أكدت القيادة الفلسطينية رفضها عقد قمة ثلاثية عربية تستبعد منها السلطة الفلسطينية. وقال وزير الثقافة والاعلام الفلسطيني السيد ياسر عبدربه في حديث الى "الحياة" في ابو ظبي امس ان عقد مثل هذه القمة "مستحيل" ويجب الا تكون هذه القمة مصغّرة جداً، بل يجب ان تحضرها الأطراف المهتمة بعملية السلام وأطراف اخرى من الخليج والمغرب العربي. واعتبر ان التغيير في القيادة الفلسطينية احتمال وارد. ورحب عبدربه بعقد القمة العربية الموسعة في سورية، وقال ان "دمشق عاصمة عزيزة علينا"، "وكلما كان انعقادها في موقع اقرب الى مركز الصراع، كان للقمة دور وفاعلية اكبر". وشدد على ان عدم التحضير الفعلي للقمة العربية والخروج منها بمجرد اعلان سياسي سيشكل نكسة. ودعا الى ان يكون عنوان القمة العربية المقبلة "قمة القدس". وأكد عبدربه ضرورة الخروج من القمة باتفاق على اجراءات عملية لحماية القدس سياسياً وعلى الأرض، وقال ان هذا يتطلب جهداً عربياً ودولياً. واعتبر ان المفاوضات "لا مستقبل لها ولن تصل الى نتائج لأن هدف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو هو القضاء على عملية السلام. وحض الولاياتالمتحدة على اتخاذ اجراءات فاعلة والضغط على اسرائيل لحملها على القبول بمبادرتها وعدم اقتصار دورها على نيتها الاعلان عن فشلها في العملية السلمية. وأكد عبدربه ان واشنطن لا يمكنها ان تنسحب من عملية السلام لأنه لا يمكنها الانسحاب سياسياً واقتصادياً واستراتيجياً من منطقة الشرق الأوسط. وقال ان واشنطن تهدف من وراء مثل هذه التصريحات الى القول لنا انها تمارس الضغط على اسرائيل. ووصف هذا التصرف بأنه "لون من ألوان الخداع السياسي"، مشيراً الى ان واشنطن تستطيع التأثير على السياسة الاسرائيلية بقرار او اجراء واحد تتخذه حيال الدولة العبرية يتعدى مثل هذه التصريحات. وعن احتمالات تجدد الانتفاضة الفلسطينية مع وجود الشرطة الفلسطينية في مناطق السلطة الفلسطينية، قال عبدربه ان التاريخ لن يكرر نفسه دائماً على طريق الطبعات المنسوخة، مؤكداً وجود اشكال اخرى للعمل الجماهيري والكفاح الفلسطيني تمكن ممارستها. وأكد وزير الثقافة والاعلام الفلسطيني رفض ما يتردد عن اقتراح اميركي بانسحاب اسرائيل مما نسبته 15 في المئة من الضفة في اطار المرحلتين الثانية والثالثة لاعادة الانتشار مجتمعتين. وقال ان هذا "غير صحيح ولم نتسلم مثل هذا الاقتراح، وإذا استلمناه سنرفضه رفضاً قاطعا" لأنه اقتراح "ينتهك اتفاق اوسلو جوهرياً اكثر مما ينتهكه الرفض الاسرائيلي لاقتراح الپ13 في المئة". وزاد ان السلطة الوطنية ستعلن قيام الدولة الفلسطينية منتصف العام المقبل، مؤكداً ان "هذا حق لنا ولن نتنازل عنه". وأضاف ان احتمال التغيير في القيادة الفلسطينية "وارد" مع احتمال استمرار الوضع على ما هو عليه لفترة مقبلة، مؤكداً ضرورة ان يحدث التغيير بطريقة سلسة وطبيعية ومن دون خضات داخلية. وأعرب عبدربه عن اعتقاده بأن التغيير غير مطروح الآن لا فلسطينياً ولا عربياً، وقال: "نرفض اصلاً ان يكون مثل هذا الطرح من جانب طرف غير فلسطيني وأعتقد انه لا يوجد تدخل عربي بهذا الشأن وإذا وجد لا نقبله". وشدد على ضرورة العودة الى التنسيق بين الاطراف المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط، بما فيها سورية ولبنان والسلطة الفلسطينية والأردن ومصر، والدول العربية الأساسية المعنية بمتابعة عملية السلام سواء في الخليج او المغرب العربي. وقال انه لا توجد الآن اي عوائق تحول دون عودة التنسيق. ودعا الى عقد مؤتمر دولي للسلام وقال ان الاقتراح المصري - الفرنسي هو الاقتراح الاكثر قابلية للتحقيق الآن. وذكر ان التحالف الذي اعلن عنه في دمشق بين "حركة المقاومة الاسلامية" حماس و10 فصائل فلسطينية "لا قيمة له" ولا وزن. وأضاف ان "حماس" لن تدخل في أي تجمع او تضع رصيدها في خدمة الآخرين، وانما "تناور" وتحاول "استخدامهم كأحد الروافع من اجل زيادة رصيدها، وهي لا تدخل في تحالف ميت". وأشار الى انه لا ضرورة لعقد المجلس الوطني الفلسطيني في هذه المرحلة، لكن من المهم تفعيل هيئات منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها مثل اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي الفلسطيني. وأكد عدم وجود خلافات مع الأردن في شأن القدس، مشيراً الى ان التطبيع مع اسرائيل واستمرار فتح الأبواب امامها سيشجعها على رفض عملية السلام. وسئل عبدربه: "يدور الحديث فلسطينياً وعربياً عن التغيير في القيادة الفلسطينية، ما هو موقفكم وهل تتوقعون حدوثه، وهل لديكم استعدادات لمواجهة مثل هذا الاحتمال؟ وهل هناك بدائل مطروحة؟". واجاب: "اعتقد انه يجب عدم النظر لهذا الموضوع بأسلوب درامي يحتمل ان يحدث تغيير في القيادة الفلسطينية ويحتمل ان يستمر الوضع على ما هو عليه لفترة مقبلة، المهم في الأمر ان نواصل العمل بشكل أكثر فاعلية من أجل ان تكون لنا مؤسسات فاعلة وإذا حدث تغيير لسبب ما خارج عن ارادتنا، فأن يتم هذا التغيير بطريقة سلسلة وطبيعية ومن دون اي خضات كبيرة داخلية لدينا. الضمانة لذلك المؤسسات. ومع عدم استبعاد وجود احتمال للتغيير على صعيد القيادة فلا أظن ان ذلك مطروح الآن، لا فلسطينياً ولا عربياً، ونحن نرفض أصلاً ان يكون مطروحاً من أي طرف غير فلسطيني".