أكد رئيس المكتب السياسي ل "حركة المقاومة الاسلامية" حماس السيد خالد مشعل "تورط العدو الصهيوني في جريمة اغتيال" محيي الدين الشريف أحد قادتها العسكريين، مشيراً الى أن ذلك "لا يعفي السلطة الفلسطينية من مسؤوليتها إذ زجت نفسها في مسرحية لتبرئة العدو". وأضاف مشعل في تصريحات الى "الحياة" ان السلطة "لم تتمكن من حماية مواطن فلسطيني من براثن الصهاينة داخل المناطق الخاضعة لسلطتها". وربط مشعل بين محاولة اغتياله في عمان العام الماضي واغتيال الشريف بقوله: "حاولوا اخفاء جريمتهم آنذاك لولا لطف الله، ثم توفيق المرافق، وما زلنا نتذكر أنهم نفوا في البداية مسؤوليتهم عن المحاولة قبل ان يعودوا للاعتراف بجريمتهم تحت ضغط الحقائق الدامغة". وأوضح ان الاسرائيليين حاولوا إظهار عملية الاغتيال "وكأنها حادث أثناء العمل. غير أنها لم تكن متقنة مما اضطرهم للبحث عن مخرج آخر لابعاد الشبهة عن أنفسهم والحيلولة دون الرد على جريمتهم". وكان مسؤولون في السلطة الفلسطينية اتهموا عناصر من حماس بقتل محيي الدين الشريف بسبب "نزاع داخلي حول المال والتكتيكات". حسب ما نقلت وكالة "رويترز". ورد مشعل على تلك الاتهامات بأنها "لا تعدو أن تكون أكثر من مسرحية مكشوفة لتبرئة العدو الصهيوني من جريمة" اغتيال الشريف. واعتبر مشعل رداً على سؤال "الحياة" ان السلطة لجأت الى "اتهام عناصر من حماس دفاعاً عن اتفاقاتها المتداعية" وأضاف: "نأسف لاستجابة السلطة بهذا الشكل وبهذه السرعة لضغوط الصهاينة الذين يرتعدون من مجرد التفكير برد فعل كتائب القسام على الجريمة". وسئل عن التحقيق الذي أجرته الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية فأجاب: "السلطة ليست طرفاً محايداً ولا مؤهلاً لاجراء تحقيق نزيه أو اعلان نتائجه"، قائلاً ان السلطة "معنية بحماية اتفاقاتها، وبالتالي الحفاظ على وجودها في الوقت الذي يهدد فيه العدو بأن أي رد من حماس من شأنه انهاء عملية التسوية المتعثرة". وعن احتمال تفجر نزاع فلسطيني داخلي قال مشعل: "تجربة حماس أكدت ان سلاح أبطال كتائب عزالدين القسام لا يرفع الا في وجه المحتل"، مشيراً الى أن الشعب الفلسطيني "لا تخدعه الأكاذيب والتلفيقات". الى ذلك، قال مصدر مطلع في "حماس" ان اخباراً وردت من الأراضي المحتلة تؤكد ان المهندس محيي الدين الشريف كان معتقلاً لدى أجهزة السلطة منذ 16 آذار مارس الماضي.