سيذكر منتخب هولندا بالخير دائماً لأنه أول من ابتكر طريقة الكرة الشاملة بقيادة مدربه رينوس ميكلز وقائده يوهان كرويف وإن لم يكن ذلك الابداع كافياً للفوز باللقب، لأنه كان من نصيب المانيا الغربية صاحبة الضيافة. واختيرت المانيا الغربية على هامش أولمبياد طوكيو 64 لاستضافة مونديال 74 وهي التي كان مقرراً أن تحتضن مسابقة 42 لولا الحرب العالمية الثانية، ولأن البرازيل احتفظت بكأس جول ريميه إلى الأبد لفوزها بها ثلاث مرات وضعت كأس جديدة اطلق عليها اسم الاتحاد الدولي، الذي بات يتزعمه رئيس جديد هو البرازيلي جواو هافيلانج الذي هزم الانكليزي السير ستانلي راوس في الانتخابات. وهافيلانج بلجيكي الأصل، درس المحاماة وهو رجل أعمال ناجح، وكان رئيساً للاتحاد البرازيلي عندما أحرز المنتخب كأس العالم في 58 و62 و1970. وأجريت مسابقة لاختيار كأس جديدة وقدم 53 مشروعاً واختير في 5 نيسان ابريل مشروع قدمه النحات الايطالي سيلفيو غاتزانيغا. والكأس الجديدة من الذهب الخالص تزن 5 كلغ وارتفاعها 36 سم وعرضها من القاعدة 13 سم وأقصى عرض لها هو 15 سم، كلفت 100 ألف دولار وهي تمثل رياضيين اثنين نافرين مرفوعي الأيدي، ويعبر وجه كل منهما عن نشوة الانتصار. وقال النحات عن تحفته: "خطوط الكأس تبدأ من القاعدة ثم تنفر بقوة لتعبر عن روح المسابقات الرياضية بكل ما فيها من قوة وطهارة". وعندما تحرز إحدى الدول الكأس تحتفظ بها أربع سنوات ثم تعيدها إلى الاتحاد الدولي الذي يمنحها كأساً بديلة مطابقة للنسخة الأساسية، ما يعني أن المنافسة على الكأس الجديدة ستبقى مستمرة مهما بلغ عدد مرات فوزها بها. وعام 1974 عرف الكثير، إذ أحرز عملاق كرة المضرب السويدي الشاب بيورن بورغ لقبه الأول في سن الثامنة عشرة في رولان غاروس، وانتزع جاك انكيتيل بطولة دورة فرنسا الدولية للدراجات للمرة الخامسة والأخيرة، واستعاد محمد علي بطولة العالم في الملاكمة للوزن الثقيل بفوزه على جورج فورمان بالضربة القاضية في الجولة السادسة في زائير، واستقال الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون بعد سنتين من إعادة انتخابه بسبب فضيحة ووترغيت فخلفه جيرالد فورد، وتوفي الرئيس الفرنسي جورج بومبيدو فانتخب فاليري جيسكار ديستان خليفة له، واستقال أيضاً المستشار الألماني فيلي برانت فجاء مكانه هلموت شميت، ولم يعد هيلاسيلاسي امبراطوراً لاثيوبيا بعد انقلاب عسكري، وتسلم المدنيون الحكم في اليونان من العسكريين. وشاركت في تصفيات المونديال 90 دولة منها 24 افريقية، وكانت البطاقة من نصيب زائير. وشارك في التصفيات من عرب افريقيا مصر والمغرب والسودان وتونس والجزائر، ولم يشارك أحد من عرب آسيا وكانت البطاقة من نصيب استراليا. ومن أميركا الجنوبية نجحت الأرجنتين والاوروغواي وتشيلي التي أقصت الاتحاد السوفياتي في دور حاسم. وبعد تعادل سلبي في موسكو رفض السوفيات خوض مباراة الاياب في سانتياغو بحجة أن الملعب كان يستخدم سجناً، بيد أن الاتحاد الدولي رفض اقامة المباراة على أرض محايدة، فتأهلت تشيلي. كذلك تأهلت هايتي للمرة الأولى. وفي أوروبا، حجزت المانياالشرقية بطاقة للمرة الأولى، وهو ما فعلته هولندا أيضاً في ترجمة لتفوق قطبيها اياكس وفيينورد