رحبت طهران أمس بالتزام حركة "طالبان" احترام هدنة في الحرب الاهلية الدائرة في افغانستان ووصفته بأنه "تطور ايجابي". وجاء هذا الموقف غداة اعلان المندوب الأميركي الدائم لدى الاممالمتحدة بيل ريتشاردسون انه توصل الى اتفاق بين حركة "طالبان" والمعارضة على هدنة واجراء محادثات سلام في السابع والعشرين من الشهر الجاري. الى ذلك دعا ريتشاردسون "طالبان" الى السيطرة على الاسلامي المتشدد اسامة بن لادن الذي يقيم في الأراضي الخاضعة للحركة والذي تعتبره الولاياتالمتحدة خطراً على مصالحها في المنطقة. وفي غضون ذلك تحدثت مصادر "طالبان" عن "تصدع" ظهر في صفوف الحركة وأدى الى تضارب بين مواقف قندهار، العاصمة "الروحية" لزعيم الحركة الملا محمد عمر الذي يعتبر رجلها القوي، وبين العاصمة السياسية كابول. فبعد ساعات من الاعلان عن التوصل الى اتفاق بين الموفد الأميركي وقيادة الحركة في كابول ممثلة برئيس المجلس الانتقالي الملا محمد رباني في شأن وقف النار حتى السابع والعشرين من الشهر الجاري والبدء بمفاوضات بين الحركة والمعارضة، وجّه زعيم الحركة رسالة الى الصحافة الباكستانية نفى فيها وجود أي اتفاق، مشدداً على ان المحادثات المفترضة ستكون بين لجنة من علماء من الجانبين لحل المشكلة في اطارها الشرعي. وهذا الطرح يناقض تأكيد المعارضة أن الأزمة سياسية وليست دينية. واعتبر الملا محمد ان ما نُسب الى قيادة الحركة في كابول "إما حُرّف وإما انها تجاوزت صلاحياتها". واستبعد إجراء أي حوار سياسي موسع، داعياً الى ترك المسائل كلها للجنة العلماء. كذلك أعلن رئيس اللجنة الثقافية في قندهار عبدالحي مطمئن ترتبط اللجنة مباشرة بزعيم الحركة انه في حال عدم اعلان المعارضة اسماء مرشحيها الى لجنة العلماء المقترحة، فإن الاتفاق بين الحركة والأمم المتحدة يقصد الولاياتالمتحدة سيعتبر لاغياً. من جهة اخرى أكدت مصادر المعارضة ان قتالاً نشب أمس في قندز شمال افغانستان وان 30 عنصراً من "طالبان" قتلوا وان المعارضة سيطرت على منطقة تسمى علي اباد. طهران ونقلت وكالة "رويترز" عن الاذاعة الايرانية ان الناطق باسم وزارة الخارجية محمود محمدي قال: "اذا قبلت حركة طالبان التزام الهدنة والتفاوض مع المعارضة، فإن ذلك يعتبر تطوراً ايجابياً". واضاف ان طهران "كانت تريد على الدوام الوصول الى هدنة ومباشرة المفاوضات بين الفصائل الافغانية لوضع حد للأزمة". وتابع ان "ايران مستعدة للتعاون فى هذا الشأن مع الاممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الاسلامي". وأعلن ريتشاردسون في مؤتمر صحافي عقده أول من أمس في اسلام آباد انه لم يطلب تسليم بن لادن، لكنه يعتقد ان "طالبان" ستسيطر عليه. وتعتبر الولاياتالمتحدة بن لادن مشتبهاً به في تفجيرات أدت الى سقوط قتلى بين عسكريين أميركيين. وأكد ريتشاردسون ان بن لادن "هدد بالفعل" بمهاجمة بعثات أميركية في المنطقة. وعندما سئل هل وافق زعماء "طالبان" على السيطرة على بن لادن اجاب: "أعتقد انهم وافقوا". وقال المسؤول الأميركي، رداً على تأكيدات "طالبان" ان بن لادن "ضيف" لديها، ان على الضيف ان يلتزم آداب الضيافة. وفي هذا المجال قالت مصادر الحركة لپ"الحياة": "لقد اتفقنا على عدم السماح بأن تكون أفغانستان منطلقاً لنشاطات ارهابية". وقال ريتشاردسون ايضا ان "طالبان" وافقت على تخفيف القيود التي تفرضها على النساء. وتابع: "رأيت اليوم بعيني مآسي الدمار والمأساة الانسانية التي خلفتها 20 عاماً من الحرب ... ان الشيء الذي تشتد حاجة الشعب الافغاني اليه هو السلام. اليوم سافرنا اكثر من الف ميل في انحاء البلاد كلها في سعينا الى تحقيق السلام". وأوضح ريتشاردسون ان "طالبان" قالت انها تريد توسيع التعليم للمرأة الافغانية حتى المستوى الجامعي باستخدام معونات دولية. ويوجد حالياً تعليم محدود للفتيات، فيما منعت النساء من شغل معظم الوظائف. وتقول "طالبان" ان البلاد ليست قادرة على تحمل نفقات ترف تعليم النساء.