في وداع نزار كتبتَ إسمكَ فوق الغيم بالمطرِ وبالجدائلِ في سبّورة القمرِ يا للوسيم الدمشقيِّ الذي هَرمِتْ دنياه... وهو على عهدٍ مع الصِغَرِ تجيئنا كلمّا باحتْ قُرنفُلةٌ وكلمّا اصطبغ الرمَّانُ بالخضرِ وكلمّا وشوشتْ سمراءُ عاشقها وكلمّا إجتمع الأصحاب للسَّهَرِ تجيئنا يا أمير الفلّ... متشحاً بكلّ ما في ضمير الفلّ من صورِ تدري المليحةُ أن العطر زائرها إذا أطلَّتْ من الشبّاك في السحرِ تركتَ في كل دارٍ وهج زنبقةٍ كأنما أنت إعصارٌ من الزهرِ رسمتَ... حتّى سلبتَ القبح وحشته فعاد كالحسن يغري العين بالنظرِ كلُّ الصبايا جميلاتٌ... وكلُّ فتى هو العروس... وكل الكون للسمرِ عجبت للكلمة الخضراء... تزرعها فترقص البيد في بحرٍ من الشجرِ تموت؟! كيف؟! وللأشعار مملكةٌ وأنت فيها مليك البدو والحضرِ تسير بين الرعايا... ناثراً صُرَراً من الكواكب والحلوى... على صُررِ تعطي ونأخذُ أوراقاً ملوَّنة تطير منها فراشات من الشررِ في كل حرفٍ عصافيرٌ مشاغبةٌ و"ميجنا" وتقاسيمٌ على الوترِ إذا قرأناك عشنا رحلةً عبرتْ بكل شوقٍ جميلٍ في دم البشرِ لندن - أيار مايو 998