حمّل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الحكومة الاسرائيلية ورئيسها بنيامين نتانياهو مسؤولية الجمود الشامل لعملية السلام، واتهم اسرائيل في رسالة وجهها الى العاهل المغربي الملك الحسن الثاني بالمضي قدماً في "تفريغ عملية السلام من مضمونها، ومنع قيام السلام العادل والشامل في المنطقة من جراء المناورات والمماطلات على مدى العامين الماضيين". وحذّر الرئيس الفلسطيني من المخاطر التي تهدد مستقبل مدينة القدسالمحتلة بسبب سياسة التهويد الاسرائيلية. وقال إن القدس "تواجه مخاطر كبيرة تهدد ماضيها وحاضرها ومستقبلها"، من خلال المحاولات الاسرائيلية الهادفة الى "طمس هويتنا الفلسطينية، وتغيير معالم المدينة الحضارية، والعبث بمكانتها الدينية والروحية، وتفريغها من سكانها الفلسطينيين". وجدد عرفات تمسكه بخيار السلام و"الوفاء بالتزاماتنا التي نصّت عليها اتفاقات السلام المبرمة". واضاف ان "المحاولات الفلسطينية المتجاوبة مع كل المبادرات الاقليمية والدولية لاخراج عملية السلام من ازمتها" تقابل من قبل الحكومة الاسرائيلية ب "مصادرة الاراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات". من جهة اخرى، دعا الامين العام لجامعة الدول العربية السيد عصمت عبدالمجيد راعيي عملية السلام بالشرق الاوسط، الولاياتالمتحدة وروسيا، الى العمل على استئناف مفاوضات السلام بين اسرائيل والعرب من النقطة التي انتهت اليها، وطالبهما في لقاء صحافي اول من امس في الرباط بممارسة ضغوط على اسرائيل لارغامها على التنفيذ الكامل والفوري لكل الالتزامات التي تم الاتفاق عليها في مدريد منذ عام 1991، وكذلك قرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة بالصراع العربي - الاسرائيلي والقضية الفلسطينية. وقال إن سياسات الحكومة الاسرائيلية القائمة على "الاخلال بأسس العملية السلمية من خلال الاستمرار في اقامة المستوطنات ومصادرة الاراضي العربية في فلسطين، وامعانها في التدابير الرامية الى طمس وتغيير معالم القدس العربية واعتداءاتها المتكررة ضد لبنان تؤكد ان حكومة نتانياهو لا تقيم وزناً لإرادة المجتمع الدولي ولا تعطي اهمية لقرارات الشرعية الدولية". وأكد أنه لا يمكن للسلام ان يستتب اذا لم يكن مبنياً على قرارات الشرعية الدولية و"مبدأ الارض مقابل السلام" وليس "الامن مقابل السلام". واعتبر عبدالمجيد ان اقتراح اسرائيل انسحاباً مشروطاً من جنوبلبنان مجرد مناورة اسرائيلية للايقاع بين لبنان وسورية. وقال ان هذا الاقتراح غير مقبول "لا من طرف دمشق ولا بيروت"، وان الجامعة العربية تؤيد موقفها. واكد ان القرار 425 واضح ولا يتضمن اية شروط للانسحاب من التراب اللبناني، وقال: "ان اسرائيل لم تقدم هذا الاقتراح حباً في لبنان، وانما لوقف عمليات القتل التي يتعرض لها جنودها في الشريط المحتل على يد المقاومة اللبنانية". وتوقع الا يسفر اللقاء الذي ستعقده وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت في الرابع من ايار مايو المقبل في لندن مع كل من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عن اي تقدم يذكر. ودعا الى القيام بتحرك جماعي من اجل العمل على رفع الحصار عن ليبيا في اقرب وقت ممكن. وكان عبدالمجيد التقى اول من امس وزير الخارجية المغربي الدكتور عبداللطيف الفيلالي. وقالت مصادر ديبلوماسية ان محادثاتهما ركزت على مسيرة السلام في الشرق الاوسط والتوتر الذي تعرفه العلاقات العربية - الاسرائيلية، وسبل تنسيق العمل العربي في مواجهة التحديات المطروحة على العالم العربي.