مقتل شاب على يد رجال الشرطة كان سبب في بداية أعمال الشغب ( الأولى ) وكالات : امتدت أعمال الشغب، التي بدأت في شمال العاصمة البريطانية لندن السبت الماضي، الى أنحاء عدة من المدينة، ومدن رئيسية أخرى مثل ليفربول وبرمنغهام وبريستول. وفي هذه الأثناء قرر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون قطع إجازته السنوية في إيطاليا ليترأس اجتماعا للجنة الطوارئ الحكومية "كوبرا". وشهدت لندن الليلة الماضية أحداث شغب واعمال سلب ونهب، وأحرقت مبان ومتاجر كبرى في أحياء مثل بيكام وكرويدون في الجنوب وايلينج في الغرب وهاكني فى الشرق. واقتحم شباب يرتدون ملابس ذات اغطية للرأس ويضعون اقنعة باقتحام المراكز التجارية الكبرى ونهب كل ما تطاله ايديهم بينما تكافح الشرطة للتعامل مع حجم الاضطرابات الهائل فى العاصمة البريطانية. وتم تطويق منطقة هاكني شرقي لندن، بعدما قام عدد من الشباب، مسلحين بمضارب البيسبول، بتحطيم نوافذ المتاجر. وفي إيلينج غربي لندن أفادت وفاء زيان الصحفية في بي بي سي بوقوع أعمال سلب وتحطيم متاجر بينما اشتعلت النيران في عدة مبان. كما أضرمت النار في بعض العربات في حي لويشام، وتعرضت حافلة ومحل تجاري في بيكام الى إشعال النار أيضا.وانتشرت اعمال الشغب في منطقة كرويدون جنوبي العاصمة حيث اشعلت النار فى مبنى تجاري ضخم. عمليات سلب شباب ملثم قام بعمليات سلب ونهب واضرمت النيران في متجر للتجهيزات الرياضية في حي بريكستون جنوبي لندن بينما تعرضت المحلات المجاورة له للسرقة. ويقول مراسل لبي بي سي إنه يبدو ان الهجمات يتم تنسيقها عبر الهواتف النقالة. وقد أعلن نائب عمدة لندن اعتقال 450 شخصا على الأقل على خلفية اعمال العنف، واكد إصابة نحو 44 من رجال الشرطة في المواجهات. وفي مدينة برمنغهام أفادت الأنباء بانتشار عناصر الشرطة وبدء حملات اعتقال إثر اندلاع أعمال شغب. تعزيزات وقامت السلطات بنشر 1700 شرطي إضافي لمواجهة اعمال الشغب ومحاولة وقف عمليات النهب بينما استمرت حملات الاعتقال. واجتمعت وزيرة الداخلية البريطانية "تيريزا ماي" أمس الاثنين بكبار قادة الشرطة، ووصفت وزيرة الداخلية البريطانية هذه الأعمال بأنها "إجرامية". حرائق في كرويدون الحرائق اندلعت في المتاجر الكبرى بعدة احياء يذكر أن اعمال العنف بدأت يوم السبت في حي توتنهام المتنوع الاعراق شمالي لندن، واكدت الشرطة قيام "مجموعات صغيرة متنقلة باعمال اجرامية" مستوحاة من تلك التي وقعت في توتنهام. وتواردت انباء عن اندلاع اضطرابات في مناطق اينفيلد ووالتهامستو واجزاء اخرى من العاصمة البريطانية. "نشاطات اجرامية متماثلة" وتقول شرطة العاصمة البريطانية انها تعاملت مع عدد من الحوادث التي اتخذت صيغة "نشاطات اجرامية متماثلة" في انحاء مختلفة من المدينة. واعلنت شرطة العاصمة أنها شرعت في اجراء "تحقيق واسع" في اعمال الشغب التي شهدها حي توتنهام وشهدت عمليات اعتداء على الناس ونهب واحراق ممتلكات عامة. ويقوم المسؤولون عن التحقيق باستجواب العديد من شهود العيان ومراجعة ساعات من تسجيلات كاميرات المراقبة التلفزيونية في محاولة لتحديد المسؤولين عن اعمال الشغب . وكانت بداية أعمال الشغب قد بدأت إحتجاجا على مقتل رجل برصاص الشرطة الأسبوع الماضي ، أوكانت الاحتجاجات قد بدأت بصورة سلمية، ليل السبت، بتجمع نحو 30 من أصدقاء وأقارب الضحية، ويدعى مارك دوغان، أمام مركز شرطة توتنهام احتجاجاً على مقتله على يد الشرطة، الخميس. ومع توسع نطاق الاحتجاج وتزايد أعداد المحتجين، تصاعد التوتر في المنطقة، وألقى الحشود القذائف والحجارة والزجاجات الفارغة على سيارات الشرطة، وأضرموا النار فيها، أثناء محاولاتهم إغلاق الشارع الرئيسي في توتنهام شمالي لندن، بحسب ما نقلت السلطات البريطانية. وأضرمت الحشود الغاضبة النيران في حافلة عامة بجانب بعض المباني، وشوهدت ألسنة اللهب وهي ترتفع مضيئة سماء المنطقة. وقال ستيفن واتسون، قائدة قوة الشرطة بالمنطقة: "لم تكن هناك أي مؤشرات تحذيرية بأننا سنشهد مثل هذا النوع من الفوضى، كالتي رأيناها الليلة." وحذر واتسون من أن المشاركين في أعمال الشغب سيتم التحقيق معهم وتقديمهم للعدالة، مضيفاً: "ما من أعذار لأولئك الذين شاركوا في مثل هذا المستوى من العنف"، إلا أنه أكد بأن الأولوية، في الوقت الراهن، هو إستعادة الهدوء. وكان دوغان، 29 عاماً، قد لقي حتفه برصاص الشرطة أثناء عملية اعتقال تم خلالها توقيف سيارة أجرة كان على متنها الخميس، وفق "المفوضية المستقلة للشكاوى ضد الشرطة." ولم تشر المفوضية إلى أسباب إطلاق النار على دوغان أو دواعي توقيف سيارة الأجرة، واكتفت بالإشارة إلى بدء تحقيق مستقل في الحادثة.