دعا رئيس بلدية أنقرة أحد قياديي حزب الفضيلة مليح كوشك الى ضرورة ان يشارك حزبه في الانتخابات المبكرة بزعامة "قائد شاب". وأضاف رئيس بلدية اسطنبول رجب الطيب اردوغان في حديث الى "الحياة" انه خير من يصلح لهذه المهمة "لأنه أبرز قيادات جيلنا والريح تدفعه الى الأمام، والشعب يريده، وأعتقد انه يمكن ان يكون قائداً جيداً". أتى تصريح كوشك فيما بدأت القيادات الشابة في الفضيلة الضغط من اجل عقد اجتماع تأسيسي للحزب الجديد الذي امر زعيم التيار الاسلامي التركي زعيم حزب الرفاه المحظور بتأسيسه وأسند امر قيادته الى محاميه الخاص اسماعيل اصيل ترك، وهو طارئ على السياسة على رغم تقدمه في السن. وتهدف القيادات الشابة الى استبدال القيادة الحالية للحزب، خصوصاً اصيل ترك ورئيس المجموعة البرلمانية للفضيلة رجائي طوقان وهو من جيل اربكان بقيادات ديناميكية "تستطيع ان تحرك الجماهير وتنفتح على جماهير اخرى غير جمهورنا التقليدي" كما قال مقرب من الفضيلة طلب عدم ذكر اسمه. وعلى رغم ان طوقان يحظى باحترام الشباب وثقتهم الى انه يفتقد الى الكاريزما والمقدرة الخطابية، وهي عناصر مهمة في السياسة التركية، امام شعب يقدس مفهوم الزعامة والقوة. وتقول المصادر ان اربكان لا يزال يحكم ويسير الفضيلة من منزله، ولا يزال يأمل بالعودة الى العمل السياسي العلني على رغم تقدمه في السن 71 سنة "الا انه في صحة ممتازة وبحماسه المعروف عنه، ويتدخل في ادق التفاصيل"، حسب قول المصدر، ويتردد ان اربكان حرص على اسناد المناصب القيادية في الحزب الجديد الى الجناح الموالي له "الذي ينفذ ولا يسأل". والمعروف انه صدر من المحكمة الدستورية العليا حكم يمنع اربكان من ترؤس حزب لمدة خمس سنوات. وتتجدد ضغوط الشباب مع التأكيدات بإجراء انتخابات مبكرة يتوقع ان تكون هذا العام. الطيب اردوغان المرشح لقيادة الفضيلة نفى علمه بوجود موعد قريب لعقد اجتماع تأسيسي للفضيلة وقال في تصريح الى "الحياة" "ان الفضيلة سيستمر في المرحلة المقبلة بقيادة مؤسسه". وكان اتخذ قرار بذلك عقب اعلان حل الرفاه بضغط من اربكان الذي نُقل عنه قوله "ان الوقت الطيب لم يأت بعد". وبدا اردوغان كجندي مخلص وموالي حتى الآن، ولكن عليه اتخاذ قرار حاسم قريباً جداً فهناك احتمال قوي ان تتواكب الانتخابات العامة مع الانتخابات المحلية، وحينئذ عليه ان يختار بين رئاسة البلدية او رئاسة الوزارة كما يتمنى انصاره. والمؤكد ان انصاره الشباب سيعفونه من عتب مواجهة استاذه وموجهه السياسي - حسب قوله - اربكان بأن يتولوا هم الضغط للتعجيل بانتخابه زعيماً للحزب قبل موعد الانتخابات وأبرز هؤلاء المؤيدين العضو البارز في البرلمان عبدالله غول، ورئيس بلدية انقرة مليح كوشك ورئيس بلدية قونيه المقرب من أربكان خليل يورون.