تقود صناعة السياحة والسفر حركة النمو الاقتصادي حول العالم، وفي منطقة الشرق الأوسط، كما تدل على ذلك الأرقام القياسية المسجلة. ومن المنتظر أن يصل عدد السياح سنة 2010 إلى بليون سائح وأن تكون السياحة مصدراً لعشرة في المئة من الوظائف ومن اجمالي الناتج القومي العالمي. وقالت نائبة رئيس "المجلس العالمي للسياحة والسفر" دانيالا هيسه فاغنر في كلمة عن "اتجاهات السياحة في العالم والشرق الأوسط" أمام مؤتمر دولي عن السياحة بدأ أعماله في الفجيرة أمس ان الشرق الأوسط مقبل على معدلات نمو تصل سنة 2010 إلى 49 في المئة في مجال الأنشطة السياحية، مقابل متوسط عالمي لن يتجاوز 42 في المئة. ويضم "المجلس العالمي" في عضويته رؤساء أكبر 100 مؤسسة دولية تعمل في مجال السياحة والسفر. ويعقد المؤتمر الحالي في دولة الامارات بحضور ما يزيد على 150 خبيراً ومسؤولاً دولياً من المهتمين بأنشطة السياحة تحت عنوان "مؤتمر سوق السفر العربية الثالثة" وذلك في المركز التجاري في الفجيرة. وذكرت فاغنر استناداً الى دراسة دولية أعدها المجلس عن معدلات واتجاهات النمو السياحي في العالم ان منطقة الشرق الأوسط ستولّد السنة الجارية أعمالاً في قطاع السياحة بقيمة 63.1 بليون دولار و3.8 مليون وظيفة تشكل 8.7 في المئة من الحجم الاجمالي للوظائف. وأشارت الى ان هذه النسب سترتفع الى 173 بليون دولار و4.8 مليون وظيفة عام 2010. وأضافت ان منطقة الشرق الأوسط، التي استثنى منها الاحصاء بلدان المغرب العربي، تعتمد بنسبة 8.8 في المئة من اجمالي ناتجها القومي على السياحة مقابل 8.5 في المئة من الاستثمارات الرأسمالية وعشرة في المئة من قوة العمل. ودعت الى الترويج بقوة للوجهات السياحية العربية لتعظيم الفائدة الاقتصادية لهذا القطاع على أن يكون التركيز منصباً على الترويج الاقليمي لتحسين صورة الشرق الأوسط في الخارج وتطوير المنتجات المقدمة وتحقيق شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص. واعتبرت ان العالم مقبل على تحول جذري في طريقة استخدام وتطوير منتجات الترفيه لمواكبة التغير في الطلب لدى عامة الجمهور مشيرة الى أهمية الاستثمار في تطوير الوظائف والموارد الأخرى المستخدمة في قطاع السياحة والسفر والعمل على إعادة توظيف الضرائب المجتباة، التي باتت ترهق كاهل المسافرين والسياح، في أنشطة تفيد صناعة السياحة والسفر نفسها. وقالت ان عدد العاملين في الأنشطة السياحية يبلغ 231 مليوناً حالياً ينتظر أن يرتفع الى 328.4 مليون عامل وموظف سنة 2010 "مما يعني توليد 100 مليون وظيفة جديدة في مدى 12 سنة". وتناولت كلمات المؤتمر الذي يعتبر الثالث من نوعه والذي يسبق كل عام بدء فاعليات سوق السفر العربية "الملتقى" التي تقام في دبي مواضيع عدة خصت تطوير السياحة في الشرق الأوسط وحجم الاقبال الفندقي ودور المكاتب والهيئات الحكومية السياحية وأهمية تطوير الخدمات المقدمة للمسافرين جواً لزيادة أعدادهم والنشاط الترويجي الذي تضطلع به المجموعات الفندقية علاوة على أسلوب تنظيم الجولات السياحية في الساحل الشرقي لدولة الامارات وكيفية التعامل مع الجمهور عبر وسائل الاعلام للتعريف بحقيقة أنشطة المؤسسات السياحية ومنتجاتها. وقال المنظمون ل "الحياة" انهم حرصوا على استقدام متحدثين يعرفون المنطقة وشؤونها على خلاف ما حدث في المؤتمرين السابقين في مسقط والمنامة عندما تم استقدام خبراء دوليين من أوروبا واميركا "لم تكن المعلومات القيمة التي قدموها ملتصقة تماماً بواقع المنطقة العربية". وكان نائب حاكم الفجيرة الشيخ حمد بن سيف الشرقي تولى افتتاح المؤتمر اذ ألقى نيابة عن الحاكم الشيخ حمد بن محمد الشرقي كلمة أكد فيها حرص الفجيرة على تطوير صناعة السياحة فيها. وقال رئيس "مكتب الفجيرة للسياحة" الشيخ سعيد بن سعيد الشرقي ان استضافة المؤتمر، الذي تنتهي أعماله اليوم، تعبر عن رغبة حكومة الامارة في تشجيع السياحة فيها. وأضاف: "نشرِّع أبوابنا للمستثمرين من الشرق الأوسط والعالم لتطوير الفجيرة كوجهة جديدة جذابة محاذية للمحيط الهندي وبتنا ندرس الآن الفرص التي يمكن أن يحملها تطوير صناعة السياحة لدينا لتحقيق مزيد من النمو". وقال ان حكومة الفجيرة تتطلع الى المستثمرين الأجانب للاستثمار في السياحة من دون أن يعني ذلك عدم تقديم مساهمات مالية والدخول في شراكات مع المؤسسات السياحية المستثمرة. وبين أصحاب المداخلات الأخرى تحدث مدير التسويق في "طيران الامارات" في ادارة الوجهات والترفيه فريديريك باردان عن أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الناقلات الجوية في الترويج للمقاصد التي تنشط فيها مما يعزز أهمية الوجهة وصورة الناقلة الجوية نفسها. وتناول نائب رئيس "هيلتون انترناشيونال" في شبه الجزيرة غيرهارد مارديك الدور الذي يمكن ان تلعبه الفنادق الدولية في تنمية منطقة ما عبر شبكات المبيعات والترويج والاتصال الدولية التي تقوم بالتعريف بالمقاصد التي تعمل فيها ووضعها على الخارطة السياحية وتعزيز صورتها من خلال تقديم ضمانات لنوعية الخدمة للمسافرين الى هذه الوجهات.