تابع المجلس العدلي اللبناني برئاسة القاضي منير حنين امس النظر في دعوى اغتيال رئيس الحكومة السابق رشيد كرامي العام 1987، المتهم فيها قائد "القوات اللبنانية" المحظورة سمير جعجع والعميد خليل مطر والرائد كيتل الحايك و"القواتيين" عزيز صالح وانطوان الشدياق والرقيب كميل الرامي وجاهاً وآخرون غياباً. واستمع الى افادة الشاهد خوسيه باخوس الذي استجوبه المجلس العدلي والنيابة العامة والادعاء في خمس جلسات سابقة، وكانت جلسة امس لوكلاء الدفاع الذين حاولوا اظهار التناقض في اقواله. وفي مستهلها تقدم وكيل جعجع المحامي عصام كرم بطلب من رئاسة المجلس لإلغاء التوقيف الإنفرادي المفروض على موكله منذ اربع سنوات ونقله من زنزانته والسماح له بجهاز راديو وصحف ومجلات. فطلب جعجع الكلام قائلاً "عرضوا عليّ ان يضعوا آخرين معي في الزنزانة ورفضت لأنني افضّل البقاء وحيدا". وسأل المدعي العام العدلي القاضي عدنان عضوم العميد مطر، هل له قريب في الجيش؟ اجاب "لي ابن عم اسمه جرجس مطر وهو عقيد في سلاح الجو وكان من الضباط الطيارين في حالات وحضر الاجتماع الذي عقد مع جعجع وأعوانه. ومن العام 1984 الى العام 1988 لم يعقد اي اجتماع مع غسان توما او اي مسؤول آخر في القوات اللبنانية". وسأله عن اوصافه، اجاب مطر "اطول مني قامة وبشرته حنطية وكان يطير"، في استيضاح لما اثير في الجلسة السابقة عن شخص رافقه الى لقاءات مع مسؤولي "القوات". وفي ردّه على اسئلة وكلاء الدفاع قال باخوس، وهو مرافق توما، ان علاقته به "كانت جيدة جداً" وكان اذا دخل عليه وهو في اجتماع مع بعض المسؤولين لا يقطع حديثه او يطلب منه الخروج. وفي امكان الدكتور جعجع ان يؤكد ذلك". ونفى ان يكون سمع الشدياق يتحدث مع احد في قضية كرامي، او وجهت اليه اي تهمة من "القوات"، او عرف قيمة الاموال التي كان يسلمها الى مطر، موضحاً ان الظرف الذي سلمه اياه آخر مرة في مستيتا، قبل الحادث، "كان اكثر سماكة من العادة". وأكد انه سمع في رحلة استطلاع بحرية تخاطباً بلغة اجنبية اثناء مرور طوافة عسكرية، موضحاً "ان عناصر "القوات" كانوا يتخاطبون عادة بالعربية". وقال انه هاتف مطر مرتين. وأكد ان توما طلب منه ان يقابل العميد في مستيتا محدداً له المكان وأعطاه رقم هاتفه وطلب منه مناداته بلقب "المظلة". وكان اذا دخل عليه وهو في اجتماع مع بعض المسؤولين لا يقطع حديثه او يطلب منه الخروج. وفي امكان الدكتور جعجع ان يؤكد ذلك". ونفى ان يكون سمع الشدياق يتحدث مع احد في قضية كرامي، وسئل: لماذا لم يأت على ذكر واقعة ان عناصر في مبنى الأمن التابع ل"القوات" كانوا يتحدثون في قضية كرامي في افادته الأولية، وماذا كان سيفعل بها؟ اجاب باخوس "ما كنت رح اعمل شي". وسئل: هل تعتبرها غير مهمة؟ فعلّق القاضي حنين "انت فسّر". ونفى باخوس ان يكون الآن على علاقة بجهاز أمن او مخبراً لأي جهاز. او ان يكون شاهد عناصر من "القوات" يهاجمون مطار حالات. وسئل: تقول انك خابرت مطر مرات، فلماذا اعطاك توما رقم هاتفه؟ اجاب "لم أكن اعرف لأن السكرتيرات كن يطلبنه ويحوّلن الاتصال لي وفي المرتين الاخيرتين طلبه توما مرة وأعطاني السماعة وأنا طلبته في الاخيرة الى منزله". وأكد "ان غسان منسى مساعد توما هو من سلّم طرداً الى مطر في مبنى الأمن". وسئل: كيف عرف ان العميد ظل يتقاضى اموالاً مع العلم انه قال انه سلّمه اخر مظروف في مستيتا؟ اجاب "بعد مدة سمعت غسان توما يتحدث عن تحويل اموال الى الصندوق الوطني فاستنتجت انها للعميد".