رفعت أقليات في صربيا صوتها مطالبة بالحكم الذاتي على غرار الألبان في كوسوفو. ورأى مراقبون في البلقان أمس الاثنين ان هذه الخطوة جاءت بتحريض من الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش كي يظهر للمجتمع الدولي استحالة ان يقدم تنازلات الى أقلية من دون ان يثير مشاعر الأقليات الأخرى. وقدمت الأحزاب السياسية للمجريين في منطقة فويفودينا شمال صربيا والمسلمين البوشناق في بلديات السنجق جنوب غربي صربيا والشوماديين الصرب شرق صربيا مذكرات الى الحكومة الصربية، طالبت "بمفاوضات سريعة غير مشروطة بحضور وسيط دولي لمنح مناطقها الحكم الذاتي". وحذرت هذه الأحزاب من انه في حال مماطلة حكومة بلغراد في الاستجابة لمطالبها المشروعة فإنها ستقوم بتشكيل حكومات لادارة مناطقها. ويذكر ان منطقة فويفودينا كانت تتمتع بالحكم الذاتي اسوة باقليم كوسوفو في عهد يوغوسلافيا السابقة وتم الغاء الحكم الذاتي عند صدور دستور صربيا المعدل عام 1989 الذي الغى الامتيازات من هذا النوع. ويبلغ عدد سكان فويفودينا نحو مليونين و200 ألف نسمة يشكل الصرب 55 في المئة منهم وينتمي الباقي الى الأقليات المجرية 25 في المئة والكرواتية والسلوفاكية والرومانية، في حين يبلغ عدد المسلمين البوشناق في السنجق حوالى 250 ألف نسمة. وتضم منطقة شوماديا مليوناً ونصف المليون نسمة غالبيتهم من الصرب الى جانب أقليات صغيرة بلغارية وغجرية. اما في كوسوفو فيبلغ عدد السكان زهاء مليونين يشكل الألبان 85 في المئة منهم والباقي من الصرب وأبناء الجبل الأسود والاتراك والمسلمين البوشناق والغجر. ولبّى ممثلو هذه الأقليات دعوة حكومة صربيا للمشاركة في المحادثات التي جرت في بريشتينا حول مستقبل كوسوفو على الرغم من مقاطعة الأحزاب الألبانية الرئيسية. ولا يستبعد مراقبون ان يكون تصاعد مطالبة مناطق صربيا بالحكم الذاتي في هذا الوقت، جرى بتحريض من سلطات بلغراد لجعل قضية حقوق المواطنين غير متعلقة بألبان اقليم كوسوفو وحدهم وانما يتوجب حلها بصورة شاملة، خصوصاً ان حكومة بلغراد كانت قدمت منذ فترة اقتراحاً لتقسيم صربيا الى سبع مناطق للادارة الذاتية تكون اثنتان منها خاصة باقليم كوسوفو مع عدد من البلديات المحيطة به، لكن الألبان الساعين الى الاستقلال رفضوا ذلك حال الاعلان عنه. من جهة أخرى، طلب زعيم ألبان كوسوفو ابراهيم روغوفا من رئيس البعثة الأميركية في يوغوسلافيا ريتشارد مايلز زيادة الضغوط الأميركية على بلغراد "لسحب قوات الجيش والشرطة من كوسوفو". وأكد روغوفا ان الجانب الألباني "يفضل ان يكون الوسيط الدولي في المفاوضات حول قضية كوسوفو من الولاياتالمتحدة". ونقلت صحيفة "ناشابوربا" الصربية المستقلة الصادرة في بلغراد أمس عن مصدر من صرب البوسنة بأنه "تتردد معلومات حول مفاوضات لابرام صفقة بين الرئيس ميلوشيفيتش وجهات دولية لتسليم رادوفان كاراجيتش الى محكمة لاهاي في مقابل تنازلات من واشنطن حول كوسوفو".