القدس المحتلة، غزة، لندن - أ ف ب، رويترز - بدأت الاطراف المشاركة في لقاءات لندن بالوصول الى العاصمة البريطانية امس، لكن من دون اوهام وآمال كبيرة في شأن امكان التوصل الى اتفاق في شأن حجم الانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية. فبعد وصول وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت الى لندن في ساعة متقدمة ليل السبت - الاحد، توجه الرئيس ياسر عرفات الى القاهرة لاجراء محادثات مع الرئيس حسني مبارك قبل ان يتوجه والوفد المرافق له الى العاصمة البريطانية حيث سيجري محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ووزير خارجيته روبن كوك ظهر اليوم قبل لقاءاته مع اولبرايت. كذلك وصل امس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى بريطانيا، لكن من دون الحصول على تفويض من الكنيست الاسرائيلية البرلمان في شأن حجم الانسحاب من الضفة. وساد جو من التشاؤم قبل لقاءات لندن، انعكس في التصريحات التي اطلقتها الاطراف كافة. فعلى الجانب الاسرائىلي، قال ديفيد بار ايلان، الناطق باسم رئىس الوزراء لوكالة "رويترز" ان "نتانياهو لم يحصل على تفويض ليبحث في لندن في قضية انسحاب عسكري يكون حجمه اكبر من الذي وافقت عليه الحكومة"، اي 9 في المئة. وقال: "اعتقد ان الادارة الاميركية تعرف موقفنا. من المستحيل تماما ان تقبل اسرائىل انسحابا نسبته 13 في المئة من الضفة، لكنها تأمل في تحقيق بعض التقدم الاضافي في تشغيل المطار الفلسطيني والمنطقة الصناعية في قطاع غزة، لأن ذلك سيشجع على تحريك عملية السلام". وقال ان الانباء التي اشارت الى ان الادارة الاميركية تعتزم نشر تفاصيل مبادرتها لا تقلق اسرائىل، موضحاً: "يتعين البحث في الافكار الاميركية لكننا لن نوافق على تنازلات تعرض امننا للخطر. في المقابل، اذا تحقق تقدم ملموس كما نأمل، فستكون هناك تكملة للقاءات لندن. لكن من اجل تحقيق ذلك، يتعين على عرفات ان يكف عن اطلاق الوعود الفارغة". وعن احتمال عقد لقاء ثلاثي بين اولبرايت وعرفات ونتانياهو، قال بار ايلان: "افترض انه اذا كان هناك تقدم في هذه المحادثات فسيكون هناك احتمال للقاء مشترك، لكن لا يوجد شيء مقرر في الوقت الحالي". وسئل عن التشاؤم الذي ابدته وزيرة الخارجية الاميركية عشية الاجتماعات، فأجاب ان "اولبرايت ربما كانت تنتظر حدوث اختراق في هذه المحادثات، لكننا نفضل التقدم خطوة خطوة". وكان جيمس روبن الناطق باسم اولبرايت صرح بأن الوزيرة الأميركية تجد نفسها امام "مهمة صعبة" لتقريب "وجهات النظر المتباعدة جدا" بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال انه بعد التقارير التي تلقتها الوزيرة من المنسق الاميركي لعملية السلام دنيس روس هاتفيا، فانها لا تشعر بتفاؤل في شأن احتمالات تحقيق انفراج. وعلى الجانب الفلسطيني ايضا ساد جو من التشاؤم، اذ قال عرفات ان نجاح لقاء لندن "يعتمد على كيفية تصرف نتانياهو لانه كما هو معروف، المشكلة هناك وليس في اي مكان آخر". وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث ان "اللقاء مهم وحاسم في وجه التعنت الاسرائيلي واحتمالات نجاحه قليلة".