في الوهلة الأولى لم يصدق زوار معرض "شام 98" الاعلان الموجود في مدخل جناح "المؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية" الذي يشير الى وجود "مقهى انترنت"، واعتقد معظمهم انها للفرجة فقط فكانوا يسألون الموظف المسؤول: "هل نستطيع فعلاً تجربتها؟" و"هل نستطيع الاتصال بالعالم؟". لكن المسؤول عن "المقهى" السيد غطفان قنديل، قال ان "التجربة كانت تثبت لهم العكس"، وزاد ان عدد الزوار "هائل ما دفعنا الى تحديد مرة ربع ساعة لكل زبون كي يتاح لأكبر عدد تجربتها"، لافتاً الى ان عددهم يصل الى نحو 2500 شخص يومياً، في المعرض الذي من المتوقع ان يزوره نحو 40 الفاً. وما أن وصل احد الزوار الى شاشة الكومبيوتر، حتى قال: "اخيراً اقف وجهاً لوجه مع انترنت منذ سنتين يتكلمون عنها وأنا عندي فكرة نظرية كاملة عنها ولكن الآن وقت التطبيق العملي". اما مهندس الكومبيوتر السيد حسن احمد فقال: "عندما حضرت الى المعرض فوجئت بوجود هذه الاستراحة وقمت بتجربتها، اما اليوم احضرت معي عناوين محددة وقمت بالدخول اليها ومنها برنامج لتعلم اللغة الانكليزية". وهذه أول مرة يتاح للسوريين استخدام انترنت بشكل رسمي وذلك ضمن فعاليات "المعرض الرابع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات" شام 1998. حيث اقامت "مؤسسة الاتصالات" في جناحها "مقهى انترنت" بالتعاون مع "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" لاستقبال الزوار والاطلاع على خدمات انترنت وتمكين الزائرين من تحقيق الاتصال المحلي، والافادة من المشروع الموجود لوصل 250 مؤسسة رسمية قبل تعميمها الى الجمهور. ويشير رئيس دائرة الخدمات الحديثة في "مؤسسة الاتصالات" المهندس مهند علوش الى ان الهدف من المقهى "هو دراسة الأفراد وطريقة استخدامهم ودرجة استيعابهم وسرعة تعاملهم مع انترنت"، لافتاً الى ان التجارب اظهرت "درجة عالية من الوعي اضافة الى العدد الكبير من المواطنين الذين يدخلون الى المواقع دون اي خطأ. وتدل المواقع التي يتصلون بها الى وعي... لأن جميعها مفيد". ويضيف السيد قنديل: "اشعر بحزن عندما ينتهي الوقت المحدد وأطلب من المستخدم ترك الجهاز لغيره لأن الجميع متعطش لهذه التجربة ولا يستطيعون تركها بسهولة". ويغلب على زوار "المقهى" المهندسون والاطباء والكثير من الاطفال وزارت طفلة موقع "والت ديزني". وستستمر هذه التجربة بعد المعرض في عدة مراكز داخل الجامعات مفتوحة للعموم برسوم رمزية وسيستطيع اي فرد ان يدخل على شبكة انترنت والاستفادة من المزايا الكبيرة التي تقدم لكل واحد في مجال عمله اضافة الى خدمة البريد الالكتروني الموجودة حالياً ضمن المحافظات السورية. ويعتبر مشروع الپ"E-Mail" الداخلي الذي تعده الحكومة، خطوة تمهيدية لدخول انترنت الى البلاد حيث يمكن فتحه دولياً في حال صدور قرار رسمي بدخول هذه الخدمة الى سورية. ويقول المهندس علوش "هذه الشبكة منفصلة حالياً عن شبكة انترنت وتنحصر خدماتها داخل سورية، لكنها خطوة اولى ووجودها يقلص الوقت الذي نحتاجه بعد صدور قرار السماح للقطاع الخاص باستخدام الخدمة لافتتاحها فوراً". ويعتقد خبراء ان تأخر دخول انترنت الى سورية كان بسبب تخوف الجهات الرسمية من خطورة "الخرق الثقافي الذي يمكن ان يتعرض له المواطن السوري مع وجود كم هائل من المعلومات المغلوطة والصور الاباحية والاعلانات غير الاخلاقية" غير ان آخرين يرون ان "هذا التخوف غير مبرر لأن الثقافة العربية ليست هشة او ضحلة كي تتعرض للغزو بالاضافة الى ان استخدام العلم بحد ذاته ايجابي ولا خوف من كوننا مجرد مستوردين".