدز... وهناك ايضاً خمسة في الدوري الالماني القوي... ولم يستغرب احد عندما اقام المدرب اولسن معسكر تدريب في انكلترا قبل فترة لأن ذلك يسهل جمع اللاعبين... ويعلق المدرب على الامر: "هجرة اللاعبين مهمة جداً لانهم يلعبون كمحترفين بدل ان يكونوا نصف محترفين في النروج. اعلم انه في بعض الاحيان لا يكون اللاعب اساسياً لكن كثرة اللاعبين في الفرق الاجنبية يخلق تنافساً قوياً على المراكز ما يساعد في رفع مستوى اللاعبين". ويبدل المدرب تركيبة خطي الوسط والهجوم لكنه يعتمد دائماً على دفاع مؤلف من اربعة لاعبين. ولأن الحارس غروداس ليس اساسياً اولاً مع تشلسي ثم توتنهام، بات مركزه في المنتخب مهدداً من قبل توماس جيل الذي يلعب مع ديوسبورغ الالماني. وقدم الاخير عروضاً كبيرة جعلته احد افضل الحراس في المانيا في الفترة الاخيرة، وفي حال تابع تألقه سيقف بين الخشبات الثلاث في فرنسا. وفي الدفاع يعتمد اولسن على هالند ويونسون وبيرغ وبيورنبي وكلهم يلعبون في الدوري الانكليزي. والمشكلة في خط الدفاع هي ان يونسون مصاب حالياً وبيرغ لا يرى التشكيلة الاساسية مع مانشستر يونايتد مثله مثل بيورنبي مع ليفربول في حين يلعب هالند حالياً في خط الوسط مع فريقه ليدز! ويملك اولسن بعض الخيارات اذ تألق فيغارد هيغيم في الفترة الاخيرة مع فريقه روزنبورغ وقد يحجز مركز الجناح الايمن، في حين يضيف لاعب من طراز هاله ليدز او نيلسن شيفيلد ونزداي خبرة الى خط الدفاع. وفي الوسط يراقب المدرب صحة ريكدال الذي عاد اخيراً من اصابة قوية كسر في الساق. ويلعب ريكدال في مركز الظهير الحرّ مع فريقه الالماني هرتا برلين لكنه يشغل مركز خط الوسط المدافع مع منتخب النروج. واللاعب المفضل لدى المدرب هو من دون منازع ليوناردسن الذي يمثل فريق ليفربول بعدما انتقل اليه في بداية الموسم قادماً من ويمبلدون. وهذا اللاعب حركة لا تهدأ طوال الدقائق التسعين للمباراة. واضافة الى نشاطه في وسط الملعب يخلق زيادة عدد داخل منطقة الخصم اذ غالباً ما يرمي بنفسه بين المهاجمين. وهناك ايضاً رودي في خط الوسط وهو قادر على تسجيل الاهداف من بعيد اذ يتمتع بسديدات قوية. وحالة ميكلاند خاصة اذ يكون اساسياً عندما تقتضي الحاجة وعندما يناسب اسلوب لعبه اسلوب لعب الفريق الخصم. فمثلا ضد البرازيل كان افضل لاعب في المباراة وقدم فنيات كبيرة لكن المدرب يفضل عدم اشراكه ضد فرق معروفة بلياقة لاعبيها العالية اذ لا يمكنه مجاراتهم... وفي العام 1994 كانت الترسانة النروجية تضم "مدفعاً" واحداً اسمه يان اغي فيورتوفت لكنها "تسلحت" منذ ذلك الوقت وباتت تملك هدافين من الطراز النادر كسولسكيار من مانشستر يونايتد او توري اندره فلو من تشلسي. ويحب كل منهما تخطي المدافعين وخلق الفرص لنفسه ما يعطي الفريق خيارات هجومية اكبر... ويبقى الانتظار لمعرفة ما اذا كانت النروج اكتسبت خبرة كافية من المشاركة العام 94 واذا كان بوسعها الاستمرار بالثقة التي خاضت بها التصفيات. تفتتح النروج مبارياتها في المونديال ضد المغرب، وهدفها الاولي سيكون حصد ثلاث نقاط كي يحصل لاعبوها على جرة معنويات كبيرة. وفي حال التعادل يفتح الباب امام المغرب واسكتلندا لمنافسة النروج على المركز الثاني خلف البرازيل. وتأمل النروج ان تحجز بطاقة الدور الثاني امام اسكتلندا في مباراتها الثانية لأنها لا يمكنها ضمان اي شيء ضد البرازيل في مباراتها الثالثة... رغم فوزها الودي قبل عام. يذكر انها المهمة الاخيرة للمدرب مع الفريق وسيخلفه يوهان سيمب من الفريق التقني التابع للاتحاد النروجي، ونتيجة جيدة تكون مسك ختام لرجل قدم الكثير لكرة القدم النروجية في السنوات الثماني الاخيرة. البطاقة المساحة: 325000 كلم مربع عدد السكان: 000 370 4 الاتحاد: تأسس العام 1902 وانضم الى فيفا عام 1908، رئيسه بير رفن اومدال عدد اللاعبين: 882 302 عدد الاندية: 1836 سجلها في المونديال: مشاركتان، اربع مباريات فوز وتعادل وخسارتان لها 2 وعليها 3. افضل نتيجة: الدور الثاني العام 38. الطريق الى فرنسا احتلت النروج المركز الاول في المجموعة الاوروبية الثالثة بعدما جمعت 20 نقطة من 8 مباريات، اذ فازت في 6 وتعادل مرتين. وهنا النتائج: النروج - اذربيجان 5-صفر اذربيجان - النروج صفر-1 النروج - سويسرا 5-صفر سويسرا - النروج صفر-1 النروج - هنغاريا 3-صفر هنغاريا - النروج 1-1 النروج - فنلندا 1-1 فنلندا - النروج صفر-4