عمت الفوضى جاكارتا التي شهدت امس تظاهرات صاخبة في اتجاه البرلمان ضمت عشرات الآلاف من المواطنين، في حين هاجمت حشود من الفقراء والعصابات المحلات التجارية وأعملت فيها، السرقة والنهب، خصوصاً في الاحياء التي تقطنها الجالية الصينية راجع ص7. وأمر الرئيس يوسف حبيبي الجيش باتخاذ اجراءات حازمة لانهاء الاضطرابات التي "تهدد وحدة البلاد". وبدأ المتظاهرون مسيراتهم في ساعات الصباح الأولى، فيما رابط آلاف من الطلاب طوال ليل الجمعة - السبت خارج أبواب البرلمان. ووقعت اشتباكات عندما حاول الجيش ورجال الشرطة تفريق الحشود، مستخدمين الطلقات المطاط والغازات المسيلة للدموع. ورد المتظاهرون بإلقاء الحجارة، مما ادى الى جرح عشرات. وأقام المتظاهرون متاريس من براميل النفط والصناديق الخشبية، وأضرموا النار فيها وأحرقوا سيارات. لكن اعمال الشغب بدت اقل بكثير مما حصل قبل ستة شهور 13 و14 ايار/ مايو عندما قتل حوالى 1200 شخص وأحرقت مئات من المتاجر. وكشفت الحكومة، الاسبوع الماضي، ان احداث ايار كانت من تنظيم ضباط في الجيش دفعوا لبعض العصابات في مقابل اعمال النهب والسرقة، ويعتقد ضباط في الجيش ان السرقات الحالية غير منظمة. وقال لپ"الحياة" احد ضباط البحرية، العقيد نونو سامبونو، الذي وقف على بعد خطوات من محل تجاري يتعرض للنهب: "كل ما استطيعه هو محاولة اقناع الحشد الغاضب بالعدول عما يفعل". وفي مدينة ميدان انهى حوالى خمسة آلاف طالب احتلالهم المطار، من دون ان تحصل صدامات بينهم وبين الجيش، وبقي المطار مغلقاً امام الرحلات الجوية. وأفاد مسؤولون ان الطلاب اخذوا معهم معدات الكومبيوتر وأجهزة لاسلكي. وكانوا استولوا على المطار مطالبين بنقلهم الى جاكارتا للانضمام الى التظاهرات التي توجه انتقادات عنيفة الى قائد الجيش وايرنتو، معتبرة انه وراء اتخاذ البرلمان أول من امس قراراً بتعزيز دور المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية