الجزائر، مدريد - رويترز - نشرت الصحف الجزائرية امس ان نحو عشرة اشخاص قتلوا في هجمات في العاصمة يشتبه في ان الفاعلين ينتمون الى جماعات اسلامية متشددة. وفيما أعلن الجيش الجزائري انه امسك بزمام المبادرة في حملته على المسلحين الاسلاميين، نقل عن الضابط الجزائري الفار الى اسبانيا ان القوات الحكومية في بلاده تشن حرب إبادة على المواطنين. ونقلت صحيفة "البايس" عن هذا الضابط الذي فرّ بطائرة هليكوبتر قبل أيام الى اسبانيا حيث طلب اللجوء السياسي ان قوات الأمن الجزائرية "في حالات كثيرة لم تقدم المساعدة لأناس يتعرضون لهجوم الارهابيين". وقال الطيار: "أعلم انهم يقولون ان الجيش الجزائري قصف قرى يختبئ فيها ارهابيون بقنابل النابالم... لكنني لم أفعل ذلك مطلقاً، لكن الجيش الجزائري دفع المجتمع بأسره الى ظلمات لا نهاية لها في حرب إبادة ضد الشعب بأكمله". وذكر أن أحد الأمور التي اسهمت في قراره بالفرار من الجيش صدور أمر رسمي يطلب الى والديه وآخرين من اسرته ترك منزلهم لأن والده قام بتغيير عمله. وأضاف: "ليس هناك عدل في بلادي". وروى الطيار كيفية هروبه. وقال انه بدأ رحلته من ولاية البليدة على بعد 80 كيلومتراً جنوب العاصمة، عندما انحرف عن المسار المقرر لطائرته الهليكوبتر الروسية الصنع من طراز "ام.اي.8" وحلق بها فوق البحر المتوسط على ارتفاع عشرة أمتار لتجنب رصد الرادار الجزائري. وانتهت رحلته بعد 280 كيلومتراً في ايبيتزا حيث سلم نفسه للسلطات الاسبانية التي تدرس حالياً طلب منحه حق اللجوء. على الصعيد الأمني الداخلي، نشرت صحيفة "لوماتان" ان مهاجمين جزوا أعناق خمسة مزارعين ليل الاحد - الاثنين في ولاية البليدة. وقالت ان المهاجمين اعضاء في الجماعة الاسلامية المسلحة اكثر الجماعات الاصولية تشدداً في الجزائر. وذكرت صحيفة "الوطن" ان نحو 30 مسلحاً هاجموا أيضاً مزرعة في ولاية المدية ليل الاحد وقتلوا اثنين من القرويين وطفلاً ووصفت المهاجمين ايضاً بأنهم اعضاء في الجماعة الاسلامية المسلحة. ونشرت صحيفة "الخبر" ان اثنين من المدنيين قتلا في اليوم نفسه في انفجارين وقعا في ولايتي المدية وتلمسان ولم تذكر الصحيفة الجهة المسؤولة عن الانفجارين. في مقابل ذلك، جاء في مقال افتتاحي لمجلة الجيش الصادرة هذا الاسبوع ان الاسلاميين "خسروا المبادرة" وان القوات الحكومية صعدت هجماتها الى حد "ان الارهاب فقد المبادرة في الميدان". وقالت قوات الأمن وتقارير صحافية ان أكثر من 80 متشدداً قتلوا في العاصمة وولايات اخرى في اطار عمليات عسكرية جرت على مدى الاسابيع الماضية. وكانت صحيفة "لا تريبون" نشرت الاثنين الماضي ان قوات الجيش تحاصر نحو 200 عضو من "الجماعة الاسلامية" في منطقة سيدي بطلائي الجبلية غرب ولاية تلسمان. وذكرت "الوطن" امس ان اكثر من 50 متشدداً قتلوا في معركة استمرت ست ساعات بين فصائل متناحرة من الاسلاميين في ولاية تلمسان على مدى اليومين الماضيين. وافادت ان القتال اندفع بين 230 متشدداً للسيطرة على "الانشطة الارهابية" في المنطقة. ولم تعلق السلطات لا على انباء الحصار ولا على الاقتتال بين الاسلاميين. ولم يتسن الحصول على تقارير من جهات مستقلة تؤكد صحة تلك الانباء.