توصلت منظمة الدول المصدرة للبترول اوبك في اجتماعها الطارئ في فيينا الى اتفاق أقر خفوضات الدول الأعضاء التي كانت أعلنت في أثر اجتماع الرياض الذي بدأ بخفض انتاج السعودية وفنزويلا والمكسيك بمقدار 600 الف برميل في اليوم وأسفر عن اعلان دول أعضاء في "أوبك" خفوضات بحجم 1.2 مليون برميل في اليوم. وبعد اجتماع استغرق سبع ساعات انتهى في ساعة متأخرة من الليل أعلنت الدول عن خفوضاتها المقررة في انتاجها لشهر شباط فبراير الماضي ابتداءً من اليوم 1 نيسان ابريل ولمدة تسعة أشه،ر على ان تعود الى الاجتماع في موعد المؤتمر العادي للمنظمة في 24 حزيران يونيو المقبل. وكان للسعودية دور أساسي في انجاح المؤتمر الاستثنائي من اجل التوصل الى تحسن أسعار النفط. وأوردت وكالة أنباء "رويترز"، أمس نص بيان "أوبك" وجاء فيه: "انعقدت الجلسة الطارئة الرابعة بعد المئة لمؤتمر منظمة أوبك في فيينا في النمسا في 30 آذار مارس عام 1998. ورأس الاجتماع عبيد بن سيف الناصري وزير البترول والثروة المعدنية في الامارات العربية المتحدة، الرئيس المناوب للجلسة الثالثة بعد المئة للمؤتمر. "وأعرب المؤتمر عن سعادته للترحيب في الاجتماع بممثلي دولة زميلة منتجة للنفط ومهمة هي المكسيك التي يعد حضورها علامة على روح جديدة من التعاون بدأت تظهر بين منتجي النفط". "ولاحظت بلدان أوبك بقلق التراجع الحاد لأسعار النفط الخام طوال الشتاء وهو تدهور يرجع في جانب منه الى طلب أقل من المتوقع من جراء الاعتدال غير المعتاد للشتاء في نصف الكرة الشمالي، واستمرار الركود الاقتصادي في جنوب شرق آسيا وعلى الأخص الى فائض المعروض من الخام في أسواق النفط العالمية. "وتعبيراً عن رغبتها الصادقة في تحقيق استقرار السوق لمصلحة كل منتجي النفط اتفقت الدول الأعضاء في أوبك على ان تخفض طواعية المقادير التالية من انتاجها الحالي بأثر من اليوم أول نيسان وحتى نهاية العام، وفق الجدول الى اليسار. "وفي ضوء هذه الظروف الاستثنائية فإن العراق ليس مطلوباً منه ان يشارك في هذا الاتفاق، وان المؤتمر ليدرك ويقدر تخفيضات الانتاج التي تعهدت بها الدول المنتجة للنفط غير الأعضاء في أوبك خصوصاً سلطنة عُمان والمكسيك وغيرهما ووافق على مواصلة المشاورات مع منتجي النفط من خارج أوبك من اجل تحقيق الاستقرار في سوق النفط والمحافظة عليه في المستقبل. "وناشد المؤتمر مصدري النفط الآخرين غير الأعضاء في أوبك دعم هذه الاجراءات لتحقيق استقرار السوق بالحد من انتاجها لمصلحة كل الأطراف المعنية… وكما تقرر في اندونيسيا في تشرين الثاني نوفمبر عام 1997 فإن الاجتماع العادي المقبل للمؤتمر سيعقد في فيينا في النمسا في الرابع والعشرين من حزيران عام 1998". وغادر وزيرا البترول السعودي علي النعيمي والكويتي الشيخ سعود ناصر الصباح فيينا أمس بعد المشاركة في مؤتمر أوبك الوزاري الطارئ الذي تم الاتفاق فيه على خفض الانتاج لرفع أسعار النفط. وكان الوزير الايراني بيجان زانغانه غادر فيينا في ساعة مبكرة أمس. وفي أوسلو رحبت ماريت ارنشتاد وزيرة النفط والطاقة النروجية بقرار أوبك خفض انتاجها بواقع 1.25 مليون برميل يومياً. وقالت الوزيرة في بيان: "هذه مساهمة مهمة لتحقيق استقرار سعر النفط ويمكن ان تمنع أي انخفاض آخر في الأسعار". وقالت النروج الاثنين انها ستخفض انتاجها النفطي بمقدار 100 الف برميل يومياً الى 3.1 مليون برميل في اليوم. وعلى رغم اقرار الخفض الا ان السوق لم تستجب ايجاباً اذ قالت وكالة أنباء منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبكنا ان سعر سلة أوبك التي تضم سبعة خامات انخفض الاثنين الى 13.45 دولار للبرميل من 14.13 دولار يوم الجمعة الماضي. وتضم السلة خامات صحارى الجزائري وميناس الاندونيسي وبوني الخفيف النيجيري والعربي الخفيف السعودي وخام دبي وخام تيا خوانا الفنزويلي وايستموس المكسيكي. أما سعر مزيج برنت فتراجع أمس بمقدار نصف دولار وكان 14.27 دولار.