قرّر المصرف الأهلي المصري تخصيص 1.5 بليون جنيه (248 مليون دولار) على شكل قروض مشتركة لتمويل قطاع السياحة حتى كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وكان المصرف موّل القطاع بأكثر من 3.5 بليون جنيه خلال الفترة الماضية، أي ما نسبته ثلاثة في المئة من إجمالي المحفظة البالغة نحو 96 بليون جنيه. وأكد وزير السياحة منير فخري عبد النور أن لا خطر على قطاع السياحة مع تولي أي تيار سياسي سدة المسؤولية، إذ أن الخطاب عندما يكون الشخص خارج المسؤولية، يختلف بعد توليه السلطة. وأشار أمس خلال مؤتمر صحافي إلى أن السياحة تمثل 11 في المئة من الدخل القومي، ويستفيد منها مباشرة أكثر من ثلاثة ملايين عامل وتؤثر على الاقتصاد ككل، لافتاً إلى أن تقديرات العام الماضي كانت قريبة جداً من النتائج المحققة. وأشار إلى أن عدد السيّاح حتى نهاية كانون الأول الماضي بلغ 9.8 مليون، مقارنة ب14.7 مليون عام 2010، في حين بلغت مساهمة السياحة في الدخل القومي 8.8 بليون دولار تقريباً، مقارنة ب12.5 بليون عام 2010، كما تراجع عدد الليالي السياحية من 147.4 مليون ليلة عام 2010 إلى 114.2 مليون العام الماضي. وشدّد على أن السياحة من أوروبا تراجعت العام الماضي 35.5 في المئة مقارنة بالعام السابق، إذ بلغ عدد السياح 7.211 مليون مقارنة 11.176 مليون، كما تراجعت السياحة من دول الشرق الأوسط من 1.76 مليون سائح عام 2010 إلى 1.51 مليون العام الماضي، في حين جاءت أكبر الانخفاضات من الأميركيتين، إذ تراجعت 49 في المئة إلى 287.187 ألف سائح، تلتها آسيا التي تراجعت 46 في المئة إلى 563.365 ألف سائح، فيما شهدت إفريقيا أقل تراجع بلغ 11.5 في المئة وكان عدد السياح 434.867 ألف. وارتفع عدد الليالي السياحية من أسواق الشرق الأوسط 5.3 في المئة أو 35.59 مليون ليلة، ومن أسواق القارة الإفريقية 2.3 في المئة إلى 6.6 مليون ليلة، فيما جاءت أكبر التراجعات من الأميركيتين وبلغت 34.3 في المئة، أي 4.35 مليون ليلة، تلتها أسواق آسيا بما نسبته 32.6 في المئة، ثم أسواق أوروبا ب29 في المئة. وأوضح عبد النور أن الليالي السياحية لم تتراجع بالنسبة ذاتها التي تراجع فيها أعداد السياح، نظراً إلى أن عدداً كبيراً من العرب حرصوا على المجيء إلى مصر والاستقرار فيها لأيام عدة. ولفت إلى أن الإنفاق اليومي للسائح كان 85 دولاراً، وتراجع إلى 72.2 دولار، ما دفع الدخل السياحي إلى التراجع إلى 8.8 بليون دولار. وأشار إلى أن مصر، على رغم الثورة التي استمرت نحو سنة، جذبت عشرة ملايين سائح، ما يؤكد أنها مقصد سياحي من الطراز الأول وأن القطاع سينتعش فور عودة الأمن واستقرار الأوضاع. إلى ذلك، يتوجّه عبد النور غداً إلى إسبانيا للمشاركة في معرضها الدولي ثم معرض ميلانو في إيطاليا ثم إلى معرض برلين. وأكد أنه سيحضر لاحقاً معرض موسكو، داعياً القطاع السياحي لتأمين أسواق جديدة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها الدول الأوروبية، ما سيؤثر سلباً على السياحة المصرية. وشدّد على ضرورة الخروج من التسويق التقليدي لقطاع السياحة في الدول الأوروبية، والتوجه نحو أسواق جنوب شرقي آسيا والاهتمام بها أكثر. وذكّر بعدد من الاتفاقات مع الكثير من المقاصد السياحية القريبة، مثل اليونان ولبنان وأميركا اللاتينية وغيرها، ما يُحتّم تعديل السياسة التسويقية لجذب عدد أكبر من السياح.