أرغم المرض الرئيس الروسي بوريس يلتسن على العودة إلى بلاده واختصار جولته في آسيا الوسطى حيث وقع اتفاقاً ثلاثياً للدفاع المشترك مع أوزبكستان وطاجيكستان. وأكد ان أحداث أفغانستان تشكل "خطراً مباشراً" على الحدود الجنوبية للكومنولث. وكان يلتسن بدا شاحباً ومتعباً لدى وصوله إلى مطار طشقند في مستهل جولته أول من أمس الأحد، واستند إلى مرافقيه، ما حدا بمضيفه الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف إلى اختصار مراسم الاستقبال. وأعلن السكرتير الصحافي لرئيس الدولة دميتري ياكوشكين أن يلتسن اصيب بنزلة برد بعد "أسبوع متوتر في موسكو ورحلة شاقة" إلى طشقند. لكنه أضاف ان صحة الرئيس أخذت بالتحسن وأن المرض لن يؤثر في برنامج الزيارة. وفي وقت لاحق، أصدر ياكوشكين بياناً ثانياً قال فيه إن إقامة يلتسن في الماآتا عاصمة كازاخستان التي وصلها أمس، اختصرت إلى يوم واحد بدلاً من يومين، لأن الرئيس "يسعل ... وأعراض المرض تزداد عند اقلاع الطائرة وهبوطها". وتابع ان الأطباء أصروا على اختصار برنامج الزيارة. ومعروف أن عملية جراحية في القلب أجريت ليلتسن اواخر عام 1996. وأصيب بعدها بنكستين، إضافة إلى أنه يعاني من أمراض في الكلى والكبد بسبب ادمانه على الكحول. ولاحقاً قدم المكتب الصحافي تفسيراً آخر بإشارته إلى أن يلتسن قرر العودة إلى موسكو بعد مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية ايغور ايفانوف تناولت الوضع في كوسوفو. ورغم اختصار الزيارة، فإنها أسفرت عن توقيع وثائق مهمة بينها معاهدة التعاون الاقتصادي مع أوزبكستان والبيان الثلاثي الروسي - الاوزبكي - الطاجيكي الذي اعتبر بمثابة اتفاق للدفاع المشترك، نص على أنه في حال تعرض أي طرف إلى عدوان "يقدم له الطرفان الآخران المساعدة اللازمة بما فيها العسكرية". واتفق رؤساء الدول الثلاث على "التصدي للتطرف الديني ومحاولات تغيير النظام الدستوري بالقوة من الخارج أو الداخل". والفقرة الأخرى تعطي مبرراً للحديث عن تدخل في شؤون الأطراف الأخرى، كما حصل أثناء الحرب الأهلية في طاجيكستان والتي وقفت خلالها موسكو إلى جانب الرئيس إمام علي رحمانوف. وفي بيان مشترك عن أفغانستان، أكد يلتسن وكريموف أن التدخل الخارجي في شؤون هذا البلد "يخلق خطراً مباشراً على الحدود الجنوبية للكومنولث". وحمل الرئيسان حركة "طالبان" مسؤولية استمرار القتال، وأكدا أنها "تتجاهل جهاراً" مبادئ التسوية التي نصت عليها قرارات مجلس الأمن. ودعا الجانبان كل الدول القريبة من أفغانستان إلى الامتناع عن تصدير السلاح أو السماح بمروره لمصلحة أي من الأطراف المتحاربة.