أوروبياً وبوجود كريوف ثالث الكبار باعتراف الكثيرين بعد بيليه ودي ستيفانو، وأبعدت بولندا انكلترا 2- صفر و1-1، وتأهلت للمرة الأولى منذ 1938 عن القارة الأوروبية. الشرقيون هزموا الغربيين ووزعت المنتخبات بالقرعة الموجهة مع نظام جديد رفع عدد المباريات من 32 إلى 38 مباراة وبلغ متوسط عدد المتفرجين في المباراة الواحدة أقل بقليل من 47 ألف متفرج، وهو رقم قياسي. في المجموعة الأولى، حققت المانيا الغربية فوزاً باهتاً على تشيلي بهدف يتيم لبول برايتنر أمام 87 ألف متفرج بتسديدة من 25 متراً مع أن التشيلي كارلوس كازيلي طرد في الدقيقة 69، ثم خاضت المانياالشرقية مباراتها الأولى في تاريخ النهائيات وهزمت استراليا بهدفين ثم تعادلت وتشيلي 1-1، وتعادلت تشيلي مع استراليا سلباً، ولم تعد هناك أهمية عملية للمباراة الأخيرة بين الألمانيتين باعتبار أنهما تأهلتا معاً إلى الدور الثاني، إلا على صعيد الهيبة. وفي مباراة تاريخية، سقطت المانيا الغربية أمام الشرقية بهدف سجله شبارفاسر أمام 60200 متفرج في الدقيقة 77 إثر تمريرة من لاوك الذي قطع ثلثي الملعب. واختلف الاسلوب كلياً لأن الغربيين يلعبون كرة أرضية بالمسطرة ويكثرون من التمريرات الثنائية، أي كرة نموذجية بقيادة بكنباور، بغض النظر عن الخسارة، في حين كانت السرعة والروح القتالية والعناد والدفاع المكثف والهجمات المرتدة أسلحة للشرقيين. بريء يطرد! وللمرة الأولى لم تكن الدولة المضيفة طرفاً في مباراة الافتتاح وقد خاضتها يوغوسلافيا ضد البرازيل حاملة اللقب، فكانت من مستوى عادي ويستدل على ذلك من نتيجتها السلبية. وفازت اسكتلندا أيضاً على زائير بهدفين، واحتسب الحكم الهولندي فان غيمرت 54 ركلة حرة في لقاء البرازيل واسكتلندا من دون أن يترجم أي منها إلى هدف، واكتسحت يوغوسلافيا اسكتلندا التي تحول دفاعها إلى شوارع بتسعة أهداف. والطريف أن زائير احتجت على صحة الهدف الرابع، فلم يلق احتجاجهم قبولاً من الحكم الكولومبي دلغادو فركله الزائيري مويبو في ظهره فدار الحكم وطرد لاعباً آخر هو نداي البريء. وفازت البرازيل على زائير بثلاثة أهداف وتعادلت يوغوسلافيا واسكتلندا. وفي عرض أشبه برقصة "باليه" أشرف عليه كرويف ببراعة، فازت هولندا على الأوروغواي بهدفين في لقاء من جانب واحد، ولولا تألق الحارس مازوركيفيتش لتضاعفت غلة الهولنديين، وخلا لقاء السويدوبلغاريا من الأهداف، وتعادلت هولندا والأوروغواي سلباً أيضاً والأوروغواي وبلغاريا 1-1، ثم استعرض الهولنديون من جديد فهزموا البلغار 4-1 واكتسحت السويد الأوروغواي بالثلاثة. وفي المجموعة الرابعة، تقدمت هايتي على ايطاليا بهدف في الدقيقة 46، وكان أول هدف يهز شباك الحارس دينو زوف منذ 1143 دقيقة، ثم ضرب ريفيرا وبينيتي واناستازي فتفادى الايطاليون المفاجأة. وتغلبت بولندا على الارجنتين 3-2، وأثبتت أنها جديرة بذهبية أولمبياد ميونيخ 1972، وأن اقصاءها انكلترا في التصفيات لم يكن ضربة عشوائية، ثم هزمت هايتي بسبعة أهداف ولم يسمح للهايتي جان جوزف بخوض اللقاء لتناوله منشطات، وقد كانت كلمة مجهولة كلياً. وأمام 73 ألف متفرج منهم 50 ألف ايطالي، تعادلت الأرجنتينوايطاليا 1-1، وكان يكفي ايطاليا ان تتعادل وبولندا لتتأهل لكن بولندا فازت 2-1 ثم تغلبت الارجنتين على هايتي 4-1 وتأهلت بدورها. درس هولندي وفي الدور الثاني، الذي ضم مجموعتين، لقنت هولنداالأرجنتين درساً قاسياً وهزمتها بأربعة أهداف، وكانت هزمتها 4-1 ودياً قبل أسابيع قليلة، ثم قدمت البرازيلوالمانياالشرقية عرضاً باهتاً، فازت فيه الأولى بهدف لريفيلينو، وتغلبت هولندا على المانياالشرقية التي تسمرت داخل منطقة جزائها 90 دقيقة بهدفين لنيسكنز ورنسنبرينك شبيه كرويف. وفي لقاء الجارتين فازت البرازيل على الأرجنتين بهدفين لواحد، وانتزعت هولندا المركز الأولى في المجموعة الأولى بفوزها على البرازيل بهدفين لواحد، ففقدت البرازيل لقبها، في حين بلغت هولندا المباراة النهائية للمرة الأولى بفضل تحركات لاعبيها في جميع جنبات الملعب غير عابئين بالمراكز وقدرتهم على تناقل الكرة من لمسة واحدة واتقانهم احتلال الأماكن الشاغرة، وهي مهارة في حد ذاتها لكنها "شديدة"، ولأن الأرجنتين تعادلت والمانياالشرقية 1-1 حلت البرازيل ثانية. بكنباور الملهم وفي المجموعة الثانية، بلغ القلق لدى الألمان الغربيين الذين لم يكونوا في مستوى مقتنع في الدور الأول حداً دفع اللاعبين إلى التدخل لدى المدرب هلموت شون لحل عدد من المشكلات منها اخراج غونتر نيتسر واشراك راينر بونهوف مكانه، مع أنه لم يخض أكثر من 4 مباريات دولية، واعطاء الفرصة لهولتسباين وهرتسوغ وفيمر أيضاً، فوافق شون وتغلبت المانيا على يوغوسلافيا بهدفين، ثم فازت بولندا على السويد بهدف للاتو في الدقيقة 38، وسنحت الفرصة أمام السويد لتتعادل عندما منحت ركلة جزاء، وعندما رد الحارس البولندي المتألق توماتشيفسكي محاولة ستافان تابر صافحه الأخير. وفازت المانيا على السويد 4-2 وبولندا على يوغوسلافيا 2-1. وفي اللقاء على المركز الأول في المجموعة بين المانيا وبولندا تحولت أرض الملعب إلى مستنقعات، فخاض المنتخبان مباراة صعبة واستعجل البولنديون الفوز، لأن فارق الأهداف لم يكن في مصلحتهم، ورد الحاس سيب ماير محاولتين للاتو وغادوشا، وأهدر أولي هوينس ركلة جزاء لألمانيا في مطلع الشوط الثاني، لكن زميله غيرد مولر لم يفوّت الفرصة في الدقيقة 75. وفي لقاء هامشي فازت السويد على يوغوسلافيا بهدفين لواحد. توقعات خابت وحلت بولندا ثالثة بفوزها على البرازيل بهدف للاتو بعدما ركض 35 متراً وتوج هدافاً للكأس. وعلى ملعب ميونيخ الأولمبي أمام 75 ألف متفرج منهم 7 آلاف هولندي، وقبل أن يتطلع كل متفرج إلى يمينه ويساره ليتعرف على من يجلس إلى جانبه، شق كرويف طريقه بسرعة متخطياً حارسه الأمين فوغتس مدرب المانيا الحالي فعرقله أولي هوينس داخل المنطقة واحتسب الحكم الانكليزي جون تايلور، وهو جزار من ولفرهامبتون، ركلة جزاء صحيحة، ترجمها يوهان نيسكنز هدفاً لا يرد. وربما يكون من سوء طالع المنتخب البرتقالي أنه سجل هدفاً مبكراً جداً، لأنه أثار حفيظة أصحاب الأرض ومسهم في كرامتهم وشحذ من هممهم، فتسارع ايقاعهم ولم يجارهم فيه الضيوف. والقاعدة التي فرضتها كأس العالم 1950 و1954 أثبتت أن المباراة النهائية لا تعترف بالتوقعات وليس لها امان. وتحت وطأة الضغط احتسبت للألمان ركلة جزاء في الدقيقة 25 حين أوقع فيم يانسن بيرند هولتسنباين داخل المنطقة وتكفل برايتنر بمعادلة النتيجة، فارتفعت ثقة المضيفين بأنفسهم وسجل لهم مولر هدفاً ثانياً قبيل نهاية الشوط الأول. وفي الشوط الثاني، تراجع كرويف إلى الخلف أكثر ليهرب من رقابة فوغتس، لكن اليوم لم يكن يوماً هولندياً، خصوصاً مع إهدار جوني ريب فرصة من انفراد وصد الحارس ماير أكثر من كرة خطيرة. وابتسمت كأس العالم في النهاية لألمانيا التي استرجعت لقباً غاب عنها 20 عاماً، ولم تبتسم لهولندا التي قدمت رقصة بالية منقوصة. وكانت المانيا توجت بطلة لكأس الأمم الأوروبية 1972 وضم منتخباها 1972 و1974 ستة من نادي بايرن ميونيخ هم بكنباور وهوينس وشفارتسنبيك وبرايتنر ومولر وماير. نتائج وهدافون اقيمت 38 مباراة في الكأس العاشرة سجل فيها 97 هدفاً بمعدل 55،2 هدف في المباراة الواحدة، منها 7 أهداف للبولندي غريغورش لاتو. وهنا النتائج والهدافين: - المجموعة الأولى: المانيا الغربية 1 برايتنر - تشيلي صفر المانياالشرقية 2 كوران خطأ في مرمى منتخبه وشترايخ - استراليا صفر المانياالشرقية 1 أوفمان - تشيلي 1 اهومادا المانيا الغربية 3 أوفيرات وكولمان ومولر - استراليا صفر تشيلي صفر - استراليا صفر المانياالشرقية 1 شبارفاسر - المانيا الغربية صفر. - المجموعة الثانية: البرازيل صفر - يوغوسلافيا صفر اسكتلندا 2 لوريمر وجوردان زائير صفر يوغوسلافيا 9 باييفيتش 3 ودرازيتش وسورياك وكاتالينسكي وبوجيسيفيتش وأوبلاك وبتكوفيتش - زائير صفر البرازيل صفر - اسكتلندا صفر البرازيل 3 جرزينيو وريفيلينو وفالدوميرو - زائير صفر اسكتلندا 1 جوردان - يوغوسلافيا 1 كارازي - المجموعة الثالثة: السويد صفر - بلغاريا صفر هولندا 2 ريب 2 - الاوروغواي صفر هولندا صفر - السويد صفر بلغاريا 1 كوليف - الاوروغواي 1 بافوني هولندا 4 نسكنز 2 من ركلتي جزاء وريب ودي يونغ - بلغاريا 1 كرول خطأ في مرماه السويد 3 ادستروم 2 وساندبرغ - الأوروغواي صفر - المجموعة الرابعة: ايطاليا 3 ريفيرا وبينيتي وأناستازي - هايتي 1 سانون بولندا 3 لاتو وتسارماش - الأرجنتين 2 هيريديا وبابنغتون بولندا 7 تسارماش 3 ولاتو ودينا وغورغون وغادوشا - هايتي صفر ايطاليا 1 بروفومي خطأ في مرمى منتخبه - الأرجنتين 1 هاوسمان بولندا 2 تسارماش ودينا - ايطاليا 1 كابيللو الأرجنتين 4 يازالدي 2 وهاوسمان وايالا - هايتي 1 سانون الدور الثاني: - المجموعة الأولى: هولندا 4 كرويف 2 وكرول وريب - الأرجنتين صفر البرازيل 1 ريفيلينو - المانياالشرقية صفر البرازيل 2 ريفيلينو وجرزينيو - الأرجنتين 1 برنديزي هولندا 2 نسكنز ورنسنبرينك - المانياالشرقية صفر هولندا 2 نيسكنز وكرويف - البرازيل صفر الأرجنتين 1 هاوسمان - المانياالشرقية صفر - المجموعة الثانية: المانيا الغربية 2 برايتنر ومولر - يوغوسلافيا صفر بولندا 1 لاتو - السويد صفر بولندا 2 دينا من جزاء ولاتو - يوغوسلافيا 1 كارازي المانيا الغربية 4 اوفيرات وبونهوف وغرابوفكسي وهوينس من جزاء - السويد 2 ادستروم وساندبرغ المانيا الغربية 1 مولر - بولندا صفر السويد 2 ادستروم وتورستنسون - يوغوسلافيا 1 سورياك - المركز الثالث: بولندا 1 لاتو - البرازيل صفر. - المباراة النهائية: المانيا الغربية 2 برايتنر من جزاء ومولر - هولندا 1 نيسكنز من جزاء.