أعلنت الزعامة السياسية لألبان كوسوفو انها لن تشارك في مفاوضات بشأن مستقبل الاقليم مع حكومة بلغراد إلا إذا اتسمت المفاوضات بالجدية والالتزام بالمطالب الدولية. وجاء ذلك في وقت اخفقت محاولات القوات الصربية في فرض سيطرتها على ضواحي بلدية تيشاني القريبة من الحدود مع البانيا حيث يتمركز المقاتلون الألبان. وذكرت معلومات في بلغراد امس الأربعاء ان السلطات الصربية نقلت الى تيشاني تعزيزات جديدة من أفراد الشرطة الخاصة بواسطة 16 حافلة و24 شاحنة. وأفادت المصادر الالبانية في كوسوفو ان ادارات المدارس الابتدائية والثانوية في بلدية سربتسا التي تبعد نحو 50 كلم الى الغرب من العاصمة بريشتينا أعلنت انه يتعذر عليها استئناف الدراسة المتوقعة منذ أكثر من شهر لعدم تمكن التلاميذ من التنقل بحرية والوصول الى مدارسهم بسبب اجراءات الطوارئ المشددة التي تفرضها وحدات الشرطة الصربية في المنطقة. وكانت البلدة شهدت هجمات صربية عنيفة وسقوط عدد كبير من القتلى ونزوح آلاف الألبان عن ديارهم خلال شهر آذار مارس الماضي. وأبلغ مسؤول في المركز الاعلامي الألباني في بريشتينا "الحياة" هاتفياً ان القيادة الألبانية بزعامة الرئيس المنتخب ابراهيم روغوفا قررت عدم المشاركة في المفاوضات إلا بعد ان تستوفي حكومة بلغراد ثلاثة شروط: أولاً، ان يمثل وفدها الاتحاد اليوغوسلافي وثانياً، ألا يكون دستور صربيا الحالي الذي يعتبر الألبان أقلية قومية اطاراً لهذه المفاوضات. وثالثاً، ان يتم الحوار في أجواء تلبي مطلب مجموعة الاتصال بحضور وسيط دولي، ضماناً لجدية الاتفاق الذي يسفر عنه. وكان رئيس صربيا ميلان ميلوتينوفيتش توجه أول من أمس الى كوسوفو للمشاركة في المحادثات التي دعت اليها حكومة بلغراد. إلا ان الجانب الألباني لم يحضر الى قاعة الاجتماع الخطوة التي اعتبرها رئيس صربيا "لا تنم عن شعور بالمسؤولية". ونقلت صحيفة "ناشابوربا" المستقلة الصادرة في بلغراد امس عن مسؤول في منظمة الأمن والتعاون الأوروبية دعوته الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش الى التراجع عن اجراء الاستفتاء العام حول الوساطة الدولية في كوسوفو "لأن هذا الاستفتاء يعرقل الحوار ويسبب مماطلة في حل المشكلة". وكان برلمان صربيا أقر أول من أمس يوم 23 الشهر الجاري موعداً لاجراء الاستفتاء الذي يجاوب الناخب فيه بنعم أو لا على سؤال: "هل توافق على الوساطة الأجنبية في حل مشكلة كوسوفو؟".