جاكارتا - رويترز - اجتاحت حشود المتظاهرين قطاعات عدة من العاصمة الاندونيسية جاكارتا أمس الخميس وأضرمت النيران في عدد من المباني ونهبت متاجر وحطمت كل ما صادفها. وأطلقت الشرطة وقوات الامن الرصاص في الهواء في اماكن عدة منها جامعة اندونيسيا، ويبدو ان اعمال العنف لم تهدأ بعد يوم من سقوط 12 قتيلاً في تظاهرات مناهضة للحكومة واعمال شغب وحرق ونهب. وأفاد شهود ومسؤولون ان حشوداً هاجمت ودمرت عدداً من المباني التي تملكها شركات تديرها عائلة واصدقاء الرئيس سوهارتو. واشعلت الحشود النيران في معرض لسيارات تنتجها شركة يملكها بامبانج تريهاتموجو الابن الثاني للرئيس سوهارتو. وقال الشهود ان فرعين على الاقل للبنك المركزي الآسيوي، أكبر البنوك الخاصة في اندونيسيا تعرضا للدمار واشعلت فيهما النيران وسط جاكارتا. وتعرضت قاعة عرض سيارات في شركة تيمور التي يملكها أصغر أبناء سوهارتو هوتومو تومي ماندالا بوترا لأضرار جسيمة اثناء احداث شغب في مدينة ميدان شمال جزيرة سومطرة الاسبوع الماضي. وذكر الصليب الاحمر ان خمسة اشخاص على الاقل نقلوا الى المستشفيات. ورأى الصحافيون ثلاثة جرحى ينقلون من مواقع الاحداث. ولزم العديد من سكان شمال ووسط العاصمة منازلهم خوفاً من الحشود الغاضبة. وعملت البنوك بعدد موظفين محدود، وأعادت بقية العاملين الى منازلهم. ولم يتمكن البعض من المغادرة بسبب توقف المواصلات العامة داخل مناطق الاحداث وحولها. واغلق بعض السماسرة مكاتبهم وهبط حجم التعاملات في اسواق المال بشدة. وتصاعد دخان حرائق المباني والمركبات شمال العاصمة التي يبلغ عدد سكانها عشرة ملايين نسمة. وأطلقت الشرطة الرصاص في الهواء لإخلاء الشوارع المكدسة بالزجاج المحطم من نوافذ المتاجر والمباني. وفي جامعة اندونيسيا وسط جاكارتا خرج آلاف الطلاب من الحرم الجامعي والقوا الحجارة علي قوات الامن واضرموا النيران في أحد المباني. كما أطلقت الشرطة الرصاص في الهواء شمال جاكارتا الذي تقطنه غالبية من الصينيين الذين يستهدفون عندما تجتاح الاضطرابات اندونيسيا التي تقطنها غالبية مسلمة بسبب ثروتهم وسيطرتهم على التجارة في البلاد. ونشرت قوات الامن رجالها عند مفارق الطرق في محاولة لاحتواء الاضطرابات ولم يتدخلوا في اعمال الشغب التي أثارتها أعنف ازمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ عقود. وأحرق متجر كبير واحد على الاقل شمال جاكارتا وخرج الناس منه محملين بصناديق الطعام والبضائع المختلفة. وهاجمت مجموعة اخرى متجراً للالات الموسيقية واستخدمت سلماً للوصول الى الطابق العلوي. وقال رجل قبل ان ينضم الى الحشود: "هذا كله نتيجة للازمة الاقتصادية. البطالة متفاقمة هنا". وفي قطاع آخر من المنطقة نفسها بدأت الاضطرابات بقيام تلاميذ المدارس بتظاهرة يحملون لافتة كتب عليها: "يسقط سوهارتو" وحضوا الناس على مشاركتهم. وشاركهم كثيرون وتحولت التظاهرة الى أعمال شغب القى فيها المتظاهرون الحجارة على كل شيء قابل للكسر.