بدأت تظهر ملامح اللوائح للإنتخابات البلدية والإختيارية التي ستجرى في لبنان، للمرة الأولى منذ 35 عاماً، ومحطتها الأولى في 24 أيار مايو الجاري في محافظة جبل لبنان. وكانت الانتخابات احد المواضيع التي طرحها رئىس الجمهورية الياس الهراوي مع رئىس المجلس النيابي نبيه بري امس في قصر بعبدا، خصوصاً في ضوء الإشكالات الأمنية التي وقعت في غير منطقة، بين "حركة أمل" التي يترأسها بري و"حزب الله"، وتتعلق في بعض جوانبها بالتحضيرات لهذه الانتخابات. وكان عناصر من الحزب والحركة تعاركوا بالأيدي والعصي في بلدة البياض قضاء صور فجرح اربعة من "أمل" ومدني نقلوا الى مستشفى نجم في صور. وفي التحضيرات، اصدر وزير الداخلية ميشال المر مذكرة فوّض بموجبها المحافظين والقائمقامين صلاحية إحالة طلبات تصحيح الاخطاء والنواقص في القوائم الانتخابية على لجان القيد المختصة. وأعلن مدير الداخلية العام عبدالله غشام انتهاء مهلة تقديم تصاريح الترشح لمحافظة جبل لبنان منتصف ليل الاربعاء - الخميس المقبل، ومهلة الرجوع عنه في الثامن عشر من الجاري. وفي المواقف، قال وزير الخارجية فارس بويز، رداً على سؤال عن بيان للرابطة المارونية دانت فيه تدخل رئيس الحكومة رفيق الحريري في انتخابات بلدية جونيه، "يبدو ان المشكلات الوطنية غير كافية للبعض، فاتجهوا الى التدخل في بلدية جونيه". وأضاف "طالما دعونا الى مجلس بلدي مؤلف من قادرين ونزيهين، وكان موقفنا ألا ندخل السياسة في البلدية، ولكن عندما كنا نحضّر لهذا الموضوع، طرح افرقاء آخرون تراشيح معينة وأخرى ذات طابع فئوي وسياسي معين. عندئذ لم يعد امامنا إلا ان نواجه هذا الموضوع بمعركة انتخابية. فلتأخذ الأمور مجراها". وتابع "لطالما راوغ الفريق الآخر، وناور بعدما كلفنا الوزير السابق جورج افرام تشكيل لائحة ائتلافية ومن ثم كلفنا المطران شكر الله حرب العمل للإئتلاف، وأظهرت المشاورات من هو الفريق الذي لا يريد وفاقاً. وهنا لا اعني وفاقاً سياسياً، بل وفاقاً يوصل لجنة بلدية من الأكفياء والمتخصصين ومن الاشخاص الذين لم يرضخوا لاعتبارات سياسية تزيد فعلاً من مصائب المدينة". وطالب "بكف يد السياسة والسياسيين الكسروانيين عن بلدية جونيه، فكيف اذا كانت هذه الأيدي غير كسروانية". وأعلن نجل رئىس الجمهورية جورج الهراوي دخوله حليفاً للنائب ايلي سكاف الذي يرعى لائحة للمجلس البلدي منافسة للائحة يرعاها الرئىس الياس الهراوي. وقال جورج الهراوي امس "نريد طي صفحة الصراع السياسي الى الأبد، لأن مصلحة زحلة تقتضي الوفاق. وقد اتخذنا القرار الذي رأيناه مناسباً. فسّر انه انشقاق داخل العائلة، لكنه غير ذلك. لو كنا نحاول جمع العائلات او رأب الصدع، لكان الامر كذلك، ولكن قرارنا اليوم يصب في هذه الخانة". وأكد تأييد مرشح النائب سكاف المهندس اسعد زغيب، مبرراً ذلك بالرغبة في وفاق يشبه الزواج الماروني قبل الانتخابات وخلالها وبعدها. وجددت "كتلة الإنماء والتغيير" النيابية الشمالية دعوتها الى "المشاركة الكثيفة في الانتخابات البلدية والاختيارية"، وناشدت اعضاءها "الاستمرار في السعي الى اجواء وفاقية في كل البلديات الشمالية". وتمنت "في حال فشل الوفاق ان تجرى المعركة في جو ديموقراطي وفاقي منفتح". وأعلنت "الجماعة الاسلامية" في مدينة صيدا عزمها على خوض الانتخابات البلدية "لإيصال مجلس بلدي يتمتع أعضاؤه بالكفاية والنزاهة، وينجز المشاريع المقررة للمدينة". وأشارت الى "ان لقاء سيحصل خلال اليومين المقبلين يضم ممثلين عن التيار الإسلامي في المدينة ويتم خلاله وضع اللمسات الاخيرة على البيان والبرنامج المقترح". وكان ممثلون عن "الجماعة" اجتمعوا اكثر من مرة مع النائبة بهية الحريري. وأكدت مصادر صيداوية توافق الطرفين على خوض الانتخابات معاً على لائحة موحدة. واعتبر النائب علي عسيران "ان اي تعاون من الدولة مع تنفيذ القوانين على اي مخالف لها سيجعل من الانتخابات البلدية مهزلة، خصوصاً ان هذه الانتخابات تأتي في وقت مهم لإعادة تطوير الحياة السياسية اللبنانية". ولاحظ "غياباً مطلقاً للبرامج في عمليات الترشح". وعقد اجتماع في مركز الحزب الشيوعي اللبناني بين مسؤولين منه ومسؤولين من "حركة أمل". وأعلن الامين العام للشيوعي فاروق دحروج "ان اللقاء فتح حواراً عميقاً وشاملاً وسيتابع في اجتماعات لاحقة وأن الحزب منفتح للتنسيق مع كل القوى الوطنية". وأوضح الشيخ حسن المصري باسم الحركة "انها تواقة الى اقامة علاقات مع الحزب الشيوعي بما يخدم القضايا المشتركة، ومنها التنسيق الكامل في الانتخابات البلدية وانتخابات الاتحاد العمالي العام".