صدرت اخيراً لمدير معهد اوكسفورد لدراسات الطاقة روبير مابرو دراسة حول الازمة النفطية في 1998، وهي تحليل للعوامل التي أدت الى انخفاض اسعار النفط، وتتضمن توصيات للدول المنتجة. حول هذا الموضوع حاورته "الحياة". يقول مابرو ان السبب الاساسي وراء انخفاض الاسعار هو زيادة انتاج النفط بنسبة كبيرة العام الماضي وفي الاشهر الثلاثة الاولى من السنة الجارية، وذلك بعد السماح للعراق بزيادة كمية النفط المسموح له بتصديرها بنحو 600 الف برميل يومياً في 1997. ويضيف انه سجلت زيادة انتاجية من خارج "اوبك" ولكن معدلها في 97 كان أقل من 96. كما سجلت زيادات في انتاج دول "اوبك" نتيجة السياسة الاستثمارية الضخمة في دول مثل فنزويلا وقطر والجزائر، اضافة الى تأثر الطلب سلباً بسبب الازمة الاقتصادية الآسيوية، وموسم الشتاء المعتدل في اوروبا الشمالية والولايات المتحدة، ما ادى الى فائض انتاجي وتراكم في المخزون. وذكّر مابرو بأن مؤتمر "اوبك" في جاكرتا نهاية تشرين الثاني نوفمبر 97 سمح للدول الاعضاء برفع حصصها الانتاجية بنحو 10 في المئة لكل دولة ابتداء من مطلع 1998. وكان لهذا القرار تأثيران، الاول ان السوق النفطية فهمت من القرار ان دول المنظمة تنوي زيادة انتاجها مهما كان الضرر على الاسعار ومهما كانت تطورات الطلب، "وكان هذا تحليلاً خاطئاً بالطبع". اما التأثير السلبي الآخر فمرده الى ان الدول الاعضاء بدأت بتطبيق الزيادة ابتداء من مطلع السنة الجارية، فيما لم تخفض الدول التي كانت تنتج اكثر حتى من حصتها الجديدة مثل فنزويلا انتاجها، ما ادى الى اختراق الانتاج السقف المحدد في جاكرتا ورفع كمية المعروض من النفط في السوق مطلع 98. ويؤكد مابرو في دراسته قناعته بأن هناك مبالغة في الارقام المتداولة حول انتاج "اوبك" في 97 و98، فالانتاج الحقيقي للمنظمة في الفترة المذكورة كان اقل بنحو 500 الف برميل يومياً من الارقام المتداولة، كما ان زيادة المخزون العالمي منذ مطلع 97 وحتى نهاية آذار 98 ليست 500 مليون برميل كما يشاع بل تقدّر بنحو 300 مليون برميل في اقصى حد، اضافة الى ان جزءاً من هذا المخزون تملكه الدول المنتجة التي لم تتمكن من بيع كامل انتاجها مثل المكسيكوفنزويلا. وهذا المخزون لا تأثير سلبياً له على السوق اذا تصرفت الدول به عقلانياً. ويقول مابرو ان كمية المخزون التي تشكل خطراً على السوق لأنها خارج سيطرة الدول المنتجة، لا تتعدى ال 150 مليون برميل. وترى الدراسة ان اجتماع الرياض كان مهماً جداً لانه ادى الى قيام حوار بين فنزويلا والسعودية، اضافة الى ان المكسيك لعبت دوراً مهماً فيه، ما يعني ان الدول المنتجة من خارج "اوبك" بدأت تشعر ان لديها مصالح مشتركة مع المنظمة. وتقترح الدراسة تعديلاً في سياسات المنتجين وانشاء هيكل للتشاور بين "اوبك" والمنتجين من خارجها، ليس من الضروري ان يكون معتمداً على ركيزة مؤسساتية لأن الاشهر الثلاثة الماضية اظهرت ان هناك مصالح مشتركة قوية بين الطرفين. وتقترح الدراسة ايضاً ان تكون اي سياسة نفطية مبنية على الصادرات وليس على الانتاج لأن الصادرات هي ما يهم السوق العالمية. للحصول على نص الدراسة الاتصال ب: Oxford Institute For Energy Studies 47 Woodstock Road OX2 6FA, United Kingdom Tel: +4401865311377, Fax: +4401865310527 e-mail:[email protected] www.wolfson.ox.ac.uk/energyhttp//