استمر أمس مسلسل العنف في الجزائر. وفي وقت ذُكر ان ثمانية من قتلى مجزرة ولاية البليدة الثلثاء أُحرقوا أحياء، أعلن وزير الداخلية السيد مصطفى بن منصور ان بطاقات الهوية يجب ألا تحمل صوراً لأشخاص ملتحين، مؤكداً بذلك تعليمات وُزّعت على إدارات الدولة. وجاء موقف بن منصور في رده أمس على أسئلة شفوية قدمها اليه، والى وزيرين آخرين، ستة نواب ينتمون الى ثلاثة أحزاب هي حركة مجتمع السلم والتجمع من أجل الثقافة والديموقراطية وحزب العمال. ونفى وزير الداخلية وجود "مفقودين" في الجزائر، لكنه قال انه تسلم رسالة من حزب العمال تتضمن معلومات عن 14 حالة لاشخاص "مفقودين" داعياً هذا الحزب الى تقديم كل المعلومات عن هؤلاء ليتم التحقق من وضعهم. لكن رئيسة الحزب السيدة لويزة حنون استغربت رد الوزير وأكدت ان الملفات التي سُلّمت الى السلطات تتضمن معلومات موثّقة عن حالات الاختفاء. كذلك استغربت ان ينفي الوزير وجود مفقودين في حين تشير إحصاءات المرصد الوطني لحقوق الانسان الى وجود نحو 800 حالة. أما وزير الخارجية السيد أحمد عطاف فنفى، في رده على أسئلة النواب، ان تكون للجزائر علاقات أمنية بحلف شمال الاطلسي الناتو، مؤكداً ان للجزائر علاقات مع دول المنتدى المتوسطي ومسار برشلونة. وحمّل وزير النقل في المقابل فرنسا مسؤولية ما سمّاه التذبذب في الرحلات الجوية منها واليها. وأعلن ان وفداً من الوزارة سافر الى فرنسا الاربعاء الماضي لتوعية الجالية الجزائرية بوضع الطيران الجزائري. الوضع الأمني وعلى الصعيد الأمني ا ف ب، رويترز، أفادت الصحف الجزائرية أمس ان اربعة حراس بلديين وإسلاميين مسلحين قتلوا ليل الثلثاء - الاربعاء في اشتباك وقع قرب مدينة الشلف جنوب غربي العاصمة. واوضحت الصحف ان الحراس البلديين الاربعة وقعوا في مكمن عندما كانوا عائدين من مهمة حراسة خارج قرية ابو حسان واصيب آخر وعدد من المهاجمين بجروح. وهذا هو الهجوم الثالث على قوات الامن منذ الاحد الماضي حين قتل خمسة من رجال الشرطة على حاجز في مدينة تيغزيرت قرب تيزي وزو في بلاد القبائل شرق العاصمة. وقتل ثمانية عسكريين في مكمن نصبته جماعة مسلحة في بلدية جبابرة المطلة على قرية مفتاح 25 كلم جنوب شرقي العاصمة. ونقلت أمس وكالة "فرانس برس" عن شهود ان ثمانية من الضحايا ال 11 الذين سقطوا ليل الثلثاء - الاربعاء في هجوم على قرية مقطع الازرق قرب البليدة، قُتلوا بعدما احرقوا احياء. وروى الشهود الذين كانوا محتشدين عند مدخل مستشفى بوفاريك التي نقلت اليها الجثث، ان المهاجمين كانوا "بالعشرات" وانهم دخلوا القرية في غفلة من "الوطنيين" المسلحين الذين يتولون حماية القرى. وقال رجل في الاربعين من العمر: "هاجموا قرابة منتصف الليل المنازل الثلاثة الاولى في القرية، واضرموا فيها النيران مما ادى الى احراق من بداخلها من رجال ونساء واطفال احياء، وذبحوا كل من كان يحاول الفرار". ومقطع الازرق هي قرية جبلية كبيرة مطلة على حمام ملوان في منطقة البليدة التي تقع على مسافة خمسين كيلومتراً من العاصمة، والتي ينشط فيها اعضاء "الجماعة الاسلامية المسلحة" بزعامة عنتر الزوابري. أما وكالة "رويترز" فنقلت عن أحد سكان القرية ان اكثر من 60 متمرداً مسلحاً اشتركوا في المجزرة. وقال: "كانت مذبحة رهيبة ... ذبح سبعة اطفال اعمارهم بين خمسة اعوام وعشرة أعوام ... ودمر الارهابيون منازل عدة واشعلوا النار في ممتلكات المزارعين". وقال فلاح عمره 60 عاماً طلب الا ينشر اسمه ان المنطقة يسكنها نحو الفي نسمة معظمهم "فلاحون فقراء". وقال مزارع آخر: "في هذه المنطقة كثيراً ما يرتكب اعضاء الجماعة الاسلامية المسلحة بزعامة عنتر الزوابري جرائمهم لاسكات الفلاحين او مطاردتهم ... لضمان السيطرة الكاملة على المنطقة". وقد تدخل الجيش و"الوطنيون" بعد بدء المجزرة. ففر المهاجمون تاركين وراءهم ستة قتلى من رفاقهم. وعثر بين القتلى الستة على جثتي فتيين لم تنبت لحيتاهما بعد. اما الباقون فكانوا ملتحين ويرتدون زياً افغانياً. وكانت اجهزة الامن اعلنت في وقت سابق ان ضحايا الهجوم قتلوا ب "طريقة جبانة"، وان قوات الامن بدأت عملية بحث عن الجناة وتمكنت من "تصفية ستة ارهابيين".