اسلام آباد، القاهرة، أبو ظبي، بيروت - "الحياة" - بادرت باكستان أمس الأحد الى سحب صواريخ نشرتها في محاذاة الحدود مع الهند، في خطوة تهدف الى تخفيف حدة التوتر بين البلدين. وجاء ذلك في وقت دعت الهند الى محادثات بين القوى النووية، في اعقاب مخاوف عبرت عنها واشنطن من لجوء البلدين الى سباق على نشر صواريخ تحمل رؤوساً نووية قيامهما باجراء تجارب على هذه الأسلحة. وقوبلت هذه التجارب بقلق دولي ودفعت الولاياتالمتحدة الى فرض عقوبات على البلدين. على صعيد آخر، اتهم وزير الخارجية الباكستاني جوهر أيوب خان الهند بالتخطيط لاجراء سلسلة جديدة من التجارب النووية، وقال في حديث الى شبكة "سي. ان. ان" التلفزيونية الأميركية أمس انه تلقى معلومات مؤكدة ان الهند تجهز موقعاً في ولاية اوريسا الشرقية لاجراء تجربة نووية خلال الاسبوع الأول أو الثاني من الشهر الجاري. في غضون ذلك، نشطت الديبلوماسية الباكستانية في عدد من العواصم الصديقة لشرح دوافع التفجيرات النووية التي أجرتها اسلام آباد يومي الخميس والسبت الماضيين. وفي هذا الاطار، التقى السفير الباكستاني لدى مصر طيب صديق الأمين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد شارحاً له أسباب التفجيرات مطالباً ب "تفهم عربي وإسلامي للموقف الباكستاني". وأعرب عبدالمجيد خلال اللقاء عن مخاوفه إزاء سباق التسلح النووي في شبه القارة الهندية لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة توقيع اسرائيل على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية واخضاع المنشآت النووية الاسرائيلية للرقابة والتفتيش. وجاء ذلك غداة ابداء دولة الامارات العربية المتحدة تفهمها "حق باكستان المشروع في اجراء التجارب حفاظاً على أمنها". وجاء ذلك في بيان أصدرته الخارجية الاماراتية حضت فيه الجانبين الهنديوالباكستاني على "ضبط النفس لتفادي مخاطر سباق تسلح نووي في المنطقة". ورأى البيان الاماراتي الذي صدر ليل السبت - الأحد ان استثناء اسرائيل من التفتيش النووي شجع على سباق التسلح في المنطقة. وطالب البيان ب "الحظر الشامل لانتشار الأسلحة النووية لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل". وفي الوقت نفسه، دعت صحيفة "الثورة" اليمنية الرسمية أمس الى "تعاون دولي لازالة أسلحة الدمار الشامل" مشير الى أن القوى العالمية "تكيل بمكيالين" في هذا الشأن، اذ "تغض الطرف عن مناطق وتشدد في مناطق أخرى". الى ذلك، نوه رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ محمد مهدي شمس الدين أمس بالتجارب الباكستانية واعتبر انها "تحقق التوازن مع القوة النووية الصهيونية". ودعا الى تعامل عادل في الحد من انتشار السلاح النووي. وكان رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري اعتبر في كلمة له مساء أول من أمس ان "تساهل الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي مع اسرائيل، أدى الى ما نشهده اليوم من تجارب". وأشار الحريري الى ان اسرائيل تمتلك ترسانة نووية هائلة و"لا نستبعد أن تقوم دول أخرى بتجارب مماثلة" نتيجة ذلك، ما "يهدد الأمن والسلام العالميين". فرنسا الى ذلك، قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي يزور لبنان ان على الدول المعنية بالأزمة الناجمة عن قيام الهندوباكستان باجراء تجارب نووية ان تجتمع "في اسرع وقت ممكن". وفي مؤتمر صحافي عقده في بيروت أمس، قال شيراك ان فرنسا "طرحت افكاراً على الهندوباكستان وعلى القوى النووية العسكرية". وأضاف انه "على الدول المعنية، الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن التي هي البلدان النووية الخمس، ان تجتمع في اسرع وقت ممكن، واذا اقتضى الامر مع هذه الدولة او تلك. والمناقشات في هذا الشان يجريها وزراء الخارجية". وقال ان هذه الدول يجب ان تناقش "سبل اقناع الهندوباكستان بتوقيع معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية وبالانضمام الى مفاوضات وقف انتاج المواد الانشطارية". واوضح ان وزير الخارجية هوبير فيدرين الذي يرافقه في زيارته اجرى اتصالات في هذا الشأن "حتى ساعة متأخرة ليلاً". وتابع الرئيس الفرنسي ان "لدى فرنسا افكارا من المبكر الحديث عنها، وبامكانها مع افكار الآخرين ان تؤدي الى تسوية لهذه القضية المقلقة". وقال ان التجارب النووية الاخيرة "تشكل خطراً مزدوجاً: على التوازن الاستراتيجي في هذا الجزء من العالم اي آسيا، وعلى بقاء نظام منع انتشار الاسلحة النووية، ونأمل ان لا تكون مبادئ هذا النظام موضع تشكيك". الهند واعلنت وزارة الخارجية الهندية ان نيودلهي دعت أمس كل الدول التي تملك اسلحة نووية الى محادثات حول هذه الاسلحة. وقال بيان اصدرته الوزارة ان "الاسلحة النووية يجب ان تعالج بالطريقة نفسها لنوعين آخرين من اسلحة الدمار الشامل عبر معاهدة الاسلحة البيولوجية والاسلحة الكيميائية". وجاء نداء الهند غداة تجربة نووية قامت بها باكستان فى اطار التجارب النووية التى بدأتها اسلام اباد الخميس الماضي بعد تجارب الهند النووية. وكان مجلس الامن عقد جلسة بعد التجربة الباكستانية الاخيرة وابدى "أسفه الشديد" لهذه التجربة. ودعا المجلس باكستان الى "ان تعلن وقف" تجاربها النووية والصاروخية. وطالب مجلس الامن كلاً من نيودلهيواسلام اباد بأن توقعا "من دون شروط" معاهدة الحظر الكامل للتجارب النووية.