علمت "الحياة" ان قيادات الرفاه "الشابة" قررت عدم التقدم لاحتلال مواقع قيادية عليا في الحزب خلال المرحلة المقبلة، إضافة إلى التزامات أخرى اتفقت عليها خلال اجتماعات امتدت حتى فجر أول من أمس. وبين أبرز هذه القيادات رئيس بلدية اسطنبول رجب الطيب اردوغان، الذي طالما رشح لخلافة زعيم الحزب نجم الدين أربكان، ورئيس بلدية أنقرة مليح كوتشك ومسؤول العلاقات الخارجية في الحزب عبدالله غيول والنائب بولند أرينج. وحضر الاجتماعات عدد كبير من نواب الحزب ورؤساء فروعه وزعماء المنظمات المنبثقة منه. وكان أبرز ما اتفق عليه العمل ككتلة واحدة وان لا ينفرد أحدهم بقرار وأن يلتزموا تعليمات الزعامة التاريخية، أربكان تحديداً، وان يكون هدفهم هو التوحد في حزب واحد. ووافقوا على دخول عدد محدود قد يصل إلى 20 نائباً في حزب الفضيلة الذي أسس قبل حل "الرفاه" على أن يبقى الآخرون مستقلين في البرلمان خلال المرحلة المقبلة. وسيقوم القياديون بالتجول في تركيا لإلتقاء الرأي العام وربط أنصار "الرفاه" بحزبهم أو بأية أحزاب جديدة منبثقة عنه. واتفق أيضاً على ترك زعامة الحزب خلال المرحلة المقبلة لأحد الزعماء التاريخيين. وتقول مصادر مطلعة ان المرشح الأبرز هو وزير الطاقة السابق في حكومة أربكان رجائي طوقان، وهو في العقد السادس من عمره، ويحظى بثقة زعيمه، وله علاقات جيدة مع مختلف الأطراف، بما فيها الاحزاب الأخرى. وأضافت ان هذه القرارات مرهونة بالمرحلة المقبلة، إذ أن نيات الجيش لم تتضح بالكامل في شأن ما إذا كان سيتوقف عند هذا الحد أو سيسعى إلى تقديم أربكان إلى المحاكمة لإصدار حكم في حقه يمنعه من ان يرشح نفسه للبرلمان حتى بصفة مستقل. ويسعى أربكان منذ أيام في تحد واضح للجيش إلى تشكيل "جبهة مدنية" ضد المؤسسة العسكرية و"لتعزيز الديموقراطية في تركيا التي تمر في أزمة خطيرة واجراء تعديلات في الدستور تجعل البرلمان صاحب السلطة الحقيقية في البلاد كما ينص الدستور"، بحسب ما قاله اربكان في مؤتمر صحافي عقده في أنقرة.