جاكرتا - رويترز - وسط تصعيد خطير للاحتجاجات المطالبة باصلاحات سياسية في اندونيسيا، أعلن مسؤولون في أحد مستشفيات جاكرتا عن استقبال اربع جثث نقلها طلاب جامعيون امس لأشخاص سقطوا في اشتباكات بين متظاهرين وقوات الامن والشرطة. وقُتل الطلاب نتيجة اطلاق الشرطة النار على المتظاهرين. وأوضح المسؤولون في المستشفى أن القتلى أصيبوا في رؤوسهم وظهورهم. وارتفع عدد القتلى لاحقاً إلى ستة أشخاص. وفي وقت لاحق ذكر شهود عيان ان عدد القتلى في العاصمة تجاوز ال6. واستؤنفت أمس في جميع انحاء اندونيسيا التظاهرات التي ينظمها الطلاب والعمال وتطالب باستقالة الرئيس سوهارتو وذلك بعد يوم هدنة بمناسبة عيد بوذا. وتجددت التظاهرات بعد استئناف الدراسة الجامعية امس في اعقاب عطلة استمرت يومين، في الوقت الذي صعّد فيه معارضو الرئيس سوهارتو هجومهم على حكمه المستمر منذ 32 عاماً. وذكر مقيمون في مدينة يوغياكارتا ان المتظاهرين احرقوا بعض الاطارات في الشوارع لكن أي حادث خطير لم يسجل. وفي العاصمة جاكرتا، حاول حوالى خمسة آلاف طالب مغادرة جامعة تريساكتي للقيام بمسيرة الى البرلمان، لكن قوات الامن منعتهم من ذلك. وقد كتب على احدى اللافتات التي رفعها المتظاهرون: "الاصلاحات او الثورة". كما نظم نحو مئتي طالب في جامعة اتما جايا الكاثوليكية في جاكرتا "منتدى للمناقشات الحرة" لم يتخلله اي حادث. اما مدينة ميدان في سومطرة التي تشهد احتجاجات واعمال عنف مناهضة لسوهارتو منذ شهر شباط فبراير فسادها الهدوء بسبب انشغال الطلبة بالامتحانات. وحض امين رئيس الذي يتطلع الى الرئاسة في اندونيسيا ويتزعم الحركة المحمدية التي تضم 28 مليون عضو الطلاب أول من امس على مواصلة الاحتجاجات، واعلن انه ينوي تشكيل فريق يضم الشخصيات العامة البارزة للمطالبة بالاصلاح. وقال رئيس، في تصعيد واضح لحملته المناهضة للحكومة امام حشد من اتباعه ضم اكثر من الف شخص، ان الرئيس الاندونيسي مسؤول عن الازمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد. واضاف في خطاب القاه في استاد رياضي وسط جاكرتا موجهاً حديثه الى سوهارتو: "لقد قدمت لنا ما فيه الكفاية، اطالبك الآن بالتنحي لان هناك شخصيات اخرى يمكن ان تحل مكانك". وفي القاهرة قال سوهارتو 76 عاما في اجتماع قمة مجموعة الپ15 ان على بلاده ان تقدم "تضحيات مؤلمة" لتنهض من ازمتها الاقتصادية التي ذكر انها قضت على جانب كبير من نتاج ثلاثة عقود من التقدم. وكان سوهارتو اعتبر في وقت سابق ان الترتيب للاصلاحات السياسية يمكن ان يبدأ فورا لكن تنفيذ الجزء الاكبر منها سينتظر الى حين انتهاء فترة رئاسته السابعة عام 2003.