بعد الفن البرازيلي المعتمد على الهجوم فقط في مونديال 1970 بالمكسيك ، ظهر في مونديال 1974م في ألمانياالغربية ما يسمى بالكرة الشاملة من اختراع هولندي بحت ويعتمد هذا التكتيك الفني الجديد على قيام المدافعين بأدوار المهاجمين والعكس، وقدم الهولنديون كرة مميزة ومثيرة وخسروا في النهائي بصعوبة، وضم المنتخب الهولندي العديد من النجوم على رأسهم الطائر يوهان كرويف أحد أساطير كرة القدم وأساتذتها المبدعين والذي حقق مع أياكس دوري أبطال أوروبا في السنوات الثلاث الأخيرة قبل المونديال شارك في مونديال المانيا 16 فريقاً تأهل بطل كل مجموعة ووصيفه إلى الدور الثاني الذي أقيم بنظام المجموعتين على أن يلعب المتصدران على النهائي ، في الدور التمهيدي خسر البلد المضيف من جارتها الشرقية بهدف نظيف وسحقت يوغسلافيا زائير 9 - صفر وفازت بولندا على هاييتي 7 -صفر ، وحققت بولندا نتائج مميزة فتصدرت مجموعتها بثلاثة انتصارات على إيطاليا والأرجنتين مع هاييتي، في مجموعة الدور الثاني للبطولة فازت هولندا على الأرجنتين 4 / صفر كما هزمت البرازيل وألمانياالشرقية بهدفين نظيفين، في النهائي التقت ألمانياالغربية بمنتخب هولندا في مباراة مثيرة بميونخ يوم الأحد 7 يوليو 1974م ، بعد مرور 50 ثانية حصل كرويف على ركلة جزاء ترجمها بنجاح يوهان نيسكنز قبل أن يلمس الكرة أي لاعب ألماني وسط صدمة مدوية بين الجماهير الألمانية التي قدر عددها ب 75ألف متفرج ، وبعد الهدف زادت فرص الهولنديين للتسجيل ولكن دفاع ألمانيا صمد بقيادة القيصر فرانز بيكنباور حتى تعرض المهاجم الألماني بيرند هولتسنباين لعرقلة داخل منطقة الجزاء في الدقيقة 26 ونجح المدافع بول برايتنر في تسجيل التعادل للألمان، وقبل نهاية الشوط الأول بدقيقتين نجح الثعلب الماكر جيرد مولر في استغلال هفوة دفاعية ومنها سجل الهدف الثاني لألمانياالغربية ، وعندما أطلق الحكم الإنكليزي جاك تايلور صافرته معلناً نهاية الشوط الأول دخل كرويف في جدال معه مما حدا بالحكم إلى إنذار كرويف ليكون أول لاعب في التاريخ يتلقى إنذاراً خارج وقت اللعب. في الشوط الثاني عزف الهولنديون سيمفونية رائعة من الأداء الفني واللعب الممتع ولكن نقصهم من يترجم الفرص إلى أهداف مع تألق الحارس الألماني العملاق سيب ماير وأمامه بيكنباور وعتاولة دفاع ألمانيا ، وكاد الألمان أن يقضواعلى الأمل الهولندي عندما سجل مولر هدفاً صحيحاً ألغاه الحكم بحجة التسلل، واستمر هجوم كرويف ورفاقه لكن ذلك تكسر على الصخرة الألمانية كما حدث لبوشكاش وفرقته المرعبة في مونديال 1954 م مع اختلاف عناصر الدفاع الألماني، وهكذا عرفت ألمانيا بمنتخب الإرادة والصلابة واستحقت الكأس لوقوفها في وجه هجوم هولندا ولعبها الشامل الممتع وإن لم تكن هي الأخرى تستحق الخسارة نظير ماقدمته حتى أن الصحف العالمية الصادرة في اليوم التالي للنهائي وصفت هولندا بأفضل منتخب خاسر ، وهكذا انتهى مونديال 74 بظهور كرويف والكرة الشاملة ومتابعة قياسية للنهائي عبر الشاشة الفضية بلغ في النهائي 800 مليون مشاهد حول العالم استمتعوا بهجوم هولندا وصلابة ألمانيا.