نددت المملكة بشدة أمس بتصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بشأن القدسالشرقية، وطالبت اللجنة الرباعية للشرق الاوسط بتقديم "توضيحات" حول هذه التصريحات التي "تلقي بشكوكها على عملية السلام برمتها". وقال مصدر مسؤول لوكالة الأنباء السعودية إن «المملكة تابعت باستنكار شديد تصريحات رئيس وزراء سلطة الاحتلال الإسرائيلية التي صادر فيها علناً الحق الفلسطيني والعربي والإسلامي في القدس الشريف دونما أي اعتبار للحقوق الفلسطينية المشروعة وعلى رأسها القدس الشريف المحتل أو اعتبار للجهود الدولية الحثيثة لإطلاق عملية السلام». وواصل المصدر: «مما يثير الدهشة والاستغراب أن يستغل المسؤول الإسرائيلي زيارته للولايات المتحدة للإدلاء بالتصريح وذلك بعد أن تعمد أن يعلن بناء المزيد من المستوطنات غير القانونية وغير الشرعية خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي الأخيرة لإسرائيل، واضاف: «ان المملكة العربية السعودية التي طالما دعت المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته أمام هذه السياسات الإسرائيلية المتعنتة الأحادية الجانب والمناهضة لعملية السلام فإنها تتطلع إلى توضيحات من اللجنة الرباعية الدولية إزاء سياسة العنجهية الإسرائيلية وإصرارها على تحدي الإرادة الدولية وانتهاك قوانينها وتشريعاتها وتجاهل كافة ضمانات وتأكيدات اللجنة الرباعية الدولية خاصة وأن مثل هذه التصريحات تلقي بشكوكها على عملية السلام برمتها وعلى جدية التحركات الدولية القائمة لإطلاق المفاوضات. وكان نتانياهو قد بدأ زيارته لواشنطن يوم الاثنين بإعلانه في كلمة القاها أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (ايباك) -وهي جماعة ضغط قوية موالية لإسرائيل- أن "القدس ليست مستوطنة. انما هي عاصمتنا". فيما تزامنت محادثاته مع اوباما مع انباء جديدة في وسائل الاعلام الاسرائيلية تفيد ان بلدية القدس اصدرت موافقتها النهائية على مشروع مثير للجدل للاستيطان اليهودي كان قد أعلن عنه في يوليو الماضي. وقبيل لقائه اوباما قال نتنياهو إنه يخشى من احتمال تأجيل محادثات السلام في الشرق الأوسط عاما آخر ما لم يسقط الفلسطينيون مطالبتهم بتجميد تام للاستيطان. ونقل عنه متحدث قوله لنانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب وزعماء بارزين في الكونجرس الأمريكي خلال زيارته لواشنطن "ينبغي ألا نكون رهائن لمطلب غير منطقي وغير عقلاني". معتبراً أن "الفلسطينيين يثيرون مطالب جديدة". وفي ذات السياق أكد الرئيس السوري بشار الاسد أمس على اهمية "لم الشمل وتوحيد الموقف العربي" خلال القمة العربية المقررة في سرت (ليبيا) نهاية الاسبوع الحالي، و "انقاذ القدسالمحتلة مما تتعرض له"، كما نقلت عنه وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، وذكرت الوكالة ان الاسد اكد خلال استقباله وزير الخارجية الاماراتي عبدالله بن زايد ال نهيان على "اهمية التركيز خلال القمة على العمل للم الشمل وتوحيد المواقف العربية وانقاذ القدسالمحتلة مما تتعرض له من مخططات اسرائيلية". كما أكد عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية عدم وجود فائدة في التعامل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد التطورات الأخيرة ، وشدد على أن العرب لن يتخلوا عن القدس وأنهم يتمسكون بها أكثر من رئيس وزراء إسرائيل مئة مرة وقال موسى في تصريحات له قبيل مغادرته إلى مدينة سرت الليبية حيث تعقد القمة العربية مطلع الأسبوع المقبل :"لقد تابعنا التطورات الأخيرة في فلسطين والممارسات الإسرائيلية بالقدس ، وستبحث القمة العربية كل الحقائق والتطورات وسنرى ماذا ستثمر قمة القادة العرب"، وأضاف أن "سحب مبادرة السلام العربية التي تم إطلاقها في قمة بيروت 2002 مطروح على القمة التي تشارك فيها كل الدول العربية دون استثناء ومعظمها على مستوى القادة"، مؤكدا أن "الموقف الإسرائيلي المتشدد لن يدفعنا لتغيير رأينا والتخلي عن القدس"، وحول طرح الإمارات لعملية اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح على القمة ، قال موسى: "ربما تكون الإمارات طلبت ذلك مؤخرا ولكنها لم تطلبه من قبل". فيما أدان رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أمس تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو التي هدد فيها بتأجيل المفاوضات إذا ما تمسك الفلسطينيون بمطلبهم وقف الاستيطان. وقال عريقات في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين الرسمية "إن نتنياهو بتصريحاته يبدي تحديا للإدارة الأمريكية واللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط وكذلك المجتمع الدولي بتصريحاته التي اختار فيها الاستيطان ونبذ السلام". وذكر عريقات أن السلطة الفلسطينية تتوقع تسلم إجابات من الجانب الأمريكي اليوم بشأن مطالبها بوقف الاستيطان قبل أن تحدد موقفها من موضوع المفاوضات مع إسرائيل، وأكد أنه إذا ما تسلمت السلطة أجوبة غير واضحة بشأن مطالبها وقف الاستيطان فإن الأمر سيعرض على القيادة الفلسطينية والقمة العربية التي ستعقد في ليبيا لاتخاذ موقف بشأن أي موقف إسرائيلي. من جهة أخرى أدان عريقات بشدة المشروع الاستيطاني الإسرائيلي الجديد القاضي بإقامة وحدات سكنية في حي الشيخ جراح بمدينة القدس ، مشددا على "أن هذا الإعلان ينطوي على تحد سافر يهدف لتحطيم جهود السلام المبذولة". وقال المسؤول الفلسطيني إن نتنياهو "وكما يبدو يريد المفاوضات لمجرد المفاوضات وهو يريد القول إن برنامج حكومتنا هو الإملاءات وإقامة المستوطنات والاقتحامات والاغتيالات والاعتقالات والحصار والإغلاق".