أثارت التكهنات بشأن اجراء باكستان تجربة نووية سجالاً بين الرئيس الأميركي بيل كلينتون والمستشار الألماني هلموت كول، على هامش قمة الدول الصناعية الثماني التي اختتمت أعمالها في برمنغهام أمس. وصرح كول بأن لديه معلومات "جدية" ان باكستان أجرت صباح أمس تجربة نووية. وسارع الرئيس الأميركي الى نفي كلامه، مشدداً على أهمية الحزم في اقناع اسلام آباد بعدم اجراء التجربة رداً على التجارب الخمس التي أجرتها الهند، الأمر الذي يعيد العالم الى "اجواء نزاعات الحرب الباردة". كذلك سارعت باكستان الى نفي كلام المستشار الألماني واعتبرته "اشاعات مغرضة"، خصوصاً أنه تزامن مع وصول موفد ياباني من برمنغهام ناقلاً رسالة من رئيس وزرائه ريوتارو هاشيموتو. وكانت القمة دانت أمس التجارب الهندية وطالبت باكستان بضبط النفس. راجع ص 7. ولم تستبعد مصادر ديبلوماسية في اسلام آباد أن يكون المبعوث الياباني حمل معه وعوداً بمساعدات مغرية لباكستان في حال عدولها عن الرد على الهند. وترافق ذلك مع طلب واشنطن وطوكيو من المسؤولين الصينيين ان يمارسوا نفوذاً على حليفتهم التقليدية باكستان لدفعها الى الابتعاد عن الخيار النووي. وجاء ذلك في وقت يزور باكستان وفد كوري شمالي مما أوجد مخاوف من تعاون بين البلدين في هذا الشأن. وكانت الهند اعتبرت ان صاروخ "غوري" الذي أطلقته باكستان أخيراً هو "نسخة" من صاروخ دونغ الكوري الشمالي. ولفت المراقبين تصريح أمس للرئيس الباكستاني السابق فاروق لاغاري رأى فيه ان بلاده يمكن أن تعدل عن اجراء تجربة نووية إذا شطبت ديونها التي يبلغ حجمها 32 بليون دولار، الى جانب توفير أسلحة دفاعية شاملة لها. وكان المسؤولون الأميركيون أبدوا استعدادهم لتعديل قانون أميركي يحظر بيع باكستان أسلحة ونتج عنه وقف صفقة طائرات "اف - 16" تعاقدت اسلام آباد على شرائها. وأبلغ مصدر رفيع المستوى في الخارجية الباكستانية "الحياة" امس ان القرار باجراء التجربة أو التراجع عنها لن يتخذ قبل اسبوعين. وجاء ذلك رداً على ما نشرته مجلة "جينز ديفنس" الدفاعية التي توقعت ان تجري باكستان تجربة نووية في صحراء بلوشستان قرب الحدود مع ايران بحلول شهر تموز يوليو المقبل. لكن المصدر نفسه رفض التعليق على تصريح لوزير الخارجية الباكستاني جوهر أيوب خان أكد فيه ان اسلام اباد "اتخذت قراراً باجراء التجربة لكنها لم تحدد موعداً لذلك بعد". الهند في غضون ذلك، أشار الرئيس السابق لوكالة الطاقة النووية في باكستان تنوير أحمد خان الى أنه شاهد معلومات في شبكة "انترنت" تفيد ان اسرائيل أجرت تجربة نووية في صحراء بوكران الهندية في الموقع نفسه الذي أجرت فيه نيودلهي تجاربها الخمس الأسبوع الماضي. وكان خان يشير بذلك إلى وجود تعاون دفاعي وتقني "على مستوى عالٍ" بين البلدين. إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أنه تلقى اتصالاً من نظيره الهندي اتال بيهاري فاجبايي الذي أكد له ان الهند مستعدة "في أقرب وقت ممكن" للدخول في محادثات حول انضمامها إلى معاهدة حظر التجارب النووية. وترافق ذلك مع تأكيد الرئيس الفرنسي جاك شيراك أنه تلقى رسالة مماثلة من فاجبايي. كلينتون وحذر الرئيس بيل كلينتون في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية "بي. بي. سي" أمس الهندوباكستان من احتمال العودة إلى وضع قريب من الحرب الباردة في حال حصول أي تصعيد على الصعيد النووي. وقال كلينتون في المقابلة التي أجريت على هامش قمة الثماني في برمنغهام، ان "الرد على الوضع لا يكمن في أن تصبح الهند قوة نووية وتليها باكستان على أن تدعم الصينباكستان وتنشر قوات قرب الحدود الهندية وأن تتدخل روسيا، الأمر الذي يجدد نزاعات الحرب الباردة ولكن في إطار مختلف". وتابع: "ليست تلك طريقة لمواجهة المستقبل". وأوضح: "بقدر ما نكون حازمين هنا، نكون قادرين على اقناع باكستان ودول أخرى بعدها بعدم اجراء تجارب نووية". وقال كلينتون إنه لن يكون له أي خيار آخر إلا فرض عقوبات على باكستان، كما فعل مع الهند، إذا اجرت تجربة نووية.