تستضيف العاصمة الرباط الاسبوع الجاري قمة مغربية - فلسطينية تجمع العاهل المغربي الحسن الثاني والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وستبحث القمة في محادثات واشنطن التي جمعت الرئيس بيل كلينتون بكل من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني، وفي السبل الممكنة لانعاش عملية السلام وإخراجها من مأزقها المستمر منذ عشرة شهور. وقال السيد فيصل الحسيني المسؤول عن ملف القدس في السلطة الوطنية الفلسطينية في تصريح الى "الحياة" ان موقف رئيس الحكومة الاسرائيلية في واشنطن لم يكن مفاجئاً بالنسبة الى الفلسطينيين في اشارة الى رفض نتانياهو الخطة التي اقترحها عليه الرئيس كلينتون بشأن الانسحاب من اجزاء من الضفة الغربيةالمحتلة. وأضاف: "الفلسطينيون مقتنعون بأن نتانياهو لا يرغب في السلام وانما يبحث عن سبل افشال العملية السلمية". واستبعد الحسيني ان تمارس الولاياتالمتحدة ضغوطاً على حكومة ليكود الاسرائيلية لابداء مزيد من التنازلات لفائدة السلام في منطقة الشرق الاوسط، وقال: "اننا لا نعول كثيراً على الولاياتالمتحدة بشأن الضغط على اسرائيل". لكنه اضاف ان السلطة الفلسطينية ماضية رغم ذلك في مسيرة السلام لاظهار رغبتها في تنفيذ الاتفاقات الموقعة وإحلال السلام الشامل والكامل بالمنطقة، وفي نفس الوقت افشاء النوايا الحقيقية لرئيس الوزراء الاسرائيلي تجاه عملية السلام. وأكد المسؤول الفلسطيني ان الموقف الفلسطيني واضح ويتجه نحو التطبيق الكامل للاتفاقات التي افرزتها اتفاقات اوسلو برعاية الولاياتالمتحدة وتحقيق السلم والاستقرار في المنطقة. وحذر من انفجار الوضع في الاراضي المحتلة في حال تشبت الحكومة الاسرائيلية بمواقفها المتعنتة وعدم وفائها بالالتزامات التي وقعتها حكومة العمال السابقة. وقال الحسيني: "ليس هناك خيار آخر امام الفلسطينيين سوى استعادة اراضيهم بكل الطرق"، في اشارة الى تهديد الرئيس عرفات اخيراً بالعودة الى الانتفاضة لتحقيق المطالب الفلسطينية. وعن وضع "بيت مال القدس الشريف" الذي تم احداثه لدعم سكان القدس في مواجهة خطط اسرائيل الاستيطانية قال الحسيني ان خطوات تتخذ بتنسيق مع المسؤولين المغاربة لاعادة ترتيب هذا الصندوق والبحث عن شخصية تعوض الامين العام لبيت مال القدس الذي استقال اخيراً. وكان الحسيني اجرى محادثات امس في الرباط مع رئيس الوزراء الدكتور عبداللطيف الفيلالي وبحثا في الامكانات المتاحة لدعم "بيت مال القدس الشريف" وحساسية المرحلة التي تمر فيها عملية السلام بسبب مواقف الحكومة الاسرائيلية. الى ذلك، دان مفتي القدس الشيخ عكرمة سعيد صبري المخططات الاستيطانية التي تنفذها الحكومة الاسرائيلية من اجل تهويد المدينة المقدسة، وقال في تصريح صحافي ان "اسرائيل لا تدخر اي جهة من أجل محاصرة مدينة القدس والحيلولة دون وصول الفلسطينيين اليها". وأكد ان المحاولات الاسرائيلية لطمس الهوية العربية والاسلامية عبر تغيير المعالم الحضارية للقدس فشلت. ودعا مفتي القدس الى تضامن عربي اسلامي في مواجهة الخطة الاسرائيلية لضم القدسالشرقية الى القدس الغربية والاعلان انها عاصمة اسرائيل. وأضاف ان العرب والمسلمين يواجهون تحديات كبيرة تتطلب اكثر من أي وقت تحقيق الوحدة والتقارب. وأبدى الشيخ صبري استياء من الاداء الغربي المنحاز للطروحات الاسرائيلية وغياب قوة ضاغطة على اسرائيل "ما يزيد في تعنتها ونبذها للعهود والمواثيق".