ارتفع حجم الاموال التي اودعتها ثلاث دول خليجية في مصرف لبنان المركزي او تعهدت باستثمارها في لبنان منذ كانون الاول ديسمبر 1997 الى نحو 800 مليون دولار، بعد ان اعلنت دولة الامارات العربية المتحدة امس انها ستودع اعتباراً من 7 ايار مايو الجاري مبلغ 100 مليون دولار لمدة ثلاث سنوات بسعر الفائدة السائدة بين المصارف في لندن ليبور. وتحاول الحكومة اللبنانية الحصول على أموال اضافية. وكانت المملكة العربية السعودية أودعت في كانون الاول الماضي مبلغ 500 مليون دولار وتعهدت باستثمار 100 مليون دولار في مشاريع البنية التحتية. كما اودعت الكويت في كانون الثاني يناير الماضي مبلغ 100 مليون دولار في مصرف لبنان بسعر فائدة خمسة في المئة. وتهدف الودائع الى تعزيز احتياط المركزي اللبناني وسعر صرف الليرة. وكان مصرف لبنان اعلن امس ان اجمالي احتياطه من النقد الاجنبي ارتفع في النصف الثاني من نيسان ابريل الماضي بنحو 118 مليون دولار ليصل الى 5.594 بليون دولار. وقال وزير الزراعة اللبناني شوقي فاخوري ل "الحياة" في ابوظبي بعد محادثات اجراها مع السيد محمد السويدي رئيس دائرة المال رئيس "بنك ابو ظبي الوطني" ان "الامارات قررت ايداع 100 مليون دولار لدى مصرف لبنان لمدة ثلاث سنوات وبفائدة ليبور من دون اي زيادة". واضاف فاخوري: "ان الاماراتولبنان وقعا عقداً في شأن الوديعة في المقر الرئيسي لبنك ابو ظبي الوطني الذي سيحول الوديعة الى لبنان نيابة عن حكومة ابو ظبي". ووقع العقد نيابة عن "بنك ابو ظبي الوطني" محمد السويدي وعن مصرف لبنان المركزي حاكمه رياض سلامة. وحضر توقيع العقد الوزير فاخوري وسفير لبنان في الامارات جورج سيام وروي الهراوي نجل الرئيس اللبناني الياس الهراوي. وذكر الوزير اللبناني ان توقيع العقد - الوديعة جاء بناء على توجيهات من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولي عهد ابو ظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة. وقال الوزير فاخوري ان ولي عهد ابو ظبي ابلغه موافقة ابو ظبي على تقديم مساعدة الى لبنان وانه حضر والوفد المرافق الى ابو ظبي بناء على الاتصالات التي تمت بين ابو ظبي وبيروت في هذا الشأن. وكشف فاخوري ان الرئيس اللبناني الياس الهراوي طرح خلال زيارته في نهاية آذار مارس الماضي الى الامارات امكانية مساهمة ابو ظبي في تقديم مساعدات ماليةللبنان. وقال: "ان الوديعة تأتي على غرار الوديعة التي اودعتها لدى مصرف لبنان المركزي السعودية والكويت قبل اشهر". واكد ان لبنان سيجري اتصالات مع دول خليجية اخرى للحصول على ودائع جديدة ليس بهدف جمع الاموال وانما بهدف تعزيز التعاون بين لبنان والدول العربية الخليجية ودول اخرى. وقال: "تمثل الوديعة ثقة الامارات بالاقتصاد اللبناني وبالسياسة النقدية والمالية المتبعة حالياً". واضاف "ان دولة الامارات بما تمثّله من وزن مالي واقتصادي على الصعيدين العربي والدولي سيشجع عدداً كبيراً من المستثمرين واصحاب رؤوس الاموال لكي يؤكدوا ثقتهم بالاقتصاد اللبناني والدخول الى الاسواق اللبنانية". واشار الى ان الوديعة ستودع لدى مصرف لبنان المركزي وهي قابلة للتحويل الى اي عملة بما فيها العملة اللبنانية. وقال سلامة ل "الحياة" "ان الوديعة ستدعم قوة الليرة اللبنانية وستستخدم وفق أغراض وأهداف المصرف ولن تستخدم في دعم موازنة الحكومة اللبنانية او إقراضها". وذكر سلامة ان مجلس النواب اللبناني وافق على قيام المصرف المركزي بإصدار سندات خزينة بقيمة بليوني دولار وتم اصدار سندات بقيمة بليون دولار فعلاً، ويتم الاستعداد لاصدار سندات بقيمة بليون دولار اخرى.