ينتظر ان يبدد اقفال باب التراشيح الى الانتخابات البلدية والاختيارية، ليل اول من امس، في جبل لبنان، الغموض الذي ساد معظم القرى والبلدات، خصوصاً ان الصورة تحتاج الى مزيد من الوضوح اذ تقدّم اضعاف الاعداد المطلوبة لعضوية المجالس في كل قضاء وبخاصة قضاءي الشوف وعاليه اللذين يوجد فيهما كل الاحزاب والتيارات السياسية اللبنانية اضافة الى العائلات. ففي قضاء الشوف الذي يشهد منذ سنوات قليلة، حركة اعادة اعمار وعودة للمهجرين، يسعى الحزب التقدمي الاشتراكي وعلى رأسه وزير المهجرين وليد جنبلاط، عبر "ماكينة انتخابية" الى الوفاق مع كل التيارات الموجودة حفاظاً على السلم الاهلي والعودة كي لا يشعر العائد المسيحي ان احداً ينزع منه حقوقه كما هي الحال في بلدة معاصر الشوف التي تمّت العودة اليها بمصالحة وكان رئيس بلديتها من ابنائها المسيحيين فأراد الوزير جنبلاط ان تكون الرئاسة لهم مرشح المحامي شارل نجيم، على ما قالت مصادر مقربة من وزير المهجرين ل"الحياة". اما في مزرعة الشوف فالرئاسة توالى عليه الدروز والمسيحيون، وفي هذه الانتخابات كان توافق على تسمية عفيف ابو كروم رئيساً لكثرة ترشح المسيحيين ما حال دون التوافق على مسيحي، كان تردد انه جان حرب. وقسمت العضوية 6 للمسيحيين و9 للدروز. وتوافق المسيحيون على يوسف عزام مختاراً اما الدروز فلا يزال الخلاف قائماً بين آل بعيني وآل ذبيان. وفي الباروك، رشّح الوزير جنبلاط بطرس نخله لكن بعض العائلات المسيحية اليزبكية ومنها حلاوي وحكيم وكرباج وعماطوري رشّحت العقيد فؤاد كيوان. والمساعي لا تزال جارية من كل الاطراف وبخاصة من الوزير طلال ارسلان مع آل حلاوي. وفي كفرنبرخ تستمر المساعي لبتّ الخلاف بين المرشحين الى الرئاسة الارسلاني نجيب دويك والجنبلاطي جميل العطار. اما في بعقلين، وهي من اكبر بلدات الشوف وفيها نحو ستة آلاف ناخب وسيتألف مجلس بلديتها من 15 عضواً وخمسة مخاتير، فلا تزال الصورة الانتخابية غامضة وضبابية تخفي خلافات سياسية وعائلية وفيها عشرات العائلات منها حمادة وتقي الدين وقعسماني وغصين وخضر وعبدالصمد وابو ضرغم وسواها. وعلمت "الحياة" ان "الخلاف في بعقلين لا تزال بين عائلتي تقي الدين وحمادة. اذ تطالب الاولى برئاسة البلدية معتبرة ان الثانية ممثلة بالنيابة النائب مروان حمادة. ولا تزل أوساط تسعى الى الوفاق طارحة رفيق حمادة للتسوية فيما العائلة تطرح خليل حمادة للمعركة". واضافت "ان الحزب السوري القومي الاجتماعي في البلدة يؤيد آل حمادة". وفي الجاهلية حيث نسبة الارسلانيين عالية لا يزال الصراع قائماً، على الرئيس الذي سماه الوزير ارسلان وهو نضال ابو دياب فيما الحزب التقدمي يفاوض على آخر. وفي قضاء عاليه حلّت المشكلات في معظم البلدات والقرى وتوافق الجنبلاطيون والارسلنيون اضافة الى التيارات الاخرى على لوائح ائتلافية وبخاصة في الشويفات التي شهدت في الانتخابات النيابية الاخيرة مشكلات ثم شلّ عمل مجلسها البلدي، وتوافق فيها الطرفان والنائب انطوان اندراوس على لائحة ائتلافية من اعضائها أنيس الجردي وعزات ابو نعيم وجريس نصر وفادي كرم وسواهم ووجيه صعب الذي رجحت المصادر ان يكون رئيساً، وهو مقرّب من ارسلان. وفي عرمون لائحتان، الاولى توافق عليها الجنبلاطيون والارسلانيون والثانية ألفها فيصل الجوهري الذي يريد ابقاء رئاسة بلديتها في يد العائلة، فيما يعترض آخرون على ذلك. وقالت مصادر انه مقرب من الامير فيصل ارسلان. اما بشامون فان "التوافق" رشح رئيساً هو حاتم عيد ومختاراً انور الحلبي، وهما مقربان من ارسلان. وفي عيتات لا تزال هناك عقبة اذ يرغب آل الديماني في تسمية مرشحهم في حين رشح الحزب التقدمي امين الديماني الى الرئاسة. وفي دير قوبل رسا توافق على الرئيس المقرب من ارسلان وهو الدكتور منعم ناصر الدين. وفي مدينة عاليه لم يتم التوصل الى اتفاق نهائي ولا تزال المشاورات جارية للتوصل الى تركيبة وفاقية للمجلس البلدي فيها ليشمل كل عائلتها الدرزية والمسيحية. وتردد ان توافقاً تمّ على ترشيح وجدي مراد رئيساً. وهو مقرب من الفريق الجنبلاطي. وقال امين السر العام في الحزب التقدمي الاشتراكي المقدم شريف فياض "ان الهم الاول هو ادارة مصالح البلدة من جانب ابنائها وبالتوافق وهذا ما يدعو اليه الحزب اضافة الى اختيار الاكفأ والأنزه ومن يستطيع ان يقدم افكاراً جديدة وان يخرج من زواريب العائلية التي نسعى الى تجاوزها وتجاوز هذه الذهنية لايصال فريق عمل متجانس يقدم مشاريع انمائية في القرى كي لا يبقى الناس يطالبون الحكم والسلطة". وتابع "اذا وصل الاعضاء على قاعدة التناحر العائلي فسينتقل هذا التناحر من البلدة الى داخل المجلس البلدي فتتعطل اعماله وتمر السنوات الست من دون انتاج". وضاف ان "هدفنا ان يصل فريق عمل متجانس وبالتوافق والحزب لا يطرح اسماء بل الناس هم من يطرحون، ويرى الوزير جنبلاط التوصل الى توافق". وعن تعاطي الحزب مع عناصر "القوات اللبنانية" المحظورة والتيار العوني، أجاب فياض "نتعاطى معهم كأناس موجودين، ونتعاطى مع كل الناس الموجودين في الموضوع البلدي بصراحة وفي معظم القرى الشوفية تمّ التوافق على نسبة كبيرة منها وعلى 80 في المئة من كل لائحة وستعالج في الايام المقبلة بعض التفاصيل محلياً لا بقرار الحزب بل بمساعدة منه ومن رئيسه". واضاف "توصلنا مع الوزير طلال ارسلان الى توافق على اراحة الجو والخروج من الحساسية المحلية والافساح في المجال امام الناس للتوافق كي لا تحدث الانتخابات البلدية مشكلات وخلافات عائلية واهلية". واكد رفض التوافق بين جنبلاط وارسلان على اساس المقايضة، وقال "لا محاصصة ابداً، بل الاتفاق كان على مجالس بلدية تمثيلية حقيقية بعيدة من الصراعات الصغيرة وعلى الخروج بالناس كي لا يقعوا في مستنقع الصراع الصغير. ولم يتفق على لوائح اسمية هذا لك وهذا لي". وسئل: كيف رضيت العائلات بالتضحية؟ اجاب "بذل الوزير جنبلاط جهوداً مع الذين يمون عليهم وهكذا فعل الوزيز ارسلان "لتشكيل لوائح في القرى".