سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تراث تاريخي عريق وطبيعة مميزة واهتمام ببناء القرى السياحية ومصحات المياه الكبريتية . الفجيرة تتعاون مع لبنان لتطوير منتجها السياحي والترويج له في البلدان العربية والأسواق العالمية
تأمل الفجيرة، وهي إحدى الإمارات السبع التي تكون دولة الإمارات العربية المتحدة، في تنشيط حركة السياحة الوافدة والاستفادة من موقعها لاستقطاب أعداد متزايدة من السياح، سيما وأنها لا تبعد سوى ساعتين عن وسط إمارة دبي التي تعتبر أكثر الوجهات السياحية نضجاً في الدولة الخليجية. وقال رئيس "مكتب الفجيرة السياحي" الشيخ سعيد بن سعيد الشرقي ل "الحياة": "ليس لدينا نفط ولا موارد طاقة متجددة وبالتالي أصبحت السياحة خياراً مستقبلياً نأخذ به ولا نجد مفراً منه. ونحن سنتعاون مع لبنان لتطوير منتجنا السياحي والترويج له". وتسعى إمارة الفجيرة إلى إثبات تمرسها في صناعة السياحة والسفر وتسليط الضوء على معالمها السياحية وأماكن الاستقطاب السياحي فيها لا سيما الشواطئ المطلة على المحيط الهندي وجبالها الشاهقة وتراثها الخليجي القديم. ويعتبر المكتب السياحي، الذي انشئ قبل ثلاثة أعوام، الذراع الحكومية التي ترغب من خلالها الامارة الساحلية في تثبيت موطئ أقدامها ومكانتها على الخريطة السياحية لمنطقة الخليج. وذكر الشيخ سعيد الذي تسلم منصبه الحالي منذ سنة بعدما تقلب في مناصب حكومية بارزة لأكثر من 11 عاماً: "لدينا ألوان مختلفة من الفكر السياحي. السياحة هي صناعة العصر الحديث وتعتمد عليها دول عدة في دعم اقتصادها إذا توافرت لديها المقومات السياحية، ولدينا القناعة الكاملة بأن هناك الكثير من المقومات والامكانات السياحية الكامنة التي يمكن استغلالها والتي تتمتع بها إمارة الفجيرة وعلى رأسها الأمن والأمان للسائح، وهذا عنصر تتميز به دولة الامارات". ويتجاوز عدد السياح الذين يزورون إمارة الفجيرة 70 ألفاً سنوياً. وتستند حركة السياحة الوافدة في شكل أساسي إلى السياحة الداخلية في دولة الامارات والسياحة الخليجية من دول الجوار، مما يتيح للاقتصاد المحلي الاستفادة من تدفق هذه الجماعات السياحية التي تتميز بمستوى مرتفع من الانفاق ومدد طويلة من الإقامة. وتحتل الفجيرة موقعاً مميزاً باعتبارها بوابة دولة الامارات من ناحية الشرق وبحكم موقعها في المياه المفتوحة لخليج عمان والمحيط الهندي وقربها من مضيق هرمز الاستراتيجي. كما أن موقعها القريب من المضيق يجعلها على مسار معظم خطوط الملاحة البحرية الدولية بين آسيا وافريقيا وأوروبا، وهذا الأمر بالذات يثير اهتمام شركات الرحلات البحرية التي يزداد عدد سفن الركاب والسفن السياحية الضخمة التي ترسلها بانتظام إلى منطقة الخليج للرسو عند شواطئها وفي مرافئها المجهزة. وقال الشيخ سعيد إن المشاركة هذه السنة بجناح كبير في "سوق السفر العالمية 98" هي الثانية لإمارة الفجيرة وهدفها كان "تثبيت وجود الإمارة على خريطة العالم السياحية من خلال التواصل مع العاملين في قطاع السفر والسياحة من شتى بقاع العالم. وقدمنا في المعرض معلومات وفيرة للزائر من خلال مجموعة من الكتيبات والصور والأفلام. وقمنا بالترويج للمعالم السياحية التي تضمها الامارة مثل الشواطىء الجميلة والقلاع والحصون وسياحة المنتزهات البحرية، وأظهرنا كيف أن الفجيرة تنفرد بخاصية المنتزهات والمحميات البحرية". وذكر أن إمارة الفجيرة تحفل بمكتشفات أثرية ومقابر قديمة تعود الى أكثر من 5500 عام، وفيها قلاع وصروح تاريخية كثيرة وجزر تمتد على طول الشاطئ الساحر الذي يبلغ طوله 70 كيلومتراً ويتميز بنظافة شواطئه ومياهه الدافئة، وهو عامل يجذب السياح من ألمانيا والولايات المتحدة وايطاليا وبريطانيا ومن دول الخليج. وأضاف المسؤول السياحي "نركز في مساعينا لاجتذاب فئات السياح على نوعيات معينة ومنتقاة تتمثل في سياحة العائلات في العطل والاجازات، وسياحة الاستجمام والغطس والصيد البحري وسياحة التراث والآثار وسياحة تسلق الجبال والسير في الشعب والأودية والسياحة العلاجية في المنابع وشلالات المياه الكبريتية، وهو ما يميزنا عن غيرنا من الامارات المجاورة". وتابع يقول: "إمارة الفجيرة تعج بالآثار وتعتبر متحفاً للآثار والتراث، وهناك بعض قواسم مشتركة بينها وبين بقية الامارات الست على صعيد المقومات السياحية، إلا أنها نجحت في الآونة الأخيرة في تحسين علاقتها بالأنشطة الدولية الرياضية مما أهّلها لتعتمد كمحطة جديدة للسباقات البحرية العالمية ولا سيما بطولة العالم للزوارق السريعة- الفئة الأولى. وهذا الأمر يعود الفضل فيه إلى التنظيم والإعداد الجيدين. وسبق لنا أن نظمنا في 28-30 الشهر الماضي دورة سباق عالمية وسنعيد تنظيم هذه البطولة كل عام". إلا أنه اعترف بوجود نقص في بعض الخدمات التي تحتاج إلى التفات القطاع الخاص اليها. وقال: "لا شك أن الفجيرة تنقصها البنية الفوقية والتحتية الملائمة لتوسيع رقعة النشاط السياحي بالقدر الذي تتيحه المقومات السياحية والطبيعية الموجودة لدينا. ونحن بدورنا كمكتب سياحة ندعو المستثمرين الخليجيين والدوليين إلى الاستثمار في إمارة الفجيرة ونقوم بتقديم كل التسهيلات والضمانات التي يحتاجها المستثمر السياحي". وزاد: "الفجيرة ما زالت منطقة استثمار بكراً ومحط أنظارالسياح من خلال ما صارت تتمتع به من سمعة طيبة بين الوجهات الاقليمية ومن خلال حملات الترويج التي نقوم بها. ونعترف بأن هذا الوضع ولّد ضغوطاً تمارس علينا في مكتب السياحة من قبل الشركات السياحية الدولية للاسراع في بناء المنتجعات السياحية والفنادق واستيعاب السياح الوافدين الينا". وتبلغ مساحة الإمارة الساحلية 1450 كلم2. وهي تخلو من الصحارى وتتمتع بمناطق شاطئية ساحرة ومرتفعات وهضاب ذات تكوين جيولوجي متباين يحوي أودية وشعاباً تتسلل بينها الشلالات والمنحدرات المائية. وتشكل النشاطات الصناعية والصناعات التحويلية القطاع الرئيسي في اقتصاد الامارة التي تفتقد الى موارد النفط والغاز، تليها التجارة ثم الخدمات الانتاجية، ومنها السياحة، بينما تحتل الزراعة المرتبة الرابعة. ويفوق عدد المستثمرين في امارة الفجيرة الخمسة آلاف. وهي تتميز بامتلاك مواد خام تعتمد عليها صناعات تصديرية عدة من أسمنت ومعادن وزجاج. كما أن تجارتها الخارجية التي تقارب 900 مليون دولار تتخصص بنسبة 47 في المئة في صناعة إعادة التصدير. إلا أن معدلات النمو في الامارة، التي يبلغ عدد سكانها 80 ألفاً، تحتاج الى حفّاز من نوع آخر يكفل زيادة العائد على الموارد الطبيعية التي بقيت خارج دورة الاقتصاد وبعيداً عن نشاطات الاستثمار حتى الآن. وقال الشيخ سعيد: "الآن لدينا خطة لبناء مرافق الخدمات في بعض المواقع الهامة. ومنها، على سبيل المثال، القرى السياحية التي نسعى إلى بنائها بالاضافة إلى مصحة استشفائية يتم فيها استغلال ينابيع المياه الكبريتية التي تراوح درجة حرارتها بين 70 وحتى 75 درجة مئوية. وننوي التوسع في فكرة بناء المصحات العلاجية مستقبلاً، ونفكر أيضاً بجدية في بناء خطوط تلفريك يربط شلالات الوريعة". وأضاف: "هذه الخطوات تمهد لتكامل المنتج السياحي لدينا وتمايزه إن على مستوى الدولة أو الاقليم. والفجيرة يتوافر فيها كل المقومات لتصبح مقصداً سياحياً من الطراز الأول قادراً على تلبية خدمات جميع السياح بمختلف فئاتهم". وكشف عن "التفكير في الاستعانة ببعض الخبرات الرسمية اللبنانية في مجال السياحة وبرامج التطويرالسياحي لتسويق إمارة الفجيرة والترويج لمرافقها السياحية في العالم العربي وخارجه لتكون بذلك السياحة في السنوات المقبلة الرافد الأساسي للدخل القومي للفجيرة